تفاقم مظاهر التلوث بالقمامة في تونس والسلطات تعد بالتحرك
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تفاقم مظاهر التلوث بالقمامة في تونس والسلطات تعد بالتحرك

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تفاقم مظاهر التلوث بالقمامة في تونس والسلطات تعد بالتحرك

متطوعات لفرز النفايات في تونس
تونس - العرب اليوم

أكياس بلاستيكية عالقة في الأشجار، قوارير فارغة تسد بالوعات تصريف مياه الامطار، ومكبات نفايات عشوائية تنبعث منها روائح كريهة.. أمام تفاقم ظاهرة الإلقاء العشوائي للقمامة في تونس، اعلنت الحكومة اتخاذ اجراءات رادعة بحق المخالفين لكن ناشطين بيئيين يشككون في امكان تطبيقها بحزم.

وأقر رئيس الحكومة الحبيب الصيد، سابقا أمام البرلمان، بـ"تردي الوضع البيئي" في تونس و"آثاره وتبعاته السلبية على نوعية الحياة" بسبب "تفاقم الانفلاتات والانتهاكات البيئية وتدني الحس المدني" و"ضعف أداء" البلديات التي تعاني من "نقص الإمكانيات البشرية والمادية".

واعلنت وزارة البيئة مؤخرا "ارتفاع كلفة التدهور البيئي" في تونس إلى 2،7 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي.

ويقول الناشط البيئي عبد المجيد دبار ان "البيئة هي أول ضحية في تونس للثورة" التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، معتبرا ان "المواطن هو المسؤول الأول عن تدهور الوضع البيئي" في البلاد.

وقال دبار "القمامة المنزلية التي نراها في كل مكان في تونس سببها نقص التوعية، والفراغ في إدارة البلديات التي تنتظر اجراء الانتخابات البلدية، وتعنت عمال النظافة الذين يجمعونها بشكل جزئي".

وسنويا، تنتج تونس التي يقطنها نحو 11 مليون ساكن حوالى 2,3 مليون طن من النفايات المنزلية، كما يستعمل سكانها نحو مليار كيس بلاستيكي غير قابلة للتحلل العضوي في الطبيعة، بحسب وزارة البيئة والتنمية المستدامة.

وتقوم السلطات بطمر حوالى 80 بالمائة من النفايات المنزلية في نحو 15 مكبا في حين تلقى الكمية المتبقية في  "مصبات عشوائية" وفق وزارة البيئة التي أقرت في أحد تقاريرها ان عمليات الطمر "لا تحترم بصفة جيدة التدابير الصحية اللازمة (..) مما يجعلها مصدرا للتلوث".

ووفق الوزارة، فقد اقتربت مكبات عدة من طاقة الاستيعاب القصوى وسط صعوبات في ايجاد أراض لإقامة مكبات جديدة.

-تغليظ العقوبات وحظر الاكياس البلاستيكية-

وفي آذار/مارس الماضي، أدخل البرلمان تعديلا على قانون شدد بموجبه عقوبة الالقاء العشوائي للقمامة.

وتقضي الصيغة المعدلة بمعاقبة كل من يقوم بالالقاء العشوائي للنفايات بالسجن بين 16 يوما وثلاثة اشهر، او بغرامة تتراوح بين 300 دينار (اقل من 150 يورو) والف دينار (اقل من 500 يورو)، او بكلتا العقوبتين.

ويفرض القانون العقوبة نفسها على "ترك أثاث أو معدات زال الانتفاع بها، أو هياكل مختلف وسائل النقل بالأرصفة أو بالطرقات أو بالساحات أو الحدائق العمومية أو بالأراضي غير المبنية أو بمجاري المياه والأودية والشواطئ" أو "رمي الفضلات بمجاري المياه والأودية".

والسبت الماضي، أعلن نجيب درويش وزير البيئة والتنمية المستدامة ان وزارته بصدد إتمام مشروع قانون يحظر توريد وترويج وصناعة الاكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل العضوي.

وقال الوزير خلال مؤتمر صحفي اعلن خلاله انطلاق حملة توعوية "للحد من استعمال الاكياس البلاستيكية" في تونس، ان مشروع القانون سيفرض عقوبات مالية "ثقيلة" على المخالفين.

وبحسب وزارة البيئة فإن "تناثر" هذه الاكياس في كل مكان أصبح "يهدد" حياة كائنات برية وبحرية تأكلها مثل الأغنام والأبقار والسلاحف.

-"مجرد فلكلور"؟-

لكن نشطاء بيئيين شككوا في امكان تطبيق هذه القوانين بحزم.

وتساءل حسام حمدي رئيس جمعية "تونس روسيكلاج" المتخصصة في جمع النفايات المنزلية واعادة تدويرها "هل نحن واثقون من انه لن يكون هناك فساد عند تطبيق هذه القوانين؟".

ويواجه جهاز الشرطة خصوصا، والذي لم يشهد اي عملية اصلاح منذ الثورة، اتهامات بانه اكثر اجهزة الدولة التونسية فسادا.

ورأى عبد المجيد دبار ان الاجراءات الردعية التي اعلنت عنها السلطات للحد من تدهور الوضع البيئي "مجرد فلكلور" مستبعدا تطبيقها "لانه سبق اعلان إجراءات مماثلة لكنها بقيت حبرا على ورق".

وكانت السلطات اعلنت في 2014 رصد نحو 1,3 مليون يورو لإحداث شرطة بلدية تقوم برفع مخالفات الإلقاء العشوائي للقمامة، لكن هذا الجهاز لم يبصر النور حتى اليوم.

من جهة اخرى، دعا عبد المجيد حمودة مدير عام "الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات" التابعة لوزارة البيئة الى "التطبيق الصارم للقوانين للتقليص قدر الإمكان من الإضرار بالبيئة". لكنه أقر بوجوب "القيام بموازاة ذلك بعملية توعية كبيرة للوصول الى نتائج".

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه "للأسف، أمام تتالي الهجمات الارهابية أصبحت مكافحة الارهاب  أولوية الدولة في تونس، وبقية الأمور تأتي في مقام ثان رغم أهميتها" وذلك ردا عن سؤال حول سبب عدم تفعيل اجراءات اعلنتها السلطات سابقا للحد من الانتهاكات البيئية.

-الحل في اعادة تدوير النفايات -

في نوفمبر 2015، أعلنت الحكومة ان اعادة تدوير الفضلات يعتبر "الحل الضروري والعاجل لحماية المواطن والبيئة خاصة في المناطق التي تعاني من مشاكل في التصرف في النفايات".

وأكدت في بيان "ضرورة التسريع في تطوير منظومة التصرف في النفايات والانتقال في اقرب الاجال نحو التثمين (اعادة التدوير) والمعالجة بما يسهم في تطوير الاقتصاد الاخضر".

وقال عبد المجيد حمودة ان وكالة التصرف في النفايات اطلقت مناقصة دولية للترخيص لشركة خاصة في بناء "وحدة لتثمين النفايات المنزلية" في جزيرة جربة (جنوب) وتشغيها طيلة 20 عاما.

واوضح ان الوحدة التي رجح دخولها حيز العمل في 2018 ستعتمد تكنولوجيا متطورة لجمع وفرز النفايات المنزلية واعادة تدويرها واستخراج الطاقة منها.

ونهاية 2013 أعلن الصادق العمري وكان حينها وزير دولة مكلفا بالبيئة ان دراسات اظهرت ان بإمكان تونس استخراج 500 مليون متر مكعب سنويا من الغاز الحيوي من 2 مليون طن من النفايات المنزلية و8 ملايين طن من النفايات الزراعية والصناعية.

ا ف ب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاقم مظاهر التلوث بالقمامة في تونس والسلطات تعد بالتحرك تفاقم مظاهر التلوث بالقمامة في تونس والسلطات تعد بالتحرك



GMT 10:47 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تتهم بكين بمحاولة إعادة ترتيب النظام العالمي

GMT 16:30 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل النظر في القضية ضدّ المجلس الجهوي وبلدية صفاقس الكبرى

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia