مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين

مدينة أغاديز الصحراوية القديمة وسط النيجر
نيامي ـ عادل سلامه

يؤكّد القادة المحليين في النيجر، أننا نشهد تهديدًا إرهابيًا جديدًا في منطقة الساحل الأفريقي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحملة القمعية التي ترعاها أوروبا على الهجرة, حيث أن الآلاف من الرجال في المناطق النائية الذين نقلوا وأطعموا وأسكنوا مئات الآلاف من المهاجرين الذين اعتادوا عبور البلد الفقير في غرب أفريقيا أصبحوا الآن عاطلين عن العمل ويمكن استغلالهم بسهولة من قبل إحدى الجماعات الجهادية الكبرى العاملة في المنطقة, حسبما ذكر قادة مركز المهاجرين السابق "أغاديز".

مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين

بينما يموت عدد أقل من المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط ​​، فذلك ليس لأن أوروبا هي وجهة أقل شعبية, وبدلًا من ذلك، تم تمديد مخاطر الرحلة إلى الجنوب، وهناك عدد أكبر من الناس يموتون الآن في الصحراء أكثر من ذي قبل، على الرغم من أنه من المستحيل الاعتماد والاختباء من وجهة النظر الأوروبية.

وتحت ضغط من الاتحاد الأوروبي، جرّمت النيجر تهريب المهاجرين في عام 2015، وبدأت في تطبيق القانون الجديد قبل 18 شهرا, وبين عشية وضحاها، فقد حوالي 7000 شخص ما كان مصدر رزق قانوني مربح للغاية, وأصبح أكثر فتكًا للمهاجرين للوصول إلى ليبيا, وقال مامادو يوسوفو، رئيس النيجر "الحدود مع أوروبا، في الواقع، هي النيجر وتشاد مع مراعاة فراغ السلطة، والفوضى هناك في ليبيا، ورب أفريقيا، هو رب أوروبا."

مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين

وتحدثت صحيفة "غارديان" إلى إسماعيل، وهو سائق قضى سنوات في نقل الأفارقة من مدينة أغاديز الصحراوية القديمة إلى الحدود الليبية, وكان بعض زبائنه - مواطنو غرب أفريقيا الذين يستطيعون التنقل بحرية حول منطقتهم، مثلما يستطيع مواطنو الاتحاد الأوروبي - كانوا يتوجهون إلى أوروبا, وكان العديد من الآخرين ذاهبين للعمل في ليبيا والجزائر, وفي كل يوم اثنين، تغادر قافلة من مئات المركبات أغاديس, لكن ذات يوم، أصبح إسماعيل فجأة مجرمًا, وقال "لقد فعلوا ذلك لإرضاء أوروبا, إنهم يطلقون علينا المجرمين، لكن ما هي الجريمة التي ارتكبناها؟"

لقد اعتادوا على العمل علنًا، لكن الآن ذهب إسماعيل وأصدقائه إلى تحت الأرض، واتجهوا عبر طرق متفرقة عبر الصحراء لتجنب الاعتقال، مع عصابات التهريب الإقليمية والمخاطرة بعشر سنوات في السجن إذا ما تم القبض عليهم, وهناك العديد من حالات التخلي عن المهاجرين أو فقدان طريقهم في الصحراء.

لا توجد أرقام موثوقة عن عدد الأشخاص الذين يموتون في طريقهم عبر امتداد الصحراء الخارج عن القانون من قبل المتجرين والمجموعات الجهادية والجيوش الأجنبية, وقال محمد أناكو، رئيس المجلس الإقليمي لأغاديس "لقد أصبحت الهجرة سرية، فلا أحد يستطيع أن يخبرك كم من الناس ما زالوا يذهبون، أو بأي طريقة, يضيع المهاجرون في الصحراء ولا يعلم أحد عنهم، ولا يتم العثور على الجثث قبل أشهر".لقد شهد إسماعيل أخطار هذه التحويلات بطريقة مباشرة, فقال بصوت منخفض "إن الأمر أخطر بكثير مما كان عليه، ويرجع ذلك أساسا إلى ضياع الكثير من الناس, أرى الكثير من الجثث في الصحراء - أكثر بكثير من ذي قبل, لا يمكنني حتى عدهم", فالأعمال التجارية لم تعد كما كانت من قبل، ولكن لا يزال لدى إسماعيل الكثير من العملاء في "أحياء الأقليات"، وهي مجمّعات حيث ينتظر الناس حتى يكون لديهم ما يكفي من المال لدفع ثمن الرحلة.

مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين

 توفي سليمان مازو تقريبًا عندما رحل سائق شاحنته في وسط الصحراء، ظنًا أن الشرطة قد رصدته، وتخلى عن جميع ركابه, فحتى أكثر الناس يموتون في الصحراء خلال الأشهر السبعة الماضية، حيث تقوم الجزائر بتطويق آلاف الأشخاص دون تمييز، بمن فيهم البعض ممن عاشولة الإسلامية المرتبطة بتنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى في الشمال الغربي، وليبيا الفوضوية في الشمال.

 وحذّر أناكو من أنه في حالة عدم مساعدة سكان أغاديس على إيجاد طريقة جديدة لكسب العيش، فإنهم سينضمون إلى الجماعات الجهادية، مما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويخلق وضعا شبيها بأفغانستان, واستشهد بالاكتشاف الحديث للعديد من مخابئ الأسلحة المدفونة بالقرب من المدينة كدليل على تدهور الوضع، وقال "الخطر الذي نواجهه، مع القانون الجديد ضد الهجرة، هو أنه إذا لم نفعل شيئًا من أجل الشباب في تلك الصناعة، فسوف يقعون في دائرة التطرف, كل الإرهابيين يأتون بهذه الطريقة، عبر الصحراء".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين مراقبون يحذّرون من تحوّل أبناء النيجر إلى متطرفين بعد تجريم تهريب المهاجرين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها

GMT 01:57 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

تبدأ الشهر بحيرة وشعور بعدم الأمان

GMT 03:58 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل فساتين الزفاف المنفوشة لعروس 2021 تعرّفي عليها

GMT 14:07 2021 السبت ,27 آذار/ مارس

اللغة خلف الزجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia