القدس المحتلة ـ وليد أبوسرحان
ابتدع الاحتلال الإسرائيلي، بأذرعه الأمنية والقتالية "خارطة الألم"، في العدوان المتواصل على قطاع غزة، بغية ملاحقة المقاومة، وتدمير منازل المواطنين، بحجة انهم من قادة ورجال الفصائل الفلسطينية المقاتلة.
وتهدف الاستخبارات العسكرية، والشاباك، والجيش، من "خارطة الالم" إلى تقسيم قطاع غزة إلى مربعات، تشمل الأهداف الحساسة التي يشكل تدميرها مصدر ألم كبير، ويشكل ضربة قوية للفصائل الفلسطينية .
وتشمل خارطة "الألم" بنك أهداف موسع، يتضمن مخازن السلاح، ومختبرات تصنيع وإنتاج الصواريخ بعيدة المدى، ومنازل وبيوت قادة الفصائل بكل مستوياتهم، ومقرات القيادة والسيطرة، وغرف العمليات الحربية، ومواقع إطلاق الصواريخ.
وتعمل القيادة الجنوبية التابعة لجيش الاحتلال وجهاز الشاباك والاستخبارات العسكرية ليلًا ونهارًا على كشف واكتشاف مكونات البنية التحتية التي تشكل القدرة الصاروخية للفصائل الفلسطينية، لاسيما الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وذلك بهدف تقليص خطرها على إسرائيل .
وادّعى موقع " والاه" الإسرائيلي الإلكتروني، الذي كشف السبت عن أمر "خارطة الألم"، أنَّ "سلاح الجو الإسرائيلي نجح خلال الأيام الثلاثة الماضية، وبالتعاون مع الاستخبارات، بتصفية نشطاء مسؤولين عن تشغيل منظومة الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وهاجمت الطائرات الإسرائيلية حتى الآن حوالي 1200 هدف (إرهابي)"، حسب وصف الموقع .
ووفقا للموقع "عملت كتائب القسام منذ فترة طويلة، ولا زالت منكبة على تطوير الصاروخ المعروف باسم R-160 وذلك تحت سمع وبصر وأنف الأمن الإسرائيلي، وأطلقت الحركة، الاثنين الماضي، صاروخين من هذا الطراز، تم اعتراض أحدهما في سماء منطقة (عتليت) على ساحل الكرمل، قبل أن يصل هدفه النهائي في حيفا، فيما سقط الثاني في منطقة مفتوحة".
وأضاف "شروط وظروف اعتراض وإسقاط هذا الصاروخ كشفت تفاصيل المفاجأة، وهي أنَّ حماس تطور قدرات ذاتية تتعلق بإطلاق الصواريخ على حيفا، ووفقًا لمصادر عسكرية رفيعة، شكل نجاح إطلاق الصواريخ على حيفا مفاجاة للأمن والجيش الإسرائيلي، الذين استبعدوا أيّة قدرة للفلسطينيين على الوصول إلى مسافات بعيدة بواسطة الصاروخ R-160لذلك لم يكلفوا أنفسهم عناء تحذير رؤساء البلديات والسلطات المحلية في منطقة حيفا مثلاً بشأن حدوث مثل هذا السيناريو" .
وزعم ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أنَّ "رئيس قسم الاستخبارات في الجيش (امان) اللواء افيف كوخافي قال ضمن جلسة تقييم الوضع عقدت عام 2013 أن الفلسطينيين يمتلكون هذا الصاروخ القادر على ضرب حيفا" .
وأضاف الضابط "يدور الحديث عن تحدٍ جدي إذ حتى لو نجحنا بتدمير مخازنهم ومختبرات التصنيع، سيحتفظون بالعلم والمعرفة التي تمكنهم من إنتاج الصواريخ بعيدة المدى".
أرسل تعليقك