أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية

أطفال غزة
غزة ـ العرب اليوم

نجا منتصر بكر من قصف اسرائيلي قتل شقيقه وثلاثة من اقربائه خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الصيف الماضي، الا انه لم ينج من تبعات الحرب التي خلفت لديه اضطرابات نفسية تدفعه الى محاولة الانتحار او القتل.

اصيب منتصر البالغ من العمر 11 عاما بجروح وقتل شقيقه زكريا (9 اعوام) وابن اخيه عاهد (10 اعوام) اضافة الى اثنين من ابناء عمه (10 و11 عاما) في قصف اسرائيلي استهدفهم بينما كانوا يلعبون على شاطئ بحر غزة في منتصف تموز/يوليو الماضي.

واثارت هذه الحادثة صدمة لدى الراي العام داخل وخارج غزة بعد ان نقلها مراسلو وسائل الاعلام الاجنبية مباشرة من محل اقامتهم في الفنادق التي تطل على الشاطىء.

يبدو منتصر شارد الذهن وهو يعض على اظافره في منزله غرب مدينة غزة حيث يقول والده عاهد (55 عاما) "منذ الحادثة، وهو يعاني من نوبات متكررة من التشنج انه يتعالج الان في مركز الصحة النفسية منذ الحادثة، اذا تأخر عن موعد تناول الدواء عشر دقائق لا نستطيع السيطرة عليه".

ويشرح وهو يحمل علبتين من الاقراص "يثور ويبدأ بتكسير كل شي ويضرب رأسه بالحائط او يحاول رمي نفسه من شرفة المنزل او عن السطح قبل أيام وجدناه وقد علق مشنقة على الباب ويحاول شنق اولاد اخوته".

ومنذ الحادثة يرفض منتصر الذهاب الى المدرسة ولا يخفي والده انه يخشى اذا اجبره على الذهاب ان "يقوم بقتل احد الاطفال في الصف. لقد اصبح في عالم اخر وشديد العدوانية".

فجأة يخرج منتصر الجالس بجوار والده عن صمته ويقول وهو ينظر الى الارض "لا اريد ان اذهب الى المدرسة. كنت اذهب اليها مع زكريا، كان يكتب لي اسمي في الصف، الان هو ميت".

وينتفض الطفل مع اقتراب مصور فرانس برس منه لوضع الميكروفون على كنزته ويقول بغضب "لا اريد شيئا الا ان حمل كلاشينكوف واهجم عليهم كلهم (الاسرائيليون) وآخذ حق زكريا واولاد عمي".

وبتابع "في الليل احلم بهم، اشعر اني احضنهم. لا أذهب الى البحر لانهم ماتوا هناك".

قتل اكثر من 500 طفل فلسطيني من بين 2200 قتيل اغلبهم من المدنيين في الحرب الاسرائيلية الاخيرة التي استمرت اكثر من 50 يوما اصيب خلالها الاف اخرون بينهم عدد كبير من الاطفال.

ويرى سمير زقوت الاخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية ان "جميع اطفال قطاع غزة لديهم اعراض اضطراب نفسي واعراض الصدمة، هذه الذكريات التي عاشوها في الحرب صعبة ومن المستحيل ان تمحى من ذاكرتهم".

ويتابع "الاطفال هنا تحت تاثير صدمات مستمرة ومتتالية. لا يوجد في قطاع غزة مفهوم ما بعد الصدمة. ثلاث حروب في ست سنوات، كيف سيعود هؤلاء الاطفال لوضعهم الطبيعي؟"

يفتقر قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو مليوني فلسطيني بينهم اكثر من 40% من الاطفال دون سن الرابعة عشر، الى الكوادر الصحية النفسية الكافية لاعادة تاهيلهم نفسيا. ويقول زقوت ان القطاع "بحاجة الى عدد اكبر من الاخصائيين النفسيين لمساعدة الاطفال".

ما ان علمت كاملة ابو هداف الام لخمسة اطفال عن زيارة فريق الماني من الاخصائيين النفسيين لتقديم برنامج ترفيهي لمساعدة الاطفال على التخلص من اعراض بعد الصدمة النفسية، حتى سارعت الى دمج اطفالها في هذا البرنامج.

ويشارك اطفال كاملة مع نحو عشرين طفلا اخرين في البرنامج الذي يديره الاخصائيون شرق مدينة دير البلح وسط قطاع.

وتقول كاملة (45 عاما) وهي تراقب اطفالها خلال اللعب "منذ الحرب اصبح لدى اطفالي تبول لا ارادي بشكل مستمر، وحتى بنتي الاكبر سنا التي تدرس في الصف الخامس. لا اعرف ماذا افعل لهم، كانوا مرعوبين في الحرب، نحن الكبار كنا أيضا خائفين فلم نستطع تهدئتهم".

وعلى مقربة منها تجلس قريبتها رشا التي احضرت ايضا ابنها عز (8 سنوات) للمشاركة في البرنامج، وتقول "ابني اصبح يتبول لا اراديا، يخاف من كل شيء، كما تراجع مستواه الدراسي كثيرا".

وتشير الى طفلها وهو يضع اصبعه في فمه وتقول "منذ الحرب وهو يسرح ويمص اصبعه بهذه الطريقة. أحضره للمشاركة في هذه النشاطات للتفريغ نفسيا".

يقول بيرند روف المدير التنفيذي لمؤسسة "والدورف شتاينر" التي يزور طاقم نفسي منها قطاع غزة "نعمل على التخفيف من هذه الاضطرابات لدى الاطفال من خلال نهج والدورف، نحاول ان نحقق لديهم بعض الاستقرار النفسي".

وتضيف كريستينا فوجتانويسكي التي تعمل ضمن الطاقم "الاطفال هنا يعانون من الصدمة بطرق مختلفة، الوضع معقد، تظهر علامات اضطراب ما بعد الصدمة على جميع الاطفال الذين رايناهم".

وتشكو الام رغدة احمد (30 عاما) من منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة من خوف وقلق ابنها وسام (8 سنوات) منذ الحرب وتقول "وسام يخاف ان أبعد عنه لدقيقة واحدة، يقول لي ابقي معي حتى نموت معا حين تقصفنا الطائرة".

وتتابع "اضطر احيانا للبقاء معه في المدرسة"، بينما يقاطعها طفلها ذو البشرة السمراء قائلا "لماذا ندرس ونذهب الى المدرسة، اذا كنا سنموت في كل الاحوال في الحرب القادمة!"

المصدر: أ ف ب




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية أطفال غزة ضحايا للاضطرابات النفسية بعد الحرب الإسرائيلية



GMT 10:47 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تتهم بكين بمحاولة إعادة ترتيب النظام العالمي

GMT 16:30 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل النظر في القضية ضدّ المجلس الجهوي وبلدية صفاقس الكبرى

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia