تجربة الحمل تصيب المرأة بتغيّرات ولكل حالة ظروفها
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الدكتورة نادية غزالي لـ "العرب اليوم":

تجربة الحمل تصيب المرأة بتغيّرات ولكل حالة ظروفها

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تجربة الحمل تصيب المرأة بتغيّرات ولكل حالة ظروفها

الدكتورة نادية غزالي
مراكش ـ ثورية ايشرم

كَشَفَت أخصائية في الطب النفسي الدكتورة نادية غزالي في حديث خاص إلى "العرب اليوم" عن أن الحمل تجربة صعبة تحمل الكثير من التغيرات للمرأة، وهو وقت حساس لنموّ المرأة كأُمّ ولنموّ طفلها، وعلى الرغم من أن جميع حالات الحمل تحمل أعراضًا متشابهة، إلا أن كل حالة حمل لها تحوُّلات فريدة من نوعها، والتي تتجلَّى في تحولات خاصة في الجسم، والهرمونات، والتوقعات، والموقف تجاه الضغوط الثقافية المحيطة بها، وذلك ما يجعل تجربة الحمل تختلف بين النساء، وطوال مراحل الحمل تشترك الأمهات الحوامل في المرور بحالات نفسية مختلفة".
وأضحت الدكتورة ان "التغيرات النفسية التي تحدث في الغالب هي تغييرات طبيعية ومتوقعة، فكل علامة من علامات الحمل تؤدي الى التغيرات النفسية لدى النساء، فالأمهات يبدأن في مواجهة التغيرات النفسية فورًا بعد معرفتهن بالحمل، وقد تكون هذه المشاعر هي الفرح والترقب اذا كان هذا الحمل مُنتَظَرًا، وقد يؤدي ذلك الى مشاعر متضاربة من الافكار اذا كان حملا غير متوقع او مرغوب".
 وأكّدت غزالي انه "خلال الأشهر الثلاثة الأولى، تواجه الحوامل غالبًا تغييرات عاطفية سريعة، حيث تزداد مستويات العاطفة والانفعال لدى المرأة وتنخفض فجأة بصورة كبيرة، وقد تصبح المشكلات التي تبدو تافهة عادة مزعجة، وتصيبها بالاكتئاب، هذه التقلبات المزاجية تبدو واضحة في بعض الامهات أكثر من غيرها من الأمهات، فتغيرات المزاج عادة ما تتأثر بطبيعة المرأة الشخصية، والدعم العاطفي الذي تتلقاه، والهرمونات، وعوامل الاجهاد والاهم من ذلك ان الأشهر الثلاثة الأولى للحمل يرافقها مخاطر الإجهاض بنسبة حوالي 20 ٪ فتتطلب الراحة التامة وقد تتسبب هذه المشاعر بالمخاطر بالقلق والتوتر لدى المرأة الحامل والتفكير بشأن ما إذا كان حملها سيستمر أم لا."
وأشارت الدكتورة نادية إلى ان "العواطف المكثفة من الثلث الأول من الحمل تصبح أخف مع اقتراب المرأة من الثلث الثاني من الحمل، خلال الشهر الرابع وحتى السادس من الحمل، تختفي المخاوف من الإجهاض وعدم الراحة الجسدية في الأشهر الثلاثة الأولى، وقد تزداد الرغبة الجنسية للمرأة في هذه المرحلة، نظرًا إلى زيادة إفرازات المهبل وتدفق الدم الى منطقة الحوض، ولكن من ناحية أخرى، فالثلث الثاني من الحمل قد يثير القلق لدى النساء بشأن زيادة الوزن، فالوزن الزائد في كثير من الأحيان يجعل الأمهات يشعرن بفقدان الجاذبية والثقل، ونتيجة لذلك، قد تشعر المرأة بالقلق بشأن ما إذا كان شريكها لا يزال يراها جذابة".
وشدّدت نادية على أن "مشاعر الترقب تزداد عندما تصل الأمهات للربع الثالث من الحمل، حيث تبدأ الحامل جسديًا وعاطفيًا في الاستعداد للولادة، وعادة ما تكون مشاعرها متناقضة تجاه استقرار الحمل، وخصوصًا الأم للمرة الأولى قد تشعر في كثير من الأحيان بالقلق في ما يتعلق بالولادة، كما قد تشعر بالقلق حول دخولها لعالم الأمومة، وتساهم الرعاية والاهتمام من الشريك وأفراد الأسرة والأصدقاء في بث الاطمئنان لدى الام الحامل، مما يجعل العديد من الحوامل في الشهر الأخير من الحمل يشعرون بالتميز".
وأشار إلى أن "التغيرات النفسية الناجمة عن الحمل قد تؤثر تأثيرًا كبيرًا على حالة الأُم، جنبا إلى جنب مع نمو الطفل داخلها، فالجنين طوال فترة نموه في الرحم يتلقى باستمرار رسائل من الأم، فقد أظهرت الدراسات أن الجنين يحصل على إشارات كيميائية من خلال المشيمة، التي تشمل بعض علامات الحالة النفسية للأم، وتوضح الدراسات زيادة احتمالية الولادة المبكرة لدى الأطفال الرضع من أمهات مررن بحالة نفسية صعبة، مما يجعل الام والجنين في حاجة إلى الرعاية الطبية المتخصصة، وفي دراسة حديثة أجريت لفهم كيفية تأثير الحالة النفسية للأم على وضع الجنين، تم فحص النساء الحوامل من عوامل الاكتئاب قبل وبعد الولادة، وأظهرت النتائج أن ما يهم في تنمية الرضع كان ترابط البيئة قبل وبعد الولادة، وهذا يعني أن الأطفال الرضع الذين كان وضعهم أفضل هم الذين لديهم أمهات  في حالة صحية جيدة قبل وبعد الولادة او اكتئاب قبل وبعد الولادة، بينما ظهر تباطؤ في تطور الاطفال الرضع عند تغير الصحة النفسية للأمهات التي كانت في حالة صحية قبل الولادة ثم أصيبت بالاكتئاب بعد الولادة ، أو العكس بالعكس".
واختتمت الدكتورة كلامها بقولها: إن "الأشهر التسعة للحمل تشكل ضغطًا نفسيًا على الحامل التي ستصبح أمًا، ويمكن التماس المشورة من المتخصصين كطبيب نسائي أو طبيب نفسي لمساعدة الأمهات الحوامل في فهم ما يمر بها، كما يمكن للمرأة الحامل البحث عن الدعم لدى شريك حياتها، والأسرة، والأصدقاء، ومن المهم جدًا للأم عدم تجاهل حالتها النفسية، وذلك للحفاظ على صحتها وصحة طفلها المقبل إلى الحياة".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة الحمل تصيب المرأة بتغيّرات ولكل حالة ظروفها تجربة الحمل تصيب المرأة بتغيّرات ولكل حالة ظروفها



GMT 17:05 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

الزاواوي يؤكد أن 5 آلاف حامل فقط تلقين لقاح كورونا

GMT 18:08 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الوزير يؤكد تلقيح ما بين 60 و70% ممن فاقت أعمارهم 40 سنة

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia