موزامبيق تُكافح التعصب الأعمى ضد ذوى الاحتياجات الخاصة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

موزامبيق تُكافح التعصب الأعمى ضد ذوى الاحتياجات الخاصة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - موزامبيق تُكافح التعصب الأعمى ضد ذوى الاحتياجات الخاصة

ذوى الاحتياجات الخاصة
مابوتو - عادل سلامة

في عمر الحادية والعشرين واجه ماتيوس مبازو من مقاطعة سوفالا في موزامبيق خيارا صارخًا؛ إما الجوع أو السرقة، إذ تؤثر الإعاقة على الجانب الأيمن من ذراعه وساقه، وكان يتحتم عليه إطعام نفسه وشقيقيه الأصغر سنًا. فترك التعليم، للحصول على وظيفة لكسب مبلغ ضئيل كان ذلك مهمة صعبة، بحيث كانت الحياة كلص الخيار الوحيد، وفي كنيسته سمع عن مبادرة من شأنها أن تغير حياته: وهو برنامج يقدم التدريب للأشخاص ذوي الإعاقة.

الآن، يبلغ مباز 23 عامًا، ولم يعد أكبر قلقه كيفية توفير المال لأسرته، ولكن الدفاع عن الحصاد الوفير في حديقته من الماعز المحلية، الذين يحبون التغذية على محاصيله. حيث يزرع في الأرض التي يستأجرها، البصل والطماطم والملفوف والخس الذي تنمو جيدًا، فيما يُعد نجاح مبازو غير عادي في دولةٍ مثل موزمبيق، حيث من الأرجح أن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة خارج العمل أكثر من غيرهم. وفي بعض الأماكن، تعتبر الإعاقة كوصمة، مثل الخوف من العدوى. ويعكس ذلك الصورة الأوسع نطاقا في العالم النامي، حيث يقدر أن 80-90٪ من المعوقين عاطلون عن العمل -وبالمقارنة في المملكة المتحدة فإن هذا الرقم هو 52٪.

وتلقى مبازو التدريب من منظمة دولية هي منظمة "Light for the World" بالتعاون مع المؤسسة الاجتماعية "Young Africa". وهي تعمل على تزويد الأشخاص ذوي الإعاقة بالمهارات اللازمة لكسب عيشهم، في برنامج في محافظة "سوفالا" في موزامبيق، وقامت بتدريس 160 شابًا -إلى جانب أكثر من 13500 طالب قادرين على العمل – في عدة مجالات بداية من الخياطة والطبخ إلى الهندسة الكهربائية.

تدير مؤسسة  "Young Africa" السيدة أكسانا فاريلا وفريقها فخورون بجهودهم: وقد تم تجهيز المركز من البداية، وقد تم تدريب المحاضرين في لغة الإشارة وبرامج الكمبيوتر المساعدة المثبتة في المكتبة. وتُعطى الأولوية للفئات الأكثر حرمانًا، وتعرف الطاهية جوانا نهانتوت، 27 عاما، مدى صعوبة إقناع أصحاب العمل بالنظر إلى ما وراء الإعاقة. فقد فقدت سمعها في الـ 13 من عمرها، وقالت: "كان من الصعب العثور على وظيفة ... ليس بسبب العمل نفسه، ولكن بسبب التمييز بالنسبة لي كشخصٍ أصم".

وتعمل الآن في وظيفة دائمة، وتقول: "إنه يختلف قليلا عن الطهي في المنزل. لم أكن أعرف المكونات، ونوع التوابل وكيفية استخدامها، ولكن الآن منذ أن انتهيت من الدورة، يمكنني أن أميز كل واحد من الآخر. أنا أفضل الطهي. أنا أحب العمل هنا"، بينما يعترف صاحب المطعم دوفا بارينتوس أنه في البداية وجد صعوبة في تدريب نهانتوت. يقول: "ولكن بعد ذلك توقفت وفكرت في نفسي -أنا بحاجة إلى فهم كيف تفعل الأشياء وكيف يمكن أن تفهمني أفضل. كل ما أفعله في المطبخ أو هنا في المطعم هي تفهمه على الفور. أفعل الأشياء وأوضحها لها، ثم أرى ماذا تفعل، إنها ذكية جدا".

ولا يُعد الصراع فقط في مجرد العثور على وظيفة. فالأسر لا تستطيع أن تستثمر دائما في الطفل الذي لا يحتمل أن يقدم شيء للمستقبل. ویوجد ما لا یقل عن نصف الأطفال البالغ عددھم 65 ملیون طفل في سن الدراسة معوقین خارج المدارس الابتدائية أو المتوسطة.

ويقول البروفسور توم شكسبير، رئيس مؤسسة "Light for the World" ، إن العديد من الأسر لا تسعى إلى الحصول على الدعم القليل. ويقول: "غالبا لا يريد الناس إزعاج أنفسهم. يعتقدون، لماذا نستثمر في طفل معاق؟"ن وأضاف: "نحن نتواصل مع الطفل المعاق، ندعمهم، ونعمل على التأكد من أن الأم أو الأب يرسلونهم إلى المدرسة في المقام الأول. فبدون التعليم، يغرق المعوقون حقا ".

ويعود الفضل في تناول هذا النهج الجديد - المعروف باسم إعادة التأهيل المجتمعي - في موزامبيق إلى مدير الشؤون الجنسانية والطفل والعمل الاجتماعي في محافظة سوفالا، وهو خوسيه ديكيسون تول، وهو شخص أعمى أيضًا. يقول: "لقد استفدت من التعليم الشامل. كان في ذهني أن المعوقين ينبغي أن ندرجهم في مجتمعهم والعمل، وليس في أماكن خاصة، وأضاف: "الجميع يدركون أن ذلك هي وسيلة جيدة لتشمل الناس في المجتمع ولكننا بحاجة إلى بناء شبكة قوية تشمل قطاعات أخرى مثل التعليم والصحة، ونحن بحاجة إلى أن ننظر أكثر على مستوى صنع القرار".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موزامبيق تُكافح التعصب الأعمى ضد ذوى الاحتياجات الخاصة موزامبيق تُكافح التعصب الأعمى ضد ذوى الاحتياجات الخاصة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 19:12 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:15 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

المؤبد لعامل هتك عرض ابنة شقيقه فى الفيوم

GMT 08:10 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

رجّة أرضية بقوّة 4.24 تضرب دقاش من ولاية توزر التونسية

GMT 16:19 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

شبح الغياب يطارد 5 نجوم قبل ديربي الوداد والرجاء

GMT 03:59 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

انخفاض مخزون القمح في ميناء الاسكندرية 5%

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 07:06 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

فريق "الهلال" يدك مرمى "القادسية" ويتأهل للشباب

GMT 01:36 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

فريق مصر المقاصة سيكون مفاجأة عقب نهاية الموسم

GMT 22:06 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

​سِجل إشبيلية يدعمه قبل مواجهة ماريبور في دوري الأبطال

GMT 12:06 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

موديلات جمبسوت خطوبة للعروس العصرية تعرفي عليها

GMT 08:39 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

تونس تسجل 4777 حالة شفاء من كورونا في يوم واحد

GMT 17:34 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماركس وَسبنسر" تطلق تشكيلتها لخريف 2021 من ملابس النوم النسائية

GMT 06:34 2018 الجمعة ,24 آب / أغسطس

عطر الخال

GMT 04:03 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

موديلات جلابيات من وحي موضة خريف وشتاء 2018-2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia