أول ضحايا سفينة تيتانك الشهيرة في مدينة بلفاست
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أول ضحايا سفينة تيتانك الشهيرة في مدينة بلفاست

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أول ضحايا سفينة تيتانك الشهيرة في مدينة بلفاست

سفينة تيتانيك
بلفاست - العرب اليوم

مثلت مدينة بلفاست (Belfast) الأيرلندية مطلع القرن العشرين قطبًا صناعيًا مهمًا، حيث احتوت المدينة على مصانع قماش عديدة، بالإضافة إلى حوض بناء سفن، ولذلك توافد عدد هائل من أهالي المدن والمناطق المجاورة للعمل فيها.

وتركز عمل العنصر النسائي الذي استغلته الظروف القاسية في المدينة داخل مصانع القماش، فيما اتجه الرجال للعمل في حوض بناء السفن الذي استقبل ما يزيد على 10 آلاف عامل، وكان العمال يواجهون يوميًا خطر الموت بسبب حوادث العمل التي لا تنقطع.

و أجبر الموظفون على العمل في ظروف قاسية أيضًا، كما أجبرت النساء اللواتي يعملن داخل مصانع القماش على سماع الأصوات الصاخبة للآلات أوقات طويلة ومتواصلة، بالتزامن مع تعرضهن لعدد من المواد الكيميائية السامة والأصباغ التي كانوا يستخدمونها , وبحلول عام 1910، مثلت مؤسسة بناء السفن Harland and Wolff ببلفاست واحدة من أبرز المؤسسات العالمية المختصة في صناعة السفن، حيث امتلكت هذه المؤسسة جيشًا من العمال بلغ تعداده 15 ألف عامل.

وكانت شركة النقل البحري البريطانية وايت ستار لاين (White Star Line) أبرز حريف لمؤسسة Harland and Wolff حيث تكفلت الأخيرة ببناء سفن نقل عديدة لصالح شركة النقل البريطانية التي تميزت برحلاتها عبر المحيط الأطلسي والرابطة أساسًا بين الأراضي البريطانية والولايات المتحدة الأميركية.

وعملت مؤسسة Harland and Wolff خلال سنة 1910 على مشروع صناعة واحدة من أضخم السفن التي عرفتها البشرية لصالح شركة وايت ستار لاين , ووفرت مؤسسة صناعة السفن البريطانية آلاف الأيادي العاملة لإنجاح هذا المشروع العملاق والذي ظهرت على إثره سفينة تيتانيك.

وتراوحت حينها أجور العاملين على مشروع هذه السفينة بين 5 و10 دولارات أسبوعيًا، بينما قدر سعر تذكرة السفر بالدرجة الأولى على متنها بنحو 4350 دولارًا.

وتواجد خلال تلك الفترة الطفل صامويل سكوت (Samuel Scott) البالغ من العمر 15 سنة والقاطن في أحد الأحياء الفقيرة في بلفاست ضمن فريق العمل  داخل حوض بناء السفن في المدينة، حيث اشتغل الأخير لصالح مؤسسة Harland and Wolff بعد أن أوكلت إليه مهمة وضع المسامير الساخنة التي تستخرج من الفرن باستخدام الملقط داخل الثقوب لتثبيت القطع الحديدية العملاقة للسفينة والتي تطلب ربطها إلى بعضها أكثر من 3 ملايين مسمار.

وهوى الطفل صامويل سكوت من أعلى السلم في مساء يوم العشرين من شهر نيسان/أبريل سنة 1910، أثناء فترة عمله على تثبيت المسامير الساخنة  في سفينة التيتانيك ليسقط مباشرة على الأرض ويصاب بكسر على مستوى جمجمته.

وفارق الطفل البالغ من العمر 15 عامًا الحياة جرّاء تبعات إصابته ليصبح بذلك أول ضحية من ضحايا هذه السفينة العملاقة التي تسببت إثر غرقها يوم الخامس عشر من شهر نيسان/أبريل سنة 1912 في مقتل ما لا يقل عن 1500 فرد من ركّابها.

و توفي صامويل سكوت بسبب تبعات سقوطه من السلم، حيث تعرض الأخير إلى نزيف حاد وكسر في جمجمته وفق تحقيقات الشرطة وتقرير الطب الشرعي الذي أجراه الطبيب ديكسون.

ونفى زملاؤه  في العمل مشاهدتهم للحادثة لحظة وقوعها، مؤكدين عثورهم على صامويل سكوت غارقًا في دمائه خلال ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم.

وتوالت الإصابات بعد تلك الحادثة، حيث تعرض العديد من العمال على مشروع سفينة التيتانيك إلى مصير مشابه لمصير الطفل صامويل سكوت، ولعل أبرزهم العامل جيمس دوبينز الذي توفي سحقًا عقب سقوط عدد من الأخشاب الثقيلة عليه , وفي حدود سنة 2011 وبعد مضي أكثر من 100 سنة على وفاته تم رسميًا وضع شاهد قبر على المكان الذي دفن فيه الطفل صامويل سكوت، والذي يصنف كأول ضحية من ضحايا التيتانيك  قي بلفاست، جاء ذلك عقب تحرك قامت به بعض الجمعيات المدنية  في المنطقة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول ضحايا سفينة تيتانك الشهيرة في مدينة بلفاست أول ضحايا سفينة تيتانك الشهيرة في مدينة بلفاست



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia