تسربت مجموعة من الوثائق التي تحتوي على الكثير من المعلومات لشخصية للمتشددين المقاتلين في صفوف داعش والظروف الشخصية لأكثر من 22 ألف مقاتل في التنظيم، وبعد التحليل تبين أن من بين المجندين رجل يبلغ من العمر 70 عاما يشارك في القتال، الى جانب مربي نحل سابق وبائع عطور وتاجر مخدرات، وتعتبر البيانات كنز من المعلومات للخدمات الامنية للمقاتلين في الجماعة لأنها تحتوي على أسماء وجنسيات وعناوين وأرقام الهواتف ومعلومات الاتصال بعائلات المقاتلين.
وتعتبر الوثائق أكبر اختراق لداعش، وظهرت لأول مرة في آذار/مارس بعد أن سربت الى سكاي نيوز ووكالات أخرى، وتعمل كل من أكاديمية ويست بوينت العسكرية وتن بيس ي نيوز على تحليلها لانشاء قاعدة بيانات شاملة لصفوف المتطوعين في التنظيم.
ويذكر أن ما يثير الدهشة أن أكثر الجهاديين معرفة وفهما لعمق الشريعة الاسلامية كانوا أقل ميلا ليكونوا انتحاريين، وهو عمل يفسره دائما أنصاره بأسس وأسباب دينية، وسرب المعلومات مقاتلون غاضبون وساخطون وتحتوي على اسم 16 مقاتل بريطاني على الأقل بما في ذلك جنيد حسين من برمنغهام ورياض خان من كادريف اللذان قتلا على يد طائرة أمريكية العام الماضي، ووصف قادة الاستخبارات البريطانية الوثائق بانها منجم من الذهب ويعتقدون بأنها ستكون أكبر غنيمة حول داعش حتى اليوم.
وأظهرت الوثائق تفاصيل متوسط أعمار المقاتلين في التنظيم والتي تتراوح بين 21 عامًا و 30 عامًا مع عددي قليل منهم في سن ال60 والمراهقة، وكانت السعودية وتونس من أكثر الدول التي يحمل المقاتلون جنسياتها، ويقدم المقاتلون في الاستمارة تفاصيل اضافية عن الأشياء التي تميزهم، فكتب أحدهم أنه مختص في مجال الكيمياء، فيما تحدث اخر عن تجربته في صنع قنبلة، وذهب ثالث للقول أن أخوه نفذ عملية في مترو مدريد في اشارة الى تفجير تنظيم القاعدة لقطار في اسبانيا عام 2004.
وترك أحد المتطوعين وهو طالب جامعي من ليبيا رسالة لعائلته يقول فيها " اخبروا أمي وأبي أن يسامحوني." وكشف نائب مدير مكافحة الارهاب في وست بوينت بريان دودويل أن تحليل البانيات كشف تشدد القاتلين، وجاء الاف المقاتلين من جميع نواحي الحياة سواء من الجنسيات أو العرق، وكان لبعضهم تجربة حياة غنية تخللها السفر ومستويات من التعليم العالي والتعليم الجامعي الدولي.
ويشمل السجل المسرب اسم مغني الراب البريطاني عبد الباري البالغ من العمر 26 عاما من لندن وانضم الى داعش في عام 2013 بعد زيارة قام بها الى ليبيا ثم مصر ثم تركيا، وينتمى الشاب الى أب أدين بالإرهاب ويسمى عادل عبد الباري، وصور في اب/اغسطس الماضي وهو يحمل رأي مقطوع لجندي سوري أعدمه التنظيم.
واعتقدت المصادر الأمنية أنه هو الجهادي جون الذي شغل منصب الجلاد العام لداعش قبل الكشف عن شخصية محمد اموازي صديق الباري من غرب لندن، ويعتقد الخبراء أن الملفات لا تقدر بثمن في التعامل مع الجهاديين الذين تسللوا مرة أخرى الى أوروبا عازمين على تنفيذ هجمات هناك، وتبين الوثائق التي يعتقد أنها كانت موجودة في الرقة في سورية أن التنظيم المتطرف يمتلك قسم للموارد البشرية الخاص به، وتظهر الوثائق معلومات عن الشخص الذي يقدم بيانات للتنظيم ومجنديه حول أفضل الأشخاص الذين يجب تجنيدهم وتعطي فكرة كيف تدار شبكة تجنيد المجموعة.
وترسم الوثائق الطريق الذي سلكه المقاتلون الى سورية أو العراق مع وقت ومكان دفن الميت اذا كان الشخص قد مات، مما يعني أن الأجهزة الأمنية اليوم تعرف بالضبط الأشخاص اللذين لقوا حتفهم، واستطاع بعض المجندين الساخطين على التنظيم سرقة الذاكرة التي تحتوي البيانات من احدى زعماء التنظيم وسربوها لسكاي نيوز ، وتظهر تفاصيل الوثائق أنها أصلية، وتحتوي القائمة على مجندين من 51 دولة على الأقل بما فيها بريطانيا سافروا الى مناطق داعش للانضمام الى التنظيم المتطرف سيء السمعة والوحشي الذي ارتكب مجازر.
وسجلت تفاصيل كل مقاتل في ورقة تقديم تضم 23 سؤال للانضمام الى داعش تشمل الاسم ومكان وتاريخ الميلاد والحالة الاجتماعية والوظائف السابقة والأشخاص الذين أوصوا به، واذا ما كانوا مقاتلين أو الدور الذي خدموا فيه، وأي مهارات متخصصة له، وتفاصيل كثيرة عن الاقارب بما في ذلك الاسماء ومعلومات الاتصال.
وجاء اسم الجهادي جنيد حسين وهو هاكر كمبيوتر من برمنغهام في الوثائق وكان يعمل رئيس جناح وسائل الاعلام لدى التنظيم مع زوجته سالي ان جونز والذي دبر هجمات ضد بريطانيا، وقتل في غارة في اب/اغسطس الماضي، ووضعت أرملته المسماه بالسيدة المتطرفة على قائمة الحكومة البريطانية لأكثر المتطرفين خطورة في داعش.
وسافر نحو 700 من المسلمين البريطانيين الى سورية والعراق للانضمام الى داعش فيما عاد نصفهم الى بريطانيا مرة أخرا، وكشفت هذه الوثائق عن هويات عدد من هؤلاء المقاتلين الغير معروفين مسبقا لبريطانيا وأوروبا الشمالية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأمريكا وكندا، وكشف اماكن وجودهم لكسر المنظمة ومنه المزيد من الهجمات.
وصرح مدير عمليات الارهاب العالمي السابق ريتشارد باريت أن الملفات يمكن أن تكون اكبر حدث حصل في سنوات المعركة مع داعش وبأنه منجم من الذهب لمعلومات ذات أهمية كبيرة وفوائد عديد جدا للأجهزة الأمنية والاستخبارات، صورة 6 سافر نحو 700 مسلم بريطاني الى سورية والعراق للانضمام الى داعش وعاد حوالي نصفهم الى بريطانيا وفقا للجواسيس البريطانيين.
وضمت السجلات مواطنين من أكثر من 51 طولة من بينها بريطانيا، وشملت قائمة الأسئلة 23 سؤال حول أسباب رغبة الشخص بالالتحاق بداعش،وأتي الكثير من المقاتلين من المناطق الساخنة مثل تونس وأفغانسان وباكستان واليمن على الرغم من أن العدد الأكبر جاء من السعودية.
ووصف الباحث الكبير في المعهد الملكي لخدمات الأمن الفكري شاشانك جوشي أن عملية التسريب مهمة للغاية، وقال " انه منجم من الذهب، وسيسهل عملية مكافحة هؤلاء الأشخاص، وهو منجم من الذهب لأنه يشمل معلومات أشخاص غادروا اماكن القتال لم تكن معروفة، ومعلومات عن الأشخاص الذين قاموا بتجنيدهم."
وتشير المعلومات أن السارق كان عضو سابق في الجيش السوري الحر الذي انضم الى داعش ثم خاب أمله وربما سيطر عليها بعده جنود من حزب البعث العراقي السابق التابع لصدام، وحذر السيد جوشي من التعويل على الحالة المعنوية التي سيخلفه هذا التسريب، وأشار " من المغري أن نصدق أن هذا الدليل يظهر معاناة التنظيم من روح معنوية سيئة وأنا لست متأكد من ذلك."
ويعتقد الخبراء ان داعش يركز قاعدة عملياته في الخارج ومصمم على تنفيذ هجمات كبيرة في الدول الغربية، وحذر رئيس منظمة مكافحة الجريمة في الاتحاد الأوربي أن الفرصة في حدوث هجمات في بريطانيا على غرار هجمات باريس كبيرة.
وأشار مدير يورووبول روب وينرايت أن القارة تواجه أكبر أزمة أمنية منذ عشر سنوات، وخذر سابقا من أن حوالي 5000 متعصب جهادي اسلامي يمكن أن يكونوا أحرار طليقين في الاتحاد الاوروبي، وأن الأوروبيين المتطرفين الذي اكتسبوا خبرة من الصراع في سورية والعراق عادوا اليوم الى القارة.
وتابع " ومع ذلك يعتبر هذا التسريب منجما من الذهب لأنه سيشمل أشخاص لم يكونوا معروفين ويحتوي أيضا على الكثير من المعلومات أخرى والشخص الذين اوصلى به، ونادرا ما تستطيع الاستخبارات الحصول على مثل هذه الوثائق بهذه الطريقة."
وأفادت التقارير أن الوثائق سرقها عضو سابق في الجيش السوري الحر بعد أن خاب أمله من داعش واستلوها عليها بعده جنود من حزب البعث العراقي التابع لصدام حسين، وحذر السدي جوشي من استخلاص أي استنتاجات حول الروح المعنوية داخل التنيظم، وأنه من المغري أن نصدر أن هذا الدليل يشكل خطرا على الروح المعنوية للتنظيم، وانا لست متأكد من ذلك." وقيل أن سؤال وجه لمسؤول أمني في داعش اذا كانت المعلومات ستسبب في انهيار الجماعة فأجاب " كل شيء بإرادة الله."
ويعتقد الخبراء أن داعش يركز قاعدة عملياته في الخارج ومصمم على تنفيذ هجمات كبيرة في الدول الغربية، من خلال توجيه أشخاص متشددين ويعانون من أمراض عقليه لتنفيذ هجمات ضد الجنود وضباط الشرطة.
وحذرت منظمة مكافحة الجريمة في الاتحاد الأوروبي أن الفرصة للمزيد من الهجمات على غرار هجمات باريس أخذة في النمر في شوارع بريطانيا، وصرح مدير يوروبول روب وينرايت أن القارة تواجه أكبر أزمة أمنية في العشر سنوات الاخيرة، وأشار أن هناك 5000 متعصب اسلامي جهادي طليق حر في الاتحاد الأوروبي.
واستطاع هؤلاء أن يكسبوا خبرة في الصراع في سورية عادوا به الى أوروبا، وتابع " نحن نعمل على مدار الساعة لمنع ذلك من الحدوث، ولكن ما زال التهديد خطير جدا جدا."
وقبضت القوات العراقية في وقت سابق على خبير الأسلحة الكيميائية من داعش في العراق، وقالت مصادر عراقية وأمريكية أن الرجل متخصص في الأسلحة الكيميائية والبيولوجية من عصر الرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي أطيح بنظامه في عام 2004، ويدعى الرجل سلميان داود العفاري، ولم يؤكد البنتاغون خبر اعتقاله حتى اليوم، وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن داعش يمتلك غاز الخردل ويحاول تحويله الى قذائف، وفي الشهر لماضي ادعى داعش أنه استخدم غاز الخردل والكبريت ضد القوات الكردية.
أرسل تعليقك