دمشق - نور خوّام
أكد مسؤولون أميركيون وأكراد، أن هزيمة "داعش" في سورية أصبحت وشيكة بعد حصر التنظيم في قريتين إثنتين فقط في الصحراء السورية ، وتركه للأراضي الشاسعة التي كان أطلق عليها اسم "دولة الخلافة".
وبحسب التقريرالتي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فإن مقاتلي "داعش" الأكثر صلابة متواجدون الآن في قريتي "مرشيدة وباغوز فوقاني" على ضفاف نهر الفرات ، على بعد أميال قليلة من الحدود العراقية في جنوب شرق سورية. ومع وجود الجيش السوري على الجانب الآخر من النهر، إضافة الى "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة يمكن السيطرة على تلك القريتين. ووفقا للمسؤولين ، فأن مسألة القضاء على "داعش" أصبحت مسألة أسابيع أو حتى أيام قبل أن يتم اجتياح القرى ، لإنهاء مشروع ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" .
اقرا ايضا:داعش يعلن مسؤوليته عن الهجوم على كنيسة في جنوب الفلبين
وتشير الصحيفة، إلى أن إنهاء الحرب التي إستمرت أربع سنوات ونصف السنة تطرح تساؤلا، هو متى وكيف ستسحب الولايات المتحدة قواتها من سورية ، كما أمر الرئيس دونالد ترامب في الشهر الماضي، والذي صرح في وقت لاحق أن القوات الأميركية ستبقى الى حين القضاء على "داعش" كلياً. ورغم ذلك لم يتم تحديد موعد لانسحابهم. وعلى الرغم من أن سحب الجيش الأميركي لبعض المعدات ، فلم يغادر أي جندي ولم يصدر أي موعد نهائي لانسحاب تلك القوات، وهي سوف تركز على تدريب شركائها المحليين وتحقيق الاستقرار في المنطقة لردع عودة المسلحين.
وحذر الكولونيل شون ريان ، المتحدث العسكري الأميركي في بغداد ، من أن السيطرة على أراضي "الخلافة" لن توقف التهديد الذي يشكله "داعش" ، لأنه يحاول تنظيم نفسه كقوة متمردة في العديد من المناطق التي فقدت السيطرة عليها. وأكد ريان أن "داعش" سيحاول دائما تجميع صفوفه وإثبات وجوده من خلال القيام بعمليات وتفجيرات ارهابية كما حدث في تفجير منبج الأسبوع الماضي ، مما أسفر عن مقتل أربعة أميركيين. وجاء هذا التفجير بعد أكثر من ثلاث سنوات من طرد مسلحي "داعش" من تلك المنطقة.
وتوضح "واشنطن بوست" نقلا عن الكولونيل شون ريان أن أفراد "داعش" المتواجدين في تلك القريتين هم الأكثر تطرفا والتزاماً بنفس الوقت ، الذين بقوا في ساحة المعركة على الرغم من توفر فرص عدة للهروب أو الاستسلام. ويمكن توقع ان يقاتلوا حتى النهاية. ولكن إذا ما استمرت الحملة التي تشنها القوات المدعومة من الولايات المتحدة الأميركيه كما حصل في الأيام الاخيره ، فقد ينتهي الأمر خلال أسبوعين على الأقل.
لكن مظلوم كوماني ، القائد الأعلى لقوات سورية الديمقراطية ، كان أعلن لوكالة فرانس برس الجمعة الماضية ان الأمر لن يستغرق أكثر من شهر. مضيفاً"اعتقد انه خلال الشهر المقبل سنعلن رسميا انتهاء الوجود العسكري على ارض ما يسمى بالخلافة". ومن بين المقاتلين المتبقيين بعض كبار قاده "داعش" المشهورين" ، وفقا لما ذكره زانا اميدي ، المتحدث باسم "وحدات حماية الشعب الكردية"، وهي أكبر فصيل في قوات سورية الديمقراطية.
وأشارت الصحيفة الى أن المسؤولين الأكراد لا يعتقدون أن "أبو بكر البغدادي" ، زعيم "داعش" متواجد هناك .وهذا ما أكده زانا أميدى قائلاً "من الغباء أن يكون هناك ويظل حتى النهاية " لكن هناك نسبة كبيرة من الأجانب والذين توافدوا إلى سورية للانضمام إلى "الدولة الإسلامية" عندما كانت في ذروة قوتها.
ويقول نيكولاس هيراس خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي في واشنطن: إن "أي فراغ للسلطة في المنطقة سيتيح الفرصة لداعش لإعادة تأسيس نفسه بين السكان المحليين الذين تنقسم ولاءاتهم بشدة بين القوى المتعددة المتنافسة على السلطة .
قد يهمك ايضا:"قوات سورية الديمقراطية" تفشل هجمات "داعش" على "المراشدة" شرق الفرات
مقتل 35 عنصراً من "داعش" وأسر 21 آخرين في هجوم فاشل على بلدة الباغوز
أرسل تعليقك