الرياض ـ وكالات
هناك حوالي 100 نوع من أنواع الأرز الذي يحتلّ مكانة مهمّة على موائد كثير من الشعوب. فهناك طويل الحبّة وقصير الحبّة، ومنه الغالي ومنه معتدل السعر، ومنه ما يباع كاملاً ومنه ما يباع مقشوراً. وأغلب الشعوب للأسف تقبل على شراء واستهلاك الأرز المقشور، وهو الأرز المتوفر بكثرة في الأسواق سواء كان مزّة أو عنبراً، أي بسمتي، أو ما يطلق عليه الأرز الأمريكي أو الأرز التايلندي أو الأرز المصري، فكلها أرز معالج مبيّض، أي تمت إزالة قشرة حبة الأرز الخارجية التي بها النخالة والدهون الطبيعية والجنين والمعادن فيه. ويحرص تجّار الأرز على معالجة الأرز بإزالة قشرته الخارجية وتبييضه لسببين رئيسيين: أولاً لجذب المستهلك، فالأرز العادي (المعالج) أسرع طبخاً وأفضل طعماً ونتائج طهيه أفضل حيث لا تلتصق حباته فيصبح نثرياً محبباً. وثانياً، لأن معالَجة الأرز بإزالة قشرته تطيل فترات حفظه دون ان يتطرق إليه الفساد، فوجود القشرة يشجع المخلوقات الصغيرة من سوس وغيره على التهام الأرز بنخالته الغنية بالدهون والمعادن والفيتامينات! فسبحان الله، المخلوقات التي ليس لديها عقل تقبل على غير المعالج أكثر من إقبالها على المعالج! وتجدر الإشارة إلى أن عمليات معالجة الأرز بإزالة نخالته تقضي على 67% من فيتامين ب3 ، وعلى 80% من فيتامين ب1، وعلى 90% من فيتامين ب6، وعلى نصف المنجنيز والفسفور، وعلى 60% من الحديد، وعلى كل الألياف والأحماض الدهنية الأساسية!! ومع كل ذلك يقبل الناس على تناول الأرز المعالج وذلك بسبب قلّة الوعي بأهمية النخالة في الأرز. ومقالات "الرياض" الأعداد 14225، 15055، 15534،15947، 16261 تحتوي على معلومات عن مدى غِنى الأرز غير المقشور بالعناصر الغذائية المهمة للصحة ومكافحة الأمراض.
والجديد في الموضوع خبر نُشر مؤخراً في مدونة مركز السرطان التابع لجامعة كلورادو عن دراسة نشرت في دورية Advances in Nutrition أوضحت أن نخالة الأرز (في الأرز الكامل) تقدّم خصائص وقاية من سرطان القولون. وتقول الدكتورة إليزابيث رايان الباحثة في المركز:."مع أن دراستي هي علم جزيئيات السموم إلا إني أشعر بسعادة كبيرة عند الحديث عن إمكانيات المركبات الحيوية النشطة المكافحة للسرطان والموجودة في الأطعمة. وقد أدى هذا إلى أن أركز الآن وبشكل رئيسي على دراسة السمات المتعددة الشبيهة بالأدوية والموجودة في نخالة الأرز." وتضيف بقولها: " هناك توازن دقيق للعناصرالحيوية النشطة في نخالة الأرز، وهذا التوازن الدقيق يظهر نشاطاً مضاداً للسرطان يشمل القدرة على تثبيط تكاثر الخلايا وتغيير تقدّم دورة حياة الخلايا وبداية الموت المبرمج للخلايا السرطانيّة الخبيثة.
وهذا البحث الجديد واحد من أبحاث تتكاثر بسرعة كبيرة في أنحاء مختلفة من العالم وتقوم بها مراكز بحثية مرموقة لتؤكد فاعلية الخصائص العلاجية الموجودة في الأطعمة الكاملة.
أرسل تعليقك