المناطق اليمنية المحررة تعاني من غياب تامّ للقضاء وانتشار الانفلات الأمني
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

المناطق اليمنية المحررة تعاني من غياب تامّ للقضاء وانتشار الانفلات الأمني

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المناطق اليمنية المحررة تعاني من غياب تامّ للقضاء وانتشار الانفلات الأمني

القوات اليمنية في عدن
عدن- صالح المنصوب

تعطَّل عمل القضاء في اليمن والقضايا تراكمت, وسوء أوضاع البلد، والحرب الدائرة سببت الفوضى, وغياب الجانب الأمني سبب مخاطر للقضاة والمحامين, ومعظم السجون أغلقت وتم الإفراج عن المساجين, وبالذات في المناطق التي دخلت مربع الحرب مثل عدن ولحج وشبوة وابين والضالع وتعز, فبعد مغادرة جماعة الحوثي وقوات صالح هذه المحافظات، تركتها للفوضى بعد أن أطلقت السجناء المحكوم عليه بجرائم قتل والمتهمين في قضايا متعددة، وخلق نوع من الخوف والرعب في تلك المناطق لدى الناس.

فبعد الحرب شُلّ القضاء وأصبح شبه ميت، في المناطق التي عانت من الحرب، فمعظم المحاكم لا تعمل ويرجع من يعملون بالقضاء سبب ذلك، إلى غياب الجانب الأمني، وعدم الاستقرار، في ظل انتشار السلاح. وفي ظل غياب سلطة الدولة غابت هيبة القضاء، ولم تعد المحاكم هي المرجع لدى الخصوم، فقد اصبحوا هم من ينفذون الأحكام، ولم تعد هناك جهة تمنع ممارسات الانتهاكات والاعتداءات، وأصبح الحكم للبندقية، فكثير ممن ارتكبوا جرائم القتل تم تصفيتهم، مباشر من قبل آخرين دون الرجوع إلى القضاء في ظل غيابه الناتج عن غياب سلطة الدولة.

ويقول ناشطون عاد الناس إلى الوراء سنين فمن دولة القضاء والقانون، إلى العرف القبلي، فالقاتل يقتل دونما محاكمة، دون أي تحقيق أو جمع استدلال, فيتم الاتفاق القبلي ويجري القصاص بعيدا عن القانون. ويقول أحد موظفي النيابات فضل عدم ذكر اسمه إن النيابات تعمل لكن ليس بالشكل المطلوب، فالعمل بسيط جداً، ليس الأداء كما كان في السابق، وأضاف لكن لاتزال ثقة المواطن غائبة والاستهتار قائمًا، بسبب الانفلات الأمني، وتعتبر المشكلة الأمنية هي التحدي الأكبر الذي يعيق أداء مهام القضاء والنيابات عن عملها.

فيما يرى المحامي عمر أحمد أن القضاء بدأ يعمل بالدعاوى الشخصية، والعاجلة وخفف الضغط هذا في محاكم الضالع، فقبل شهور لم يعد منفذ الجريمة يخاف من أي جهة، لكن هناك تحسن بعض الشيء، حتى أن منفِّذ الجريمة بدأ يشعر بالخوف, وأضاف أن المعوقات كثيرة للقضاء، منها غياب الجانب الأمني وتواجده لحماية القاضي عند اصدار أي حكم أو حماية الخصوم في باحة المحكمة, واعتبر الجانب الأمني هو الأبرز.

وفي ظل اقتناء المواطنيين السلاح بأنواعه وبروز الجرائم بشكل كبير, في ظل استمرار الحرب التي وفرت تربة خصبة للمزيد من الفوضى، ولا مبالاة بالقضاء ورجاله، وبالذات بعد إغلاق السجون وإطلاق السجناء، في بعض المحافظات سبّب انهيارًا مخيفًا للمحاكم والنيابات. وقبل أيام أطلق نشطاء محليون في مدينة عدن حملة كان هدفها المطالبة بإعادة تفعيل عمل النيابات والمحاكم في المدينة وذلك بعد عامين من انتهاء الحرب.

كما أكد النشطاء أن الحملة هدفها إعادة تفعيل نشاط المحاكم والشرطة، والنيابات العامة وبما يضمن سير العملية القضائية. كما طالب النشطاء بضرورة إعادة فتح كافة المؤسسات القضائية، وتقديم المتورطين في قضايا الإرهاب والجرائم الجنائية إلى القضاء. وتزدحم عدد من سجون مدينة عدن بالآلاف من المعتقلين منذ أكثر من عام دون أن يتم تقديمهم للقضاء.

وتبقى النيابات مهجورة والمحاكم معطلة والقضاء أصبح في خبر كان، والأمور تركت للمجهول، وكل يعول على الآخر في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة الأمور إلى نصابها, لكن لم يكن ذلك إلى اللحظة بالرغم من رسائل التطمين من حكومة الشرعية بالتفعيل، لكن ذلك لم يحدث، فبعد أن كان القضاء لا سلطان عليه أصبح سلطانه القوة والرصاص.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المناطق اليمنية المحررة تعاني من غياب تامّ للقضاء وانتشار الانفلات الأمني المناطق اليمنية المحررة تعاني من غياب تامّ للقضاء وانتشار الانفلات الأمني



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia