أطفال سورية براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

"أطفال سورية" براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "أطفال سورية" براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية

أطفال سورية
دمشق - نور خوام

عرفوا اللون الأحمر من الدماء قبل أقلام التلوين، ذاقوا مرارة الموت قبل ان يستمتعوا بلذة الحياة، تحمَلت أجسادهم الغضة عبء صراع لم يكونوا سبب فيه، فهل سيكون مستقبلهم رهنًا بميراث الكراهية الذي تركه آباؤهم. أطفال سورية هم الخاسر الأكبر في هذه الحرب والحلقة الاضعف فيها.
 
تعرض الأطفال خلال الحرب في سورية لأبشع انواع الظلم والاستغلال والحرمان والتجويع والإتجار. وفي ظل غياب إحصاء محايد لعدد الاطفال الذين قتلوا خلال الصراع المسلح، تبقى معاناة من بقي على قيد الحياة هي المشكلة، فمن لم يفقد والديه في القصف أو المعارك فقد بيته وأمانه ومن لم يخسر بيته تعرض للجوع بسبب الحصار أو الفقر، ومن لم يضطر للعمل في ظروف اقرب للتعذيب أو تم تجنيده في معارك الحقد الاعمى تعرض للاستغلال الجنسي. ومن حالفه الحظ منهم ولم يجرب أيًا مما سبق فيكفي أنه خسر طفولته وبراءته قبل الأوان.
 
وحسب إحصائيات الامم المتحدة فإن حوالي 1.6 مليون طفل سوري لم يتلقوا التعليم الاساسي أو تركوا المدرسة خلاله كما ويعاني 2.5 مليون طفل داخل سورية وفي دول الجوار من ظروف تعليم وسكن وتغذية سيئة جدًا. وتقول الحكومة السورية إن أكثر من خمسة آلاف مدرسة قد دمرت بشكل كامل فيما تحول جزء كبير من المدارس إلى مراكز ايواء للنازحين ومقرات أمنية وعسكرية.
 
وتفيد تقارير المنظمات الانسانية العاملة في سورية ودول الجوار أن 700 ألف طفل دون 12 عام يعملون في مهن تشكل خطرا على حياتهم. وخصوصًا في مناطق استخراج وتكرير النفظ في شرق سورية حيث يتعرضون لعوامل كيميائية مميتة فضلا عن احتمال قصفهم بالطائرات أو انفجار خزانات النفط بهم نتيجة انعدام وسائل الحماية والامان.
 
فيما تؤكد مصادر في مناطق سيطرة تنظيم (جبهة النصرة) أن أكثر من 600 طفل يتدربون على استخدام السلاح في معسكرات سرية في ريف ادلب و ريف حلب لإشراكهم لاحقا في المعارك. بينما تنظيم "داعش" يدرب حوالي ألف طفل في معسكرات "أشبال الخلافة" على العمليات الانتحارية ويلقنهم افكار كره الآخر ووجوب قتله.
 
ويتعرض الاطفال في مخيمات اللجوء و مراكز الايواء للتحرش و للاستغلال الجنسي "خاصة الفتيات" بسبب غياب الأب أو الأخ (لموته أو اعتقاله أو تواجده في ساحة القتال أو هجرته خارج البلاد) واضطرار الاطفال لطلب المساعدة من الغرباء أو من عناصر الامن التي تحرس تلك الاماكن، أو بسبب فقر الاهل و طمع البعض منهم وبيعهم بناتهم تحت مسمى "زواج" لرجال كبار في السن يمارسون ابشع انواع الاستغلال الجنسي على أطفال ليس لهم حول أو قوة  مما يقضي على اي أمل في تكوين إنسان سوي في المستقبل. وبسبب العادات والتقاليد وصعوبة الدخول الى مراكز الايواء او مخيمات اللجوء يصعب تحديد الارقام الحقيقة لتلك الممارسات البشعة.
 
وفي حال نجاة الاطفال من كل تلك المآسي فإن للهجرة حصتها في ارواح مئات الاطفال حيث غرق 900 طفلًا في البحر أثناء محاولة ذويهم الوصول بهم إلى أوروبا عبر سواحل تركيا وليبيا، ولم تنجح عشرات الصور لأجساد الاطفال الباردة على رمال شواطئ تركيا أو في سفن الانقاذ الإيطالية في تحريك ضمير العالم.. والاطفال الذين ينجحون في الوصول إلى اوربة يتعرضون لصدمة ثقافية واغتراب اجتماعي بسبب الاختلاف الكبير في اللغة والعادات واسلوب الحياة.
 
وحتى الاطفال الذين يعيشون في المناطق الامنة نسبيا فهم يعيشون ظروفا صعبة تحرمهم من ممارسة ابسط طقوس طفولتهم بسبب الخوف من التفجيرات وقذائف الهاون فضلًا عن معاناتهم اليومية مع مشكلات الكهرباء وحرمانهم من الدفء بسبب غياب المازوت والغلاء الشديد الذي انعكس حتما عليهم وحرمهم من كثير من متطلباتهم التي يعجز الاهل عن تحقيقها لهم.
 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال سورية براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية أطفال سورية براءة تنتهكها مرارة الحرب ومستقبل مرهون بميراث الكراهية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 08:26 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الغنوشي يدعو الرئيس التونسي للالتزام بالدستور الذي أقسم عليه

GMT 18:53 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات الـ"جمبسوت" موضة خريف 2020 تعرّفي عليها

GMT 15:12 2014 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أميركي في الـ 101 من العمر يترشح إلى الكونغرس

GMT 14:05 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب يدّعي فوزه مُجددًا وأوباما يحذره بدعم "الرئيس المنتخب"

GMT 10:12 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الأشقر الخوخي يزيّن شعرك في صيف 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia