قصة النعوش المعلقة فوق منحدرات الجبال في الفلبين
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

قصة "النعوش المعلقة" فوق منحدرات الجبال في الفلبين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قصة "النعوش المعلقة" فوق منحدرات الجبال في الفلبين

النعوش المعلقة
مانيلا - العرب اليوم

في الفلبين، تمارس قبيلة يُعرف سكانها باسم عرقية الإيغوروت طقوسا قديمة جدا، تتعلق بدفن الموتى، إذ يصنع كبار السن نعوشهم الخشبية بأنفسهم، وتُعلق نعوش الموتي متدلية من فوق أحد جوانب المنحدرت الجبلية.

تقع بلدة ساغادا الصغيرة وسط سلسلة جبال "كورديليرا الوسطى"، في الجانب الشمالي من جزيرة لوزون في الفلبين. وتعد أكبر جزر الفلبين، وأكثرها كثافة سكانية في البلاد.

وتعد هذه المنطقة الجبلية التي تقع فيها بلدة ساغادا ذات طرق وعرة، وقد يستغرق الوصول إليها، انطلاقا من العاصمة الفلبينية مانيلا، نحو ثماني ساعات ونصف.

لكن من يرغب في الذهاب في جولة سياحية إلى هذه البلدة، فسوف يتعرف على عادات وتقاليد قديمة، وربما تكون مخيفة أيضا، بقدر ما ستكون الجولة رائعة.

ففي طقس يُعتقد أنه يعود إلى أكثر من 2,000 عام، يضع سكان الإيغوروت موتاهم في نعوش خشبية مصنوعة يدويا، وتثبت تلك النعوش في أوتاد معدنية صلبة، وتتدلى من أحد جوانب المنحدرات الجبلية في الهواء.

ويُعتقد أن هذه المقابر التي تتحدى الجاذبية الأرضية تجعل الموتى في مكان قريب من أرواح أجدادهم السابقين.

ويصنع كبار السن من أبناء عرقية الإيغوروت هذه النعوش من خشب الأشجار، كما يحفرون أسماءهم على جوانبها.

وقبل أن توضع جثة الميت في مثل هذا النعش، فإنها توضع أولا فيما يُعرف في ثقافتهم باسم "كراسي الموت" الخشبية، والتي تتكون من أوراق وغصون الأشجار التي تربط معا، ثم تغطى بقطعة من القماش.

وبعد ذلك تتعرض جثة الميت لعملية معالجة بالدخان، لحفظها من التعفن لبعض الوقت، حتى يتمكن الأقارب من إلقاء النظرة الأخيرة على المتوفى، وهو ما قد يستغرق عدة أيام في ثقافة أبناء الإيغوروت.

ووفقا لما تقوله المرشدة السياحية سيغريد بانغاي، التي تعمل في بلدة ساغادا مع أبناء عرقية الإيغوروت، فإن أعضاء العائلات في الماضي الذين كانوا ينقلون جثث الموتى من "كرسي الموت" إلى النعش الخشبي، كانوا يعرضون تلك الجثث إلى كسر بعض العظام منها، لأن النعوش القديمة كانت ذات حجم أصغر، وكان يبلغ طولها مترا واحدا فقط.

لكن اليوم، تميل النعوش المعلقة إلى أن تكون أطول، ويبلغ طول الواحد منها مترين تقريبا.

وتقول بانغاي إن الأمر كان يشبه العودة إلى الأصول، من حيث أتوا، في ذلك الوضع الذي يشبه الجنين داخل الرحم.

وعندما تُلف جثة المتوفى بأوراق الشجر قبل وضعها داخل النعش الخشبي، يُسرع الرجال لتثبيت بعض الأوتاد المعدنية في جانب المنحدر، ليُعلق عليها النعش في مثواه الأخير.

وخلال تعليق تلك النعوش، اعتاد بعض السكان على السماح لبقايا وذرات الجثث القديمة التي تحللت داخل نعوشها بأن تتساقط على أجسادهم، اعتقادا منهم بأن ذلك يجلب لهم حظا جيدا.

وبينما تعد تلك العادات القديمة لدى سكان الإيغوروت والخاصة بالنعوش المعلقة في جوانب المنحدرات والجبال، أمرا فريدا من نوعه، كانت هناك شعوب قديمة أيضا تمارس عادات مشابهة، مثلما في بعض القرى في الصين، وإندونيسيا.

وقد توقفت تلك العادة في أماكن أخرى منذ زمن طويل، لكنها لا تزال تمارس في بلدة ساغادا الفلبينية.

لكن بانغاي تقول إن آخر جنازة عُلق فها نعش بهذه الطريقة كانت في عام 2010.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مجموعات من السائحين المهتمين بتلك العادات القديمة تأتي إلى بلدة ساغادا لزيارة تلك النعوش المعلقة.

ويمكن القول إن تلك النعوش المعلقة باتت مصدرا لكسب العيش بالنسبة للعديد من أبناء الإيغوروت، وهو ما يوفر دعما اقتصاديا تحتاجه القرية بالكامل.

ووفقا لبانغاي، أصبحت طقوس تعليق نعوش الموتى فوق المنحدرات قليلة جدا في الفترة الأخيرة في بلدة ساغادا، مقارنة بالأجيال السابقة.

لكنها تعتقد بقوة أن تلك العادة القديمة لن تتوقف بالكامل في هذه البلدة.

وفي الواقع، تقول بانغاي إنها تأمل في أحد الأيام أن تحظى بمثل هذه النهاية، وأن تدخل إلى عالم الآخرة بهذه الطريقة، لتتحول، كما تقول، من مرشدة سياحية إلى مزار سياحي جذاب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة النعوش المعلقة فوق منحدرات الجبال في الفلبين قصة النعوش المعلقة فوق منحدرات الجبال في الفلبين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia