نتنياهو يدفع بمزيد من تهويد القدس متسلحًا بنقل السفارة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نتنياهو يدفع بمزيد من تهويد القدس متسلحًا بنقل السفارة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - نتنياهو يدفع بمزيد من تهويد القدس متسلحًا بنقل السفارة

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو
تل ابيب - العرب اليوم

تنظم إسرائيل، للعام الحادي والخمسين، على التوالي، سلسلة احتفالات بما تسميه "تحرير القدس"، أي ذكرى احتلال المدينة الذي تم في حرب 1967 وشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء المصرية وهضبة الجولان السورية. ويوم الأحد، بلغت هذه الاحتفالات ذروتها؛ إذ غادرت الحكومة مقرها الرسمي وعقدت جلستها العادية في متحف القدس وأعلن رئيسها، بنيامين نتنياهو، إلغاء عروبة المدينة المقدسة وحاول نسف الأمل الفلسطيني بأن يكون الجزء الشرقي منها عاصمة لدولة فلسطين.

وقال نتنياهو "نحيي ذكرى يوم أورشليم في متحف بلدان التوراة وهنالك سبب جيد لذلك. لقد تم ذكر اسم أورشليم نحو 650 مرة في التوراة. السبب لذلك بسيط: أورشليم هي عاصمة شعبنا، وشعبنا فقط، منذ 3000 عام. حلمنا بالعودة إليها وبإعمارها، ومن ثم توحيد شطريها وهذا بالضبط ما نفعله اليوم".

وأشار نتنياهو إلى ما يميز الحدث في هذه السنة عن الأعوام السابقة، بأن إسرائيل "ستتبارَك هذا الأسبوع بحدث تاريخي حقًا وهو قرار أكبر دولة عظمى في العالم، صديقتنا الولايات المتحدة، نقل سفارتها إلى هنا. فقد وعد الرئيس دونالد ترامب بأنه سيعترف بأورشليم عاصمة إسرائيل وها هو يفي بوعده. ووعد بنقل السفارة الأميركية إلى أورشليم وهو يفي بذلك. وبالطبع سنحتفل بهذا اليوم وغدا وهذا هو احتفال حقيقي. ثم سيتم نقل سفارتين أخريين إلى أورشليم، هما سفارتا غواتيمالا وباراغواي، وستكون هناك دول أخرى ستقوم بمثل هذه الخطوة".

نتنياهو سلسلة قرارات جديدة تتخذها حكومته لإعمار القدس و"تطويرها شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، في جميع الاتجاهات – بهدف الكشف عن ماضيها وبناء مستقبلها"، وأهم هذه القرارات رصد مبلغ 600 مليون دولار لمشاريع "أسرلة القدس"، أي جعلها إسرائيلية أكثر. فهي رغم تكريس مليارات الدولارات في الماضي، ما زالت تشعر بنقص في إسرائيليتها.

واختتم نتنياهو قائلًا "أعلم أن هناك صعوبات على الطريق، وهناك صعوبات منذ 70 عامًا. صمدنا أمامها منذ 1948 وحتى الأعوام الأخيرة وسنواصل الصمود أمامها لاحقًا. نحن ملتزمون بأورشليم فهي جزء من روحنا ووجودنا ومن عملنا الدنيوي والروحي على حد سواء. أنا متأكد بأن جميع الوزراء متأثرون كثيرًا بالأحداث الكبيرة التي تحدث هذه الأيام. إننا نحقق ما قاله النبي: (ويهودا ستجلس في أورشليم إلى الأبد من جيل إلى جيل). عيد سعيد يا أورشليم!".

واستند نتنياهو كثيرًا، في تصريحاته هذه، إلى مشكلة عامة وطامة للبشرية، هي الذاكرة القصيرة. فمثل هذا التصريح، بكلمات أخرى وصياغات مختلفة، قيلت على لسانه وعلى ألسن أسلافه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية طيلة نصف قرن. وفي كل يوم احتفال بـ"تحرير أورشليم" تتحول القدس إلى ثكنة عسكرية، خوفًا من الشركاء الآخرين في المدينة، الذين مهما تجاهلهم فإنهم موجودون. وإذا تم تغييبهم وحصارهم وقمعهم وإسكات أصواتهم، فإن الأقصى وسائر معالم المدينة الإسلامية، وكنيسة القيامة وسائر المعالم المسيحية، ودرب الآلام وكل شيء في هذه المدينة ينطق باسمهم وباسم عروبتهم وعروبتها.

وحتى الإحصائيات الإسرائيلية التي نشرت، الأحد، بمناسبة "الحدث التاريخي" تشير إلى أن نسبة السكان الفلسطينيين في القدس تبلغ حاليا 38 في المئة، وفق إحصائيات معهد القدس الإسرائيلي، لكن صحيفة "هآرتس"، نشرت تقديرات خبراء تؤكد أنها وصلت إلى 41 في المئة في الواقع. هذا مع العلم أن نسبة العرب في القدس، عندما اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارها بضم القدس الشرقية المحتلة إلى إسرائيل وتوحيدها مع القدس الغربية في مدينة واحدة، كانت نسبة العرب 25 في المئة. وقررت حكومات إسرائيل المتعاقبة عمل كل شيء حتى لا تزيد نسبة العرب عن 28 في المئة من سكان المدينة.

وأكدت الإحصاءات الإسرائيلية ذاتها، أن في القدس أعلى نسبة فقر بين المدن الإسرائيلية 46 في المئة "معدل الفقراء في إسرائيل عمومًا 22 في المئة"، ونسبة البطالة فيها تزيد عن النسبة العامة "19 في المئة مقابل 4.3 في المئة"، والأمن الشخصي في إسرائيل عمومًا 81 في المئة، وفي القدس بالذات 71 في المئة. والقدس تعاني من هجرة يهودية سلبية.

لهذا، ومن دون أي استخفاف بمشاريع التهويد البشعة التي تنفذها الحكومة في المدينة وتقييد حرية العبادة فيها للمسلمين والمسيحيين والاعتداءات التي تنفذ من السلطات وكذلك من المستوطنين، فإن الخطط لتكريس الاحتلال الإسرائيلي للقدس ونسف الآمال العربية فيها، تصطدم بواقع مختلف على الأرض. ووحدة المدينة مصطنعة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتنياهو يدفع بمزيد من تهويد القدس متسلحًا بنقل السفارة نتنياهو يدفع بمزيد من تهويد القدس متسلحًا بنقل السفارة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia