خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

المسجد الحرام
مكة المكرمة - تونس اليوم

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط المسلمين بتقوى الله وعبادته وطاعته.

وقال فضيلته في خطبته التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام :" إن في غَمْرةِ السَّعيِ إلى إدراك الـمُنى، وبلوغ الآمال والظفَر بالرّغائب، يغفل أو يتغافل فريقٌ من النّاس أنّ عاقبةَ هذا السعي لن تكون وَفْقَ ما يأمَلُ على الدّوام، ولذا فإنّه حين يقَع له بعضُ حرمانٍ ممّا يحبّ، وحين يُحال بينه وبين ما يشتهي تَضيق عليه الأرضُ بما رحُبت، وتضيق عليه نفسه، ويُزايِله رشدُه، فيُفضي به ذلك إلى التردّي في وَهدَة الجحود لنعمِ الله السابغة ومننِه السّالفة، فيصبِح ويمسي مثقَلاً بالهموم، مضطربَ النّفس، لا يهنأ له عيشٌ ولا تطيب له حال ، وإنّ الباعث على هذا ـ عباد الله ـ هو الخطأ في معرفة حقيقةِ العطاء وحقيقة المنع، وتصوُّرُ أنَّهما ضدَّان لا يجتمعان، ونقيضانِ لا يلتقيان".

وأضاف أن السلف الصالح كان لهم وقفاتٌ محكمات لبيان الحقّ والدّلالة على الرّشد، والهداية إلى الصّواب، فقد نقل الإمام سفيان الثوري رحمه الله عن بعض السلف قولَه: «إنّ مَنْعَ اللهِ عبدَه من بعض محبوباته هو عطاءٌ منه له؛ لأنّ الله تعالى لم يمنعه منها بخلاً، وإنما منعه لطفًا».

وأشار فضيلته الى أنّ ما يمنّ الله به على عبده من عطاءٍ لا يكون في صورةٍ واحدةٍ دائمةٍ لا تتبدّل- وهي صورة الإنعام بألوانِ النّعم التي يُحبّها ويدأبُ في طلبها - وإنما يكون عطاؤه سبحانه إلى جانِب ذلك أيضًا في صورةِ المنع والحَجب لهذه المحبوبات؛ لأنّه -وهو الكريم الذي لا غايةَ لكرمه ولا منتهى لجودِه وإحسانه وهو الذي لا تعدِل الدنيا عنده جناحَ بعوضة.

وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام أنّ الواقعَ الذي يعيشه كلّ امرئٍ في حياته لَيُقيم الأدلة البينة والبراهين الواضحة على صدق وصحّةِ هذا الذي نقله سفيان رحمه الله، فكم من مُؤمِّلٍ ما لو بُلِّغَ أملَه لكانتْ عاقِبةُ أمرِه خُسْرًا، ونهايةُ سعيِه حَسْرةً وندَمًا، وكمْ من حريصٍ على ما لو ظفِرَ بما أراد لأعقبَه ظَفَرُه هزيمةً يجرُّ أذيالها ويتجرَّعُ مَرارَتَها، ولذا وجَّه سبحانه الأنظارَ إلى حقيقة أنَّ المرء كثيرًا ما يُحبُّ من حظوظ الدنيا ما هو شرٌّ له ووبال عليه، ويكره منها ما هو خيرٌ له وأجدرُ به، فقال عزّ اسمه: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).

وأفاد فضيلته أن الله سبحانه وتعالى أمر النبي صلوات الله وسلامه عليه بعدم النظر إلى ما مُتِّع به المترَفون ونظراؤهم من النّعيم، مبيِّنًا له أنّه زهرة ذابلة ومتعة ذاوية، امتحنهم بها وقليلٌ منهم الشّكور، فقال تبارك وتعالى: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ).

وبين الشيخ خياط أن أهل العلم بينوا أنَّ الذمَّ الواردَ في الكتاب والسنة للدّنيا ليس راجعًا إلى زمانِها الذي هو اللّيل والنهار المتعاقبان إلى يومِ القيامة، فإنَّ الله جعلهما خِلفةً لمن أراد أن يذكَّر أو أراد شكورًا، وعن عيسى عليه السلام أنّه قال: «إنّ هذا الليلَ والنهار خِزانتان، فانظروا ما تضعون فيهما»، وليس راجعًا إلى مكانِ الدنيا الذي هو الأرضُ التي جعلها الله لبني آدم مِهادًا وسكنًا، ولا إلى ما أودَعه الله فيها من الجبال والبِحار والأنهار والمعادِن، ولا إلى ما أنبتَه فيها من الزُّروع والأشجارِ، ولا إلى ما بثّ فيها من الحيوان وغير ذلك، فإنّ ذلك كلَّه من نعمةِ الله على عباده بما جعل لهم فيه من المنافع وما لهم به من اعتبارٍ واستدلالٍ على وحدانيّة خالقه وقدرتِه وعظمَته ، وإنما الذمُّ الوارد لها راجعٌ إلى أفعال بني آدم فيها؛ لأنَّ غالبَ هذه الأفعال واقعٌ على غير الوجه الذي تُحمَد عاقبته، وتؤمَن مغبَّته، وترجَى منفعتُه.

قد يهمك ايضاً

مصريات يطلقن زغاريد جماعية في المسجد الحرام لسبب صادم

 شاهد: تعريف السلف الصالح في القرآن الكريم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia