أزمة الكهرباء في لبنان تدخل مرحلة دقيقة بفعل استمرار الإضراب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أزمة الكهرباء في لبنان تدخل مرحلة دقيقة بفعل استمرار الإضراب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أزمة الكهرباء في لبنان تدخل مرحلة دقيقة بفعل استمرار الإضراب

أزمة الكهرباء في لبنان تدخل مرحلة دقيقة
بيروت -فادي سماحة

دخلت أزمة الكهرباء في لبنان مرحلة دقيقة، بفعل استمرار عمال ومستخدمي هذا القطاع في إضرابهم المفتوح منذ نحو شهر، وإغراق مناطق لبنانية واسعة في الظلام، بسبب انقطاع التيار عنها نتيجة إصابة معامل الإنتاج بأعطال كبيرة، دون أن تجد من يصلحها، ودون أن يسمح المضربون لفرق فنية من شركة كهرباء لبنان بالدخول إلى المعامل المعطلة لإصلاحها وإعادتها إلى العمل.

وعقد اجتماع بين وزير المال علي حسن خليل، ووزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل، ورئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، ونقابة مستخدمي وعمال مؤسسة كهرباء لبنان، خصص للبحث في موضوع سلسلة الرتب والرواتب لموظفي شركة كهرباء لبنان، لمحاولة تعليق الإضراب المفتوح، الذي بدأه عمّال الشركة في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد إخفاقهم في التوصل مع وزارة المال إلى حلّ للمشكلة المتعلّقة بالزيادة التي يفترض أن تطال رواتبهم، استناداً إلى قانون سلسلة الرتب والرواتب العائد لموظفي القطاع العام.

ورغم الأجواء التفاؤلية التي أشاعها وزيرا المال والطاقة عن قرب التوصل إلى حلّ، فإن شركة KVA، وهي إحدى الشركات الثلاث التي تعنى بتوزيع الكهرباء لصالح شركة كهرباء لبنان الرسمية، قد أعلنت في بيان لها عن توقفها عن تقديم جميع الخدمات، لاستحالة تنفيذ الأعمال بسبب الظروف القائمة من إضرابات وصعوبات مالية تواجهها. وتمنت على المواطنين مراجعة مؤسسة (كهرباء لبنان) مباشرة في كل ما يتعلق بالأعطال والخدمات المرتبطة بعمل شركة KVA.

من جهته، قال وزير المال علي حسن خليل، خلال الاجتماع: سننتهي الليلة باتفاق، ونحاول التوفيق بين مصلحة الدولة ومصلحة جميع الفرقاء. في حين توقّع وزير الطاقة سيزار أبي خليل، أن الأمور في الطريق نحو الاتفاق. وأمام استفحال أزمة انقطاع التيار عن مناطق واسعة، وارتفاع صرخات المواطنين، اعتبر رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب محمد قباني، أن إضراب عمال ومستخدمي الكهرباء، هو جزء من مشكلة الكهرباء الكبرى.

ورأى أنه لا يجوز أن نوظف هذا العدد الكبير في القطاع العام؛ لكن ذلك حصل ولا نستطيع أن نقول لهم اذهبوا إلى بيوتكم، مشدداً على أن الاستهتار بالقوانين أوصلنا إلى هذه الأزمة. وقال قباني إن كارثة الكهرباء ليست جديدة، وهي تعود إلى عام 2003، عندما أقرّ القانون الذي أعده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي ينظّم القطاع تحت عنوانين: الأول إنشاء الهيئة الناظمة للقطاع، والثاني إشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء.

ويتقاطع موقف رئيس لجنة الطاقة، مع رأي أهل الاختصاص، حيث أكد الخبير الاقتصادي والمالي مروان إسكندر أن قطاع الكهرباء يشكل أكبر إنفاق للدولة اللبنانية في القرن الـ21؛ لأنه لم يحقق أي خطوة للأمام إصلاحاً وتطويراً. وقال: منذ عام 2005، وتحديداً بعد مقتل رفيق الحريري (رئيس وزراء لبنان السابق)، لم ينفّذ أي عقد جديد، ولم يجر بناء أو تحديث أي معمل للكهرباء. ورأى أن الإنجاز الوحيد كان في استئجار باخرتين تركيتين، الأولى تؤمن 170 ميغاوات، والثانية 70 ميغاوات، ولكن بكلفة مرتفعة جداً.

ولا تقتصر أزمة الكهرباء على الجانب التقني، إنما تدخل فيها عوامل النفوذ والصراع السياسي. وقال النائب محمد قباني: "للأسف، إن الجهة السياسية التي تسلّمت القطاع منذ عام 2008 (التيار الوطني الحر المؤيد لرئيس الجمهورية ميشال عون) أي منذ عشر سنوات، ترفض تنفيذ القانون الذي ينظّم القطاع، وهي تريد الإنفاق للإنفاق فقط، وكأن البعض يريد الإنفاق ولا يريد الكهرباء، ويقوم بتلزيمات كبيرة له مصلحة فيها، ولا يهمه بعدها إذا نجح المشروع أم فشل".

وذكّر عضو كتلة المستقبل، بأن مجلس النواب وضع يده على ملف الكهرباء في عام 2011، وأصدر القانون 181 الذي يحدد مهلة زمنية لا تتعدى ثلاثة أشهر لتعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، بالإضافة إلى أمور أخرى، ولم يتم احترامها حتى الآن، وبكلام أدق لم تحترمها الجهة السياسية إلى تضع يدها على ملف الكهرباء منذ عام 2011.

بدوره أيّد الخبير الاقتصادي مروان إسكندر هذا الرأي، ولفت إلى أن كل المشروعات التي وضعها وزراء الطاقة الذين ينتمون إلى فريق سياسي محدد (فريق 8 آذار)، كلّفت الخزينة اللبنانية 17 مليار دولار أميركي منذ عام 2011 حتى الآن، وإذا ما أضيفت إلى المبلغ فوائده، عندها تفوق الكلفة 30 مليار دولار، أي أن 40 في المائة من قيمة الدين العام، ذهبت على قطاع الكهرباء الفاشل بكل المقاييس.

وذكّر مروان إسكندر بأن وزارة الطاقة أُعطيت في عام 2011 مليار و200 مليون دولار، لتأمين الكهرباء 24 ساعة يومياً؛ لكنها لم تؤمن سوى 750 ميغاواط، عبر استئجار البواخر التركية، والآن يتحدثون عن استئجار بواخر جديدة بكلفة مرتفعة جداً.

وكشف أنه إذا تم استئجار بواخر جديدة، فإن لبنان لن يحصل على أي مساعدة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والصناديق العربية المانحة. ولفت إلى أن الشرط الأول لدى المؤسسات المالية العالمية، هو إصلاح ملف الكهرباء. ونفى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في تصريح وجود أي صبغة سياسية لتحرّك عمال الكهرباء، مذكّراً بأن المشكلة قائمة منذ عام 2012، وهي قد برزت للعلن في الأيام الأخيرة؛ لأن موظفي إحدى شركات تقديم الخدمات لم يتقاضوا رواتبهم منذ 3 أشهر، وأسف لأن العمال باتوا من دون أي أفق اقتصادي للمستقبل، وكأنهم مرميون في الشارع في ظل أوضاع صعبة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الكهرباء في لبنان تدخل مرحلة دقيقة بفعل استمرار الإضراب أزمة الكهرباء في لبنان تدخل مرحلة دقيقة بفعل استمرار الإضراب



GMT 10:47 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تتهم بكين بمحاولة إعادة ترتيب النظام العالمي

GMT 16:30 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل النظر في القضية ضدّ المجلس الجهوي وبلدية صفاقس الكبرى

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia