ربع مليون طفل يعيشون في مناطق محاصرة في سورية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ربع مليون طفل يعيشون في مناطق محاصرة في سورية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ربع مليون طفل يعيشون في مناطق محاصرة في سورية

اطفال سوريون عند معبر باب السلامة
بيروت - العرب اليوم

يعيش ربع مليون طفل على الاقل تحت وطاة الحصار في مناطق سورية عدة حيث يضطر كثيرون منهم الى اكل العلف المخصص للحيوانات واوراق الاشجار للبقاء على قيد الحياة، وفق ما اعلنت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" الدولية غير الحكومية الاربعاء.

واعلنت المنظمة في تقرير بعنوان "الطفولة المحاصرة" مع اقتراب الذكرى الخامسة لبدء النزاع في سوريا ان "ربع مليون طفل سوري على الأقل يعيشون تحت وطأة حصار غاشم في المناطق التي تم تحويلها بنجاح إلى سجون مفتوحة".

واضافت "انقطع هؤلاء الأطفال وأسرهم عن العالم الخارجي وهم محاصرون بالمجموعات المتقاتلة التي تستخدم الحصار بشكل غير قانوني كسلاح حرب، وتمنع دخول الأغذية والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات الحيوية كما تمنع الناس من الهرب".

واوضحت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" (إنقاذ الطفل الدولية) ان "الحصار المفروض على قرى سوريا ومدنها أصبح أقوى من أيّ وقت مضى"، في حين ان "وصول المنظمات الإنسانية إلى هذه المناطق شبه معدوم وقد تقلّص بشكل أكبر في السنة الماضية".

ويستند تقرير المنظمة الى شهادات 126 اما وابا وطفلا يعيشون في مناطق محاصرة بالاضافة الى 25 مقابلة مع عاملين في مجالات الاغاثة والطب والتعليم. وقال التقرير ان هذه الشهادات تظهر كيف ان "الأطفال المرضى يموتون في حين أنّ الدواء الذي يحتاجون إليه موجود في الجهة المقابلة من الحاجز، والأطفال يضطرون الى أكل العلف الحيواني وأوراق الأشجار، وهم على بعد كيلومترات قليلة من مخازن الأغذية".

وتنقل المنظمة في تقريرها عن رائد، وهو عامل اغاثة في مدينة معضمية الشام المحاصرة من قوات النظام في ريف دمشق، "يعيش الأطفال على شفير الموت ويضطرون لأكل أوراق الشجر"، مشيرا الى "منع إدخال الطحين والحليب" الى المنطقة.

ويوضح حسان المقيم في مدينة دير الزور (شرق) التي يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على ستين في المئة من احيائها، "عندما لا نجد الطعام كنا ناكل الاعشاب. اعتدت الكذب على اطفالي واخبارهم ان الاعشاب صالحة للاكل. ولكن على من اتحايل؟ لم تكن الاعشاب صالحة للاكل".

في الغوطة الشرقية، ابرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق والمحاصرة من قوات النظام، يقول الطفل سامي، "احيانا كنت اخلد الى النوم مع اشقائي وشقيقاتي من دون ان ناكل شيئا من اليوم السابق لان لا طعام لدينا".

ويعمل الاطباء، وفق التقرير، في ظل ظروف صعبة "من دون توفر الكهرباء والمعدات الأساسية".

ويؤكد نزار، وهو طبيب يعمل شرق دمشق في مناطق تحت سيطرة الفصائل المعارضة ومحاصرة من قوات النظام، معاينته اطفالا ماتوا جراء امراض كان يمكن الوقاية منها.

وينقل عنه التقرير قوله "نتجت بعض حالات الوفاة عن سوء التغذية، وبعضها الاخر جراء النقص في الادوية واللقاحات"، مضيفا "مات اطفال هنا جراء داء الكلب لان اللقاح الخاص به لم يكن متوفرا".

ويتحدث عن "انتشار امراض جلدية ومعوية بسبب قطع النظام للمياه واعتماد السكان على مياه الابار التي غالبا ما تكون ملوثة بمياه صرف الصحي"، بالاضافة الى معاناة الاطفال بشكل خاص من "التهابات الرئة جراء الدخان الكثيف المنبعث من التفجيرات".

ويعيش الاطفال المقيمون في مناطق محاصرة، وفق المنظمة، في حالة من الخوف الدائم وهم يعانون من تداعيات نفسية عميقة في ظل استمرار الغارات الجوية والقصف.

وفي المناطق المحاصرة في شمال محافظة حمص (وسط)، تغيب خدمات الرعاية الصحية الخاصة بالولادات. وتتحدث اميرة في التقرير عن "حالات ولادة جرت في المنازل من دون مساعدة قابلات".

ويؤكد عبود، وهو عامل صحي قرب دمشق، "عدم وجود حاضنات مخصصة للاطفال حديثي الولادة ما ادى الى وفاة عدد من الاطفال الرضع".

وتحولت سياسة الحصار خلال سنوات النزاع السوري الى سلاح حرب رئيسي تستخدمه الاطراف المتنازعة، اذ يعيش حاليا وفق الامم المتحدة 486 الف شخص في مناطق يحاصرها الجيش السوري او الفصائل المقاتلة او تنظيم الدولة الاسلامية، ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" اليها 4,6 ملايين نسمة.

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ خمس سنوات تسبب بمقتل اكثر من 270 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ا ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربع مليون طفل يعيشون في مناطق محاصرة في سورية ربع مليون طفل يعيشون في مناطق محاصرة في سورية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia