أهالي قتلى العدوان الإسرائيلي يقتحمون مكتب انتصار الوزير
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أهالي قتلى العدوان الإسرائيلي يقتحمون مكتب انتصار الوزير

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أهالي قتلى العدوان الإسرائيلي يقتحمون مكتب انتصار الوزير

أهالي قتلى العدوان الإسرائيلي
غزة - ناصر الأسعد

يعتقد كثير من الفلسطينيين في قطاع غزة باقتراب "نهاية التاريخ" التي تنبأ بها الكاتب الأميركي فوكوياما قبل سنوات طويلة، فيما يعتقد آخرون أن القطاع الساحلي الصغير الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم موجود في قاع الكرة الأرضية مهملاً لا يعبأ بمصيره أحد. لكن غالبية الفلسطينيين في القطاع البالغ عدد سكانه مليوني إنسان، ترى أنه مهما علا صراخ القاطنين فيه ومهما قرعوا جدران خزّانهم، فما من أحد سيكترث لأوضاعهم.

عشرات الغزيين من أهالي شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014، البالغ عددهم أكثر من ألفين، اقتحموا قبل أيام قليلة مكتب رئيسة مؤسسة رعاية الأسر والشهداء في مدينة غزة انتصار الوزير، فيما قرع عشرات الفقراء طناجرهم الفارغة أمام مكتب برنامج الغذاء العالمي في المدينة، الذي أوقف تزويد نحو 100 ألف منهم بمساعدات غذائية.

في كل يوم تقريباً، يقرع الفقراء والمعوزون الغزيون جدران الخزان لتلافي خطر الموت اختناقاً، على غرار أولئك الفلسطينيين الأوائل الذين ماتوا في صهريج مياه فارغ تحت شمس الكويت اللاهبة في رواية غسان كنفاني رجال في الشمس. وقال الناطق باسم لجنة أهالي الشهداء علاء البراوي إن الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمدالله يتجاهلون معاناتهم.

ولم يفِ عدد من المنظمات الدولية بمتطلبات إبقاء عشرات آلاف الفقراء والمرضى والجرحى والمعوقين والأيتام على قيد الحياة، في وقت ارتفع عدد اللاجئين الذين يتلقون مساعدات غذائية من "وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) إلى مليون و40 ألفاً من أصل 1.4 مليون لاجئ يعيشون في القطاع. وإلى جانب هؤلاء، يتلقى أكثر من 400 ألف فلسطيني غير لاجئ في القطاع مساعدات من وزارة الشؤون الاجتماعية.

وسقط القطاع الخاص إلى الهاوية، إذ أعلن الناطق باسم الشرطة أنها احتجزت خلال العام الماضي 100 ألف غزي على خلفية ذمم مالية، أي عجزهم عن الإيفاء بمستحقات مالية. وأشار خبراء اقتصاد إلى أن لدى البنوك حالياً 50 ألف شيك من دون رصيد، ما يهدد أصحابها بالحجز. ولفتوا إلى مفارقة عجيبة تكمن في أنه فيما قررت الولايات المتحدة تقليص مساعداتها المالية لـ أونروا، وواصلت السلطة فرض عقوبات قاسية على القطاع منذ أكثر من ثمانية أشهر، حذرت الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من استمرار تدهور الأوضاع المعيشية، ما يُنذر بانفجار.

وقال الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع إنه بعد أكثر من عشر سنوات من الحصار الإسرائيلي الظالم والانقسام، وصلت الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الكارثية في قطاع غزة إلى نقطة الصفر. وأضاف في تعقيبه على نداء استغاثة وجهه القطاع الخاص للرئيس عباس والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمم المتحدة والملوك والرؤساء العرب، والاتحاد الأوروبي وغيرهم، أن القطاع الخاص داخل غزة اقترب من الانهيار الاقتصادي المحتوم.

وتساءل: "لمَ هذا الصمت المريب على وجع الناس ومعاناتهم من القريب والبعيد"، محذراً من أن "الانفجار قادم لا محالة، ولم يعد هناك مجال للصمت، فالاقتصاد يتهاوى، والعمال لا يجدون لقمة خبز، ولن يقبل أحد أن يعيش في غرفة الإنعاش".

وعن هذه الأوضاع، رسمت الغرفة التجارية الصناعية في غزة صورة سوداوية قاتمة، فيما يستعد القطاع الخاص لخوض إضراب شامل بعد غدٍ الإثنين احتجاجاً. وقالت الغرفة في تقرير أصدرته قبل يومين إن معدلات البطالة ارتفعت إلى 46 في المائة، وإلى 67 في المائة في صفوف الخريجين الجامعيين، فيما بلغ عدد العاطلين من العمل ربع مليون، وتجاوزت معدلات الفقر 65 في المئة، وانعدام الأمن الغذائي لدى الأسر 50 في المائة

وطالبت الغرفة عباس باستعادة الوحدة واللحمة الفلسطينية لتجنيب قطاع غزة مزيداً من الانهيار، والمساهمة في حل الأزمات التي يعانيها القطاع، والتفرغ لمعركة القدس عاصمة فلسطين الأبدية. وأملت من السيسي التدخل العاجل لفتح معبر رفح أمام الأفراد والبضائع في صورة دائمة، تخفيفاً لمعاناة شعبنا، طلاباً ومرضى وخريجين، واستمرار الاهتمام بملف المصالحة ودعمه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي قتلى العدوان الإسرائيلي يقتحمون مكتب انتصار الوزير أهالي قتلى العدوان الإسرائيلي يقتحمون مكتب انتصار الوزير



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia