دمشق ـ نور خوام
تواجه مدينة تدمر السورية الأثرية، تهديدًا كبيرًا بعد تقدم مقاتلي تنظيم "داعش" المتطرف من بوابات المدينة عقب اجتياح القرى المجاورة، وسط تحذيرات من تدنيس مواقع التراث العالمي لليونسكو ومواجهتها مصير التدمير مثلما حدث في مدينتي العراق والخضر العراقيتين.
وانطلقت في المدينة فرقة من الرجال المهتمين بالآثار تهدف للمساعدة في إخفاء القطع الأثرية التي يصل تاريخها إلى أكثر من ألفي عام من براثن "داعش" الذي يقترب مسلحوه من أحد أهم المواقع الأثرية في العالم.
وتشبه فكرة المجموعة فيلم للنجم العالمي جورج كلوني، العام الماضي باسم "مونيمنتس مان"، حيث تحاول المجموعة السورية المكونة من السكان المحليين إخفاء ودفن القطع الأثرية الصغيرة وحراسة الآثار منذ التهديد الأول في الأسبوع الماضي.
وصرَّح عالم الآثار السوري المدير المؤسس للمديرية العامة السورية للآثار والمتاحف، عمرو العظم، بأنَّ المتطوعين يتحدون تقدم المتطرفين عن طريق توثيق وحماية القطع الأثرية القديمة.
وناشد عالم الآثار السوري المقيم في إسبانيا إسبر صابرين، العالم لإرسال تعزيزات لحماية تدمر فضلًا عن طائرات مروحية لحمل الآثار إلى بر الأمان.
وأسس صابرين شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء سورية، يبقى على تواصل معهم عبر "سكايب"، حيث يعملون على إصلاح المباني الأثرية المتضررة، قائلًا: "إذا خسرنا تدمر، سيكون الأمر واحدة من أكبر الكوارث الثقافية في التاريخ".
وجاء اقتراب "داعش" من المدينة متزامنًا مع تنظيم مؤتمر دولي في القاهرة لمواجهة الدمار الذي أصاب بالفعل المواقع الأثرية في نمرود والحضر في العراق، حيث يرى المتشددون مثل هذه المواقع أهدافا بسبب رغبتهم في محو كل آثار التاريخ غير الإسلامي وما يصفونه بـ"آثار الوثنية".
وحضر المؤتمر ممثلو الشؤون الخارجية والآثار من 11 دولة عربية في مصر لإدانة هدم المتطرفين للتراث العراقي باستخدام الجرافات ومواد شديدة الانفجار.
وأكد مدير إدارة الآثار في الحكومة السورية مأمون عبد الكريم أنَّه ليس لديه شك في أنَّ سقوط تدمر في يد المتطرفين، يعني أنّها ستواجه مصيرًا مماثلًا لنمرود القديمة.
وأضاف عبد الكريم أنَّ الجيش استعاد السيطرة على مدينة تدمر، مشيرًا إلى أنَّ الآثار القديمة في الجنوب الغربي من المدينة لم تصب بأذى، وصرَّح حاكم الإقليم طلال البرازي بأنَّ الجيش استعاد المناطق الشمالية من مدينة تدمر.
وكان "داعش" أطلق هجومًا خاطفًا عبر الصحراء الأسبوع الماضي من معقله في وادي الفرات، ما تسبب في معارك ضارية مع الجيش.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنَ 23 شخصًا على الأقل من المقاتلين الموالين للرئيس الأسد و 29 من المتطرفين قُتلوا خلال اجتياح الأجزاء الشمالية من المدينة السبت الماضي.
أرسل تعليقك