رشا عطية تحذر من تسلُّل الطلاق الصامت إلى العلاقة الزوجية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أوضحت لـ"العرب اليوم" خطورة عدم ترحيب الطرفين بالحوار

رشا عطية تحذر من تسلُّل "الطلاق الصامت" إلى العلاقة الزوجية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - رشا عطية تحذر من تسلُّل "الطلاق الصامت" إلى العلاقة الزوجية

الدكتورة رشا عطية
القاهرة- شيماء مكاوي

حذرت أخصائية العلاقات الأسرية، الدكتورة رشا عطية، من تسلُّل ظاهرة "الطلاق الصامت" إلى معظم الأسر المصرية، مؤكدة أن وجود زوجين غريبين في بيت واحد، يعيش كلٌ منهما في عالمه الخاص أصبح أمرًا شديد التعقيد يهدِّد استقرار الأسر المصرية؛ إذ يفقد الزواج مضمونه ويبقى صورة شكلية فقط.

وأكدت عطية، في حوار خاص مع "العرب اليوم"، أن الطلاق الصامت حالة نفسية، يشعر خلالها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، بما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسدي بينهما، وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية خاصة، فيستمر الزواج شكلاً، وينتهي مضمونًا.

وأوضحت أسباب الطلاق الصامت أو الانفصال النفسي، منها شيوع الصمت في جلسات الزوجين معًا، وصعوبة التفاهم، والشعور بغربة كل طرف عن الطرف الآخر، وتباعد المسافات النفسية والعقلية والسلوكية بينهما تدريجيًّا، وعدم الرضا عن أفكار الطرف الآخر وتصرفاته بشكل كامل، وبذلك يتسلل الانفصال في صمت وهدوء، وبشكل قد لا يشعر معه أحد الزوجين بالانفصال التدريجي للطرف الآخر عنه.

وأضافت عطية بقولها: كذلك الشعور بعدم تقبل الطرف الآخر نفسيًّا من الأمور المسبِّبة للطلاق الصامت، وأيضًا عدم الترحيب بالحوار مع الطرف الآخر، أو حتى السماح له بسرد ذكريات الماضي الجميلة، ورفض محاولات التودد والتقرب من الطرف الآخر، وشيوع روح النقد الشديد له، والشعور بصدود وعزوف غير معروف السبب عن التعامل مع الآخر، وندرة المواضيع المشتركة التي يتناولها الزوجان في الحديث، وندرة التعبير عن المشاعر الطيبة والتلامس الجسدي بينهما، وأيضًا على سبيل المثال تعامل الزوجة مع زوج عبوس جامد الملامح ولكنه إذا ما تعامل مع الآخرين أصبح رقيقًا حلو الحديث.

وأبرزت أنه من ضمن أسباب الطلاق الصامت الفشل في الحصول على اهتمام الطرف الآخر، مما يؤدي إلى التباعد النفسي التدريجي بين الزوجين، وتظل الفجوة النفسية بينهما في ازدياد، وأنه قد يتم الاختيار منذ البداية بناءً على بعض المقومات الخاطئة التي تفي بمتطلبات الحياة الزوجية، والتي لا تؤدي إلى التفاهم الصحيح بين الزوجين، أو قد يتم الاختيار بناءً على أحد المقومات التي لا تكفي وحدها لاستمرار العلاقة الزوجية.

وأشارت عطية إلى دور تسرب الملل والفتور إلى العلاقة الزوجية في الطلاق الصامت، لاسيما مع تجاهل الزوجين علاج تلك الأزمة منذ ظهورها، وقد يسهل التغلب عليهما قبل استفحال الأمر، مضيفة أن اشتعال العاطفة قبل الزواج من دون تحكيم العقل يؤدي إلى التغاضي عن عيوب الطرف الآخر منذ البداية، ما يضعهما في مواجهة التعامل المباشر والصعب مع العيوب التي كان يمكن تجنبها منذ البداية.

وحذرت أخصائية العلاقات الأسرية من عدم السعي الحثيث للوصول إلى السعادة المنتظرة من الزواج، وانتظار الطرف الآخر حتى يعمل وحده على تحقيقها، مؤكدة أنه من الخطأ تعطيل الحياة وانتظار السعادة التي قد لا تجئ نتيجة الانتظار، ومن السذاجة أن يظل أحد رهن شئ منتظر قد لا يأتي أبدًا.

وأوضحت أن الخوف أو الخجل من شيوع فكرة بين الأقارب والجيران عن الزوجين مؤداها أن لديهما مشاكل زوجية، يدفعهما أحيانًا، لاسيما الزوجة، إلى تحمُل الرتابة والملل، وتحمُل حياة الانفصال النفسي بجفافها وجفائها، منوهة إلى عدم اعتماد الزوجين مبدأ المصارحة بينهما، وتجنب المناقشات التي تتناول تحليل المشاكل، وتجنب فتح المواضيع التي تحتاج إلى المصارحة في معالجتها، ما يؤدي إلى إقامة حاجز بينهما، ويظل ذلك الحاجز يزداد ارتفاعًا بزيادة عدم الصراحة في التعامل.

وسلّطت عطية الضوء كذلك على اختلاف الميول والاهتمامات المشتركة بين الزوجين، وأن ذلك قد يرجع إلى اختلاف المستوى الثقافي الذي يؤدي بدوره إلى اختلاف طرق التفكير وأساليبه، مما يجعل التفاهم بين الزوجين عملية صعبة ومعقدة، وبالتالي يصير الاختلاف بينهما على كل صغير وكبير، وأيضًا العنف المتبادل بين الزوجين، فهو يثير مشاعر الكراهية والنفور بين الزوجين.

واختتمت حديثها بقوله: يظن كثير من الأزواج أن العلاقة الحميمة بين الزوجين منفصلة عن العلاقات الشخصية، وأنها مستقلة عن مسألة الخصام أو الرضا بينهما، فيلجأ كثير منهم إلى طلب ممارسة تلك العلاقة الخاصة جدًا بعد الخلافات الزوجية، من دون مراعاة شعور المرأة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رشا عطية تحذر من تسلُّل الطلاق الصامت إلى العلاقة الزوجية رشا عطية تحذر من تسلُّل الطلاق الصامت إلى العلاقة الزوجية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia