تسلم راهول غاندي السبت رئاسة حزب المؤتمر الهندي المعارض ليصبح السادس من سلاسة نهرو-غاندي يتزعم الحزب الذي حكم الهند لسنوات طويلة منذ استقلالها عن بريطانيا.
واطلقت الأسهم النارية فوق مقر الحزب في نيودلهي وغطت على صوت والدته صونيا غاندي اثناء مراسم تسليم الزعامة لابنها البالغ من العمر 47 عاما، والذي يواجه الان مهمة صعبة للاطاحة بحكومة نارندرا مودي اليمينية.
وابتسم راهول ولوح بيديه من على منصة تعلوها صور جدته ووالده الراحلين، رئيسي الوزراء السابقين انديرا وراجيف غاندي.
وقال راهول في خطاب قبول الزعامة "أقبل هذا المنصب بكل تواضع، مدركا بأنني سأسير دائما في ظل عمالقة" وسرعان ما تحولت كلمته الى هجوم على مودي وحزب باراتيا جناتا الحاكم.
وقال "إن حزب المؤتمر نقلنا الى القرن الحادي والعشرين لكن رئيس الوزراء اليوم يشدنا الى الوراء، الى العصور الوسطى، عندما كان الناس يذبحون بسبب هويتهم ويضربون بسبب معتقداتهم ويقتلون بسبب ما يأكلونه".
وتواجه حكومة مودي الانتقادات منذ الاشهر الماضية على خلفية زيادة العنف الطائفي ومنها هجمات لحراس محليين تستهدف في غالبيتها مسلمين يعتقد انهم أكلوا لحم البقر أو نحروا أبقارا نظرا لقدسية الحيوان لدى الهندوس.
ولم يترشح احد بوجه غاندي ويخلف والدته التي شغلت المنصب طيلة 19 عاما منذ 1998 بعد اغتيال زوجها راجيف. وساعدت حزب المؤتمر في الفوز في الانتخابات العامة في 2004 و2009.
لكن الحزب مُني بخسارة على يد حزب باراتيا جناتا في 2014 ويسعى الان لاستعادة التعبئة قبل انتخابات عامة يتعين ان تجرى بحلول عام 2019.
اصبح غاندي نائبا لرئيس حزب المؤتمر في 2013 وقاد حملة انتخابات 2014 التي سجل فيها الحزب اسوأ نتائج له على الاطلاق وهُزم امام حزب مودي، باراتيا جناتا.
منذ ذلك الحين خسر الحزب الانتخابات في العديد من الولايات امام باراتيا جناتا مما عرض غاندي لمزيد من الانتقادات.
وقالت صونيا وسط تصفيق انصار الحزب الذين وصلوا بالحافلات للمشاركة في المراسم "الهجمات الشخصية على ابني جعلته جسورا. انا على ثقة بأنه سيقود الحزب بشجاعة مثلى".
وعلت اصوات الحشود تهتف "يعيش راهول" فيما كان مئات الانصار يرقصون ويطلقون الاسهم النارية.
- اختبار غوجارات -
سيواجه غاندي اول اختبار له كزعيم لحزب المؤتمر هذا الاسبوع عندما تصدر نتائج انتخابات ولاية غوجارات، مسقط رأس مودي والتي سيطر عليها حزب باراتيا جناتا لاكثر من عقدين.
وقاد حملة حزب المؤتمر في تلك الانتخابات، وحصل على دعم بعض الطبقات الاجتماعية المؤثرة التي تشكو من التهميش في الفورة الاقتصادية التي شهدتها الولاية الغربية.
لكن الاستطلاعات أظهرت الخميس ان حزب باراتيا جناتا سيكتسح ولاية غوجارات والانتخابات في ولاية هيمشال براديش الشمالية.
ومن المتوقع صدور نتائج الانتخابات في الولايتين يوم الاثنين.
دخل غاندي معترك السياسة قبل 13 سنة عندما ترشح وفاز بمقعد اسرته عن اميثي في شمال الهند.
ولطالما بدا غاندي زعيما مترددا لكنه هذا العام ظهر في مناسبات عامة أكثر ثقة بنفسه.
وقالت غوربريت ماهاجان استاذة العلوم السياسية في جامعة جواهرلال نهرو في دلهي ان غاندي يواجه مهمة شاقة.
وقالت لوكالة فرانس برس "طريقة قيادته التغيير في أداء الحزب ستكون مهمة جدا مثلما هو تشجيع القيادات الشابة والتغلب على الانتقادات الموجهة إلى دوره".
واضافت "اذا توصل الى اجراء تغييرات على مستوى القاعدة يمكن ان يرسم اتجاها جديدا للحزب الذي يواجه صعوبات أمام صعود القوميين".
أرسل تعليقك