تعدّ ظاهرة البطالة من أخطر الظواهر الاقتصادية، ذات التأثيرات الاجتماعية والأخلاقية غير محدودة النتائج، إذ أنّها أصبحت معلومة الأسباب والتأثيرات إثر غياب سياسات الخطط الاستراتيجية.
وتتكدس البطالة بين الشباب أكثر من أي فئة أخرى، إذ تعد الأكثر نشاطًا، وبقاء هذه الفئة عاطلة عن العمل قد يدفع بها إلى القيام بأعمال مخالفة للقانون، ولاسيما في ظل ظروف بلد مثل العراق الذي عانى الأعمال المسلحة طوال السنوات الماضية.
بيّن وزير العمل والشؤون الاجتماعية المهندس محمد شياع السوداني، أنَّ الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق والمتعلقة بالأوضاع الأمنية وظروف الازمة المالية، أدى إلى تفاقم نسبتي البطالة والفقر.
وأضاف السوداني، أنَّ "ارتفاعها بمعدلات تتوجب العمل وفق رؤية مهنية للحد منها، وربط استراتيجية التخفيف من الفقر مع سياسة التنمية الوطنية سيكون لها انعكاسات ايجابية لمعالجة الظرف الاقتصادي الراهن .
وأوضح، أنَّ "من أهم المقومات الأساسية للنهوض بالواقع الاقتصادي والمهني للمؤسسات، هو التنفيذ الحقيقي للتوصيات والمفردات التي تنتج عن الاجتماعات واللقاءات".
وأشار إلى أنَّ "التغييرات التي جرت في هيكلية اللجنة الوطنية العليا للتشغيل أكّدت العمل على وفق هذا المنظور عن طريق تنفيذ توصياتها ومخاطباتها بشكل عملي".
وكشف السوداني أنَّ "الوزارة لديها رؤية واضحة حول متطلبات عملها تجاه البطالة وأنَّها اتخذت إجراءات مناسبة بهذا الصدد".
ونوه على "إتخاذ الوزارة إجراءات قانونية بحق المخالفين لتلك الضوابط وأنَّها ماضية في رسم سياستها المتقضية لتنفيذ تلك الرؤى والتطلعات".
ومن جانبه، أكّد مدير عام دائرة التشغيل والقروض رياض حسن، إلى "العرب اليوم "، أنَّ وزارة العمل في القطاع الخاص عملت على توفير 1800 فرصة للتشغيل خلال عام 2014.
وأضاف رياض، أنَّ فرص العمل تنوعت بين (مهندسين ، فنيين، مترجمين ، اداريين ، اقتصاديين ، سياحة وفندقة ، مشغلي مولدات ، سكرتارية في مشروع بسماية ، عمال خدمة ، مفتشين).
وصرح بأنَّ "الدائرة إتصلت بالباحثين عن العمل المسجلين في قاعدة بياناتها من حملة الشهادات المطلوبة للدرجات الشاغرة، وتم إرسالهم إلى الجهة الطالبة لهم ليتم تعيينهم".
وبيّن المدير العام، أنَّ الدائرة عينت715 من الباحثين عن العمل في بغداد والمحافظات كان منهم 327 باحثًا عن العمل في بغداد.
من جهه أخرى، أعلن المستشار الإعلامي لوزارة عمار منعم، عن توفر 56 فرصة عمل في القطاع الخاص في الوقت الجاري.
وقالت موظفة في القطاع الصحي أنعام محمد: "الشباب يعيشون منذ العشر سنوات الماضية موجة من المشاكل في حياتهم اليومية، في وقت وصلت فيه البطالة حدًا لم تصله في أي بلد آخر في العالم، برغم إن بلدنا فيها نقط كتير جدًا".
وبسؤال خريجة علوم، رغد صلاح الدين قالت: "يبدو أنّ شبابنا بلا هدف يسعون إليه، والتعيين في الوظائف الحكومية لا يأتي إلا مقابل رشوة تصل إلى آلاف الدولارات حتى و إن كانت ذات خطورة مثل الانخراط بالجيش والشرطة، وصعب إيجاد عمل في الشركات والمصانع الأهلية".
أرسل تعليقك