​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة

رضيع فَقَدَ عينه يتحوّل لرمز معاناة سكان الغوطة
دمشق ـ نور خوام

تحوّل الرضيع كريم عبدالله الذي فَقَدَ عينه جراء قصف جوي رمزا لمعاناة سكان الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، بعد انطلاق حملة تضامنية معه على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر خلالها كثيرون صورهم وهم يغطون أعينهم في إشارة إلى إصابته.

واستهدفت غارة لقوات النظام في 29 تشرين الأول/أكتوبر بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، آخر أبرز معقل للفصائل المعارضة، وتسببت في فقدان كريم الذي كان يبلغ حينها أربعين يوما لعينه اليسرى ومقتل والدته.

وبعد أكثر من أسبوعين على إصابته، بدأت على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" حملة تضامن واسعة باستخدام اسم #متضامن مع كريم، أطلقها ودعمها مصوّرون سوريون في الغوطة الشرقية.

وصلت الحملة إلى قاعة مجلس الأمن الدولي إذ نشر سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت صورة له عبر "تويتر" وهو يغطي عينه بيده.

وأرفق الصورة بتعليق "حين نجتمع في مجلس الأمن ونحذر من أن عدم اتخاذ إجراء يعني وفاة مزيد من الناس، وقصف مزيد من المدارس، وتشويه مزيد من الأطفال.. فهذا هو ما نعنيه"، مضيفا "يجب إنهاء قصف وحصار الغوطة الشرقية".

ونشر المتضامنون مع كريم صورا لهم ولأطفال يغطون أعينهم، وشارك في الحملة متطوعون من الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، فضلا عن عاملين في منظمات دولية وناشطين وصحافيين بينهم فريق التحرير في جريدة "بيلد" الألمانية اليومية.

وشارك مسؤولون أتراك صورة كريم أيضا، وكتب وزير الثقافة والسياحة نعمان قورتلموش "حتى لو سكت العالم، حتى لو تجاهل الصراخ المتصاعد من سورية، سنكون نحن صوت وعيني وأذني الطفل كريم".

وتعدّ الغوطة الشرقية واحدة من 4 مناطق خفض توتر في سورية، بموجب اتفاق توصلت إليه موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة في أستانا في أيار/مايو.​

يقف الشاب عامر المهيباني، الذي يعمل كمصور حر في الغوطة الشرقية ويتعاون مع وكالة فرانس برس، خلف إطلاق هذه الحملة بعدما نشر في 17 من الشهر الحالي صورة لكريم التقطها أثناء زيارة منزله، قبل أن ينشر صورة لنفسه وهو يغطي عينه بيده.
ويقول عامر، 28 عاما، لفرانس برس: "انطبعت صورته في ذهني قبل الكاميرا، ولاحقتني في كل مكان".

واستوحى عامر الفكرة من ناشط في الغوطة الشرقية يدعى قصي نور نشر صورة ممنتجة أزال فيها عينه اليسرى، وبشكل أساسي من حملة تضامن لاقت رواجا قبل فترة مع الطفلة اليمنية بثينة التي فقدت والديها وأشقاءها في غارة للتحالف السعودي في أيلول/سبتمبر الماضي، وانتشرت حينها صورتها وهي تحاول فتح إحدى عينيها المتورمتين، وبدأ كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي يشاركون صورهم وهم يقومون بالأمر ذاته.

وبعد ساعات من إطلاق الحملة "بدأ الوسم ينتشر عبر العالم" وفق عامر الذي لفت إلى أن الهدف هو "التضامن مع هذا الطفل الذي فقد عينه ووالدته لنوصل صوته إلى العالم".

وخلال أعوام النزاع الطويلة في سورية، تحول أطفال عديدون رمزا لضحايا الحرب التي أوقعت أكثر من 340 ألف قتيل، ومن بين هؤلاء الطفل عمران الذي تصدرت صورته الصفحات الأولى في الصحف العالمية بعد انتشار فيديو لعملية إنقاذه بعد دقائق من نجاته من قصف في مدينة حلب (شمال).

وأصيب كريم، وفق ما يوضح طبيبه المعالج جراح الأعصاب الذي يعرف عن نفسه باسم أبوجميل لـ"فرانس برس"، في الجزء الأمامي من الدماغ، ما أدى إلى تضرر النسيج الدماغي وعينه اليسرى.

وحسب الطبيب، لهذا الجزء "دور أساسي في الإدراك وذكاء الإنسان وذاكرته"، وتتطلب إصابته أن "يخضع لاحقا لعلاج سلوكي، على أن يحتاج في ما بعد إلى عمليات تجميل وترميم لا يمكن إجراؤها في الغوطة الشرقية".

وفي منزل على الطراز العربي القديم تقيم فيه العائلة، يقول والد كريم "كان عمر ابني أكثر من شهر حين خسر والدته"، وتأتي اليوم امرأة لإرضاعه لتعوضه خسارته حليب أمه. 

وأثارت حملة التضامن مع كريم تجاوبا واسعا في منطقة الغوطة الشرقية، ويقول المصور فراس العبدالله (24 عاما) لفرانس برس "أردنا لفت نظر العالم إلى الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة واغتيال الطفولة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة ​رضيع فَقَدَ عينه جرّاء غارة يتحوّل إلى رمز لمعاناة سكان الغوطة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia