مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش تنذر بكارثة إنسانية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش تنذر بكارثة إنسانية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش تنذر بكارثة إنسانية

مخيمات اللاجئين الروهينغا
دكا - العرب اليوم

دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشـأن كارثة إنسانية في مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، التي وجد فيها نحو نصف مليون شخص ملاذاً آمناً، عقب فرارهم من العنف في ميانمار بعد أن حرقت قراهم في عملية وصفتها المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة بأنها الشكل الكلاسيكي في ممارسة التطهير العرقي. وفي آخر تقديرات، تقول الأمم المتحدة إن عدد لاجئي الأقلية المسلمة في بنغلاديش تخطى حاجز النصف مليون، منذ بدء تدفقهم في آخر موجة بدأت في 25 أغسطس (آب) الماضي.

ويفاقم الهطول الغزير للأمطار الموسمية خطر انتشار الأمراض، وقد تحدث أطباء ميدانيون عن زيادة كبيرة في عدد حالات الإسهال الشديد، خصوصاً لدى الأطفال. ويؤدي هطول الأمطار بشكل يومي إلى تدفق المياه عبر المناطق التي يقضي فيها عشرات الآلاف حاجاتهم في العراء كل يوم. وبالنسبة للبعض، تشكل هذه الجداول مصدرهم الوحيد لمياه الشرب.

وتنتشر رائحة الفضلات في أطراف كوتوبالونغ، وهو مخيم كان يأوي عشرات الآلاف من اللاجئين حتى قبل موجة اللجوء الأخيرة، التي أفضت إلى تحوله إلى مدينة عشوائية للخيم، تمتد على مدى كيلومترات.

ومع النقص في المياه النظيفة والمراحيض، يشير عمال الإغاثة إلى أن وقوع كارثة صحية كبيرة بات أمراً وشيكاً. وتحاول رشيدة بيغوم الابتعاد عن مضخة مياه قريبة من مرحاض تفوح منه روائح كريهة، وتتقاسمه أكثر من مائة عائلة في منطقة في بنغلاديش تحولت خلال أسابيع إلى أحد أكبر مراكز تجمع اللاجئين في العالم. وقالت السيدة، المنتمية إلى أقلية الروهينغا المسلمة في المخيم المكتظ، حيث تعيش عائلتها المكونة من 11 فرداً منذ فرارها من ميانمار قبل نحو أسبوعين: «المضخة تعمل، ولكن المياه قذرة، لذا لا نشربها»، كما نقلت تصريحاتها الصحافة الفرنسية.

وفي إحدى العيادات الميدانية، يقف اللاجئون في صف طويل يمتد إلى خارج المخيم تحت المطر بانتظار زيارة الطبيب الوحيد المتوافر. ويعاين الطبيب، عالم الحق، أكثر من 400 مريض كل يوم، وبدا الإرهاق واضحاً عليه وهو يتحدث عن تزايد عدد الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض أمراض تنتقل عبر المياه.

وقال الطبيب الذي يعمل في منظمة «إس دي آي» البنغلاديشية الخيرية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «في السابق، كان الآباء يحضرون معهم طفلاً أو طفلين. أما الآن، فباتوا ثلاثة أو أربعة»، وأضاف: «إنها تمطر منذ مدة، لذا فإن الفضلات البشرية تجري في كل مكان؛ هناك خطر كبير من تفشي وباء الإسهال».

ويتم بشكل متسارع حفر آبار المياه الجوفية في أنحاء المخيمات، الواقعة على امتداد منطقة كوكس بازار، على الحدود مع ميانمار. ولكن لا يزال هناك نقص كبير في المياه العذبة، مع تجاوز الحجم الهائل للكارثة، التي تعد من بين أزمات اللاجئين الأكثر تنامياً منذ سنوات، جهود الإغاثة على الأرض.

وقال أحد رجال الروهينغا، الذي غمره الطين حتى ركبتيه وهو يحفر مرحاضاً بجانب تلة: «هناك طوابير طويلة كلما ذهبنا للحصول على المياه؛ عدد الناس يتجاوز كمية المياه المتوافرة».

وفي بلدة أنتشيبرانغ، الفقيرة الواقعة على سفح إحدى التلال، حيث يعيش نحو 30 ألف شخص، هناك حاجة لإحضار ثلاثة أرباع مليون لتر من المياه يومياً. ولكن الطرقات غير سالكة عملياً، ما يعرقل عملية التوصيل. أما في مخيمي نايابارا وليدا قرب الساحل، فيحذر الخبراء من أن مصادر المياه الحالية ستنضب بحلول يناير (كانون الثاني).

إلا أن خدمات الصرف الصحي مصدر قلق أكبر، حيث إن المراحيض تكتظ فور بنائها، مما يدفع الناس إلى قضاء حاجتهم أينما كان. وقالت حسينة بيغوم، وهي مسنة من أقلية الروهينغا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك مئات الأشخاص الذين يصطفون بانتظار الوصول إلى المراحيض؛ إنها مشكلة كبيرة، خصوصاً بالنسبة للأطفال»، وأضافت: «هناك مراحيض أخرى على سفوح التلال، ولكنها عبارة عن حفر فقط، وقد امتلأت وباتت تنبعث منها روائح كريهة، لذا لا يستخدمها أحد».

ومن جهتها، تحذر منظمة الصليب الأحمر من أن المخيمات على حافة كارثة صحية شاملة، ويحذر خبراء من أن تنتشر أمراض على غرار الكوليرا في المخيمات المكتظة. وقال أحد الخبراء الدوليين في مجال الصحة والمرافق الصحية: «هناك خطر جدي وحقيقي من انتشار وباء إسهال شديد». وأضاف المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، كونه غير مخول بالتحدث إلى الإعلام: «إذا استمرت الحال على ما هي عليه، أضمن حصول ذلك. لم تعد المسألة ما إذا (كان الوباء سينتشر أم لا)، بل متى» سيحصل ذلك.

في المقابل، هناك أدلة بسيطة على أن جهود التوعية تلقى آذانا صاغية. ففي منطقة عشوائية تم بناؤها أخيراً على سفح تلة، يشاهد كريم الله عمالاً وهم يحفرون مرحاضاً على شكل حفرة بسيطة، يشكل المحطة الأخيرة في مسكن جديد لـ16 شخصاً من أفراد عائلته اختاروا أن يخيموا بعيداً عن الازدحام. وقال الرجل البالغ من العمر 56 عاماً، المنتمي كغيره من اللاجئين إلى أقلية الروهينغا المضطهدة، إنه لا يريد أن تستخدم زوجته وبناته الأماكن المفتوحة لقضاء حاجاتهن، مشيراً إلى أنه سيحضرهن فور إنجاز المرحاض.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش تنذر بكارثة إنسانية مخيمات اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش تنذر بكارثة إنسانية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia