القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشف العديد من الخبراء والاختصاصيّون لـ"العرب اليوم" لماذا يفضّل الرّجل الزّواج من فتاة صغيرة السّن، حيث فسّرت أستاذ الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي تلك الظاهرة قائلة "معظم الرجال يرغبون في الزواج في فتاة صغيرة السن أو على الأخص الفتاة الأقل من 25 عاما حتى لو كان عمر هذا الرجل فوق الأربعين عاما، حيث يعتقدون أن تلك الفتاة سيكون لديها القدرة على الإنجاب والخصوبة لديها تكون عالية عن تلك الأكبر من 25 عاما وهذا الاعتقاد غير صحيح علمياً. وأضافت "وعلى الجانب النفسي، فالرجال دائما يرغبون في أن يكونوا هم المسيطرون، لذا يرغبون في الزواج بفتاة العشرين عاما من أجل السيطرة على تفكيرها ومعتقادتها والتحكّم بها كيفما يرغبون، فتلك الفتاة تشعرهم برجولتهم بشكل أكبر من الفتاة الكبيرة في العمر، ولكن للأسف الشديد هذا يعد مؤشرا خطيرا لأن عمر الزواج ارتفع، خصوصا مع ارتفاع نسبة البطالة وأصبحت العديد من الفتيات اللاتي تخطين الثلاثين عاما دون زواج، وإذا ساد هذا الاعتقاد، وهو زواج الرجل بفتاة صغيرة السن، سيؤدي هذا إلى ارتفاع معدل العنوسة في مصر بشكل كبير للغاية".
أما عن الجانب الجنسي فتقول اختصاصية العلاقات الزوجية الدكتورة هبة قطب، "الرجل يرغب في الزواج بفتاة صغيرة السن ظنا منه أنها ستشبع غرائزة الجنسية بشكل أكبر من تلك الفتاة الأكبر سنا وتكون قادرة على استعادة شبابه معها بشكل دائم، أما الفتاة في عمر الثلاثين تكون غير قادرة على ذلك، وللأسف هذا الاعتقاد شائع ومنتشر كثيرا بين الرجال حتى أنه منتشر في مناطق الريف أكثر منه في الحضر والمدن الكبرى ذات الثقافة الواسعة".
وأضافت "ولكني أؤكد أنه لا علاقة بين صغر عمر الفتاة والممارسة الجنسية ولا علاقة أيضا بين صغر عمر الفتاة وزيادة قدرتها على الإنجاب، لأن كل فتاة تختلف عن الأخرى ولا توجد قاعدة ثابتة في هذا الأمر، لذا على كل رجل ألا يستثني الفتاة الأكبر من ثلاثين عاما من الزواج لأنها ربما تكون قدرتها الجنسية وقدرتها على الإنجاب تفوق تلك الأصغر سنا.
ويقول استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم الدكتور أحمد خيري "الفتاة الأكبر من 35 عاما تكون قادرة على الإنجاب ولكنها تتعرض لمخاطر الحمل أكثر من الأصغر عمرا، ولكن بالنسبة للقدرة على الإنجاب فالمرأة تكون قادرة على الإنجاب حتى تصل إلى سن اليأس أو الفترة التي تنقطع عنها الدورة الشهرية.
وهناك كثير من الفتيات في عمر العشرين عاما وأقوم بمعالجتهن من التأخر في الحمل، إذن فالقدرة على الانجاب تتفاوت بين الفتيات ولا يمكنني أن أقول إن الفتاة في عمر العشرين عاما تتفوق على الفتاة في الثلاثين في الإنجاب .
أما بالنسبة للجماع فلا يوجد قاعدة علمية أو طبية تقول إن فتاة العشرين عاما قادرة على ممارسة الجماع بشكل يتفوق على الثلاثين عاما لأن هذا الشأن يتفاوت بين الفتيات بعضهن البعض.
ويقول استشاري العلاقات الاجتماعية الدكتور مدحت عبد الهادي "هذه الظاهرة منتشرة بالفعل في تلك الأيام حيث نجد الرجل في عمر الأربعين عاما وهو العمر الطبيعي الذي يصل إليه الرجل بعد أن يكون قد استطاع أن يعمل ويدخر من أجل الزواج، يرغب في الزواج بفتاة أصغر من خمسة وعشرين عاما، بل ويشترط هذا ويرفض نهائيا الفتاة الأكبر في العمر، وهذه الظاهرة إذا انتشرت بشكل أكبر ستؤدي حتما إلى ارتفاع معدل العنوسة في مصر بشكل كبير لأن الفتاة الأكبر من خمسة وعشرين عاما ستنعدم قدرتها على الزواج.
وأضاف "لابد أن يعلم الرجل أن الفتاة الأكبر في العمر تكون ناضجة في التفكير وفي قدرتها على تحمل أعباء الزواج أكثر من تلك الأصغر في العمر لذا فإن الزواج بالفتاة الصغيرة في العمر ليس في مجمله مليء بالمميزات فلكل فتاة ولكل عمر مميزات وعيوب وعليه أن يعي هذا جيدا، لأن معظم حالات الطلاق تكون بسبب عدم وجود تكافؤ في العمر بين الرجل والمرأة وبسبب صغر عمر الفتاة وعدم قدرتها على تحمل المسؤولية الضخمة التي تكون ملقاة على عاتقها بعد الزواج، وذلك الأمر يجب التفكير به جيدا قبل الإقدام على الزواج واختيار شريكة الحياة.
أرسل تعليقك