لبناني يخيط فمه ويتوقف عن شرب الماء احتجاجًا على الظلم
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

لبناني يخيط فمه ويتوقف عن شرب الماء احتجاجًا على "الظلم"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - لبناني يخيط فمه ويتوقف عن شرب الماء احتجاجًا على "الظلم"

اللبناني فادي إبراهيم رعد
بيروت - العرب اليوم

أعلن اللبناني فادي إبراهيم رعد، الإثنين، دخوله مرحلة جديدة في مشواره الاحتجاجي ضد ما أسماه "السلطة اللبنانية الظالمة"، وذلك بالتوقف عن شرب أي شيء بما في ذلك الماء، بعد 11 يومًا من الإضراب عن الطعام.

ويجلس فادي رغم المطر والبرد في خيمة بلاستيكية صغيرة نصبها وسط ساحة النور، الواقعة على مدخل مدينة طرابلس، بعد أن خاط فمه بنفسه، تأكيدًا على أنه توقف نهائيًا عن تناول الطعام حتى تحقيق مطالبه، بعدما طالب منذ البدء بإسقاط الجنسية اللبنانية عنه، لأنها لم تعد تسعفه في شيء لعلّ دولة تحترم الإنسان تمنّ عليه بجنسيتها، بحسب تعبيره.

ويضيف فادي "لن أفك الاعتصام حتى أحصل على تعهد علني من مسؤولي الدولة وأمام جهة دولية ضامنة، ببدء الإصلاحات والتغييرات في طرابلس بتاريخ مُحدّد وواضح يحفظ حقوقنا، إذ لم يعد ينفع الكلام الذي لا تتبعه أي أفعال"، وأضاف "اليوم دخلت في اعتصامي مرحلة جديدة، وتوقفت عن شرب الماء، وكل أنواع السوائل، احتجاجًا على هذه السلطة الفاسدة".

الاعتصام الفردي لفادي لم يحظَ باهتمام، قبل حادثة إحراق المواطن جورج زريق نفسه في ملعب مدرسة أولاده قبل أيام، شمال لبنان أيضًا، ليس بعيدًا عن طرابلس، بعد عجزه عن تسديد المبالغ المُستحقة عليه، لكن هذه الحادثة التي هزّت الرأي العام لفتت إلى اعتصام فادي، خوفًا أن يصل إلى نتائج غير محمودة.

أقرأ يضًا

- لبنان تتلقى طمأنات دولية باستمرار المساعدات وتترقب نتائج "سيدر"

ويعلّق فادي على الحادثة متأسفًا "لجأ جورج إلى تصرف متهور وما كان له أن يتسرع، عانى من أزمة مالية، وكان ينبغي أن يأتي هنا ليعتصم معي، لنري هذه الطبقة السياسية الفاسدة، أننا مسلمون ومسيحيون متوحدون ضدهم".

وفي سياق متصل، زارت نائب طرابلس، ديما جمالي، فادي يوم الأحد، بتكليف من رئيس الوزراء سعد الحريري، لكن الزيارة لم تأتِ بنتائج إيجابية، وعنها قال"لأنني لم أسمع كلامًا جديًا، كل ما عرضوه علي هو مظروف من المال رفضته للتو، أنا لا أحتجّ بانتظار رشوة، أكثر من ظرف وصل إليّ من سياسيين لأفك الاعتصام، لكنني لست رخيصًا إلى هذا الحد، ولن أقبل الرشاوى، ومصرّ على مطالبي"، فيما يؤكد الشبان المتحلقون حول فادي، أنه يرفض أي مال يُقدم له، وهم شهود على ذلك.

ويقول فادي عن المرحلة الثالثة من التصعيد "قبل أن ألفظ أنفاسي الأخيرة، أتركها مفاجأة، ولن أبوح بمعلومات أكثر"، ويصف ما يبادره به السياسيون، واهتمام الإعلاميين، بأنها مجرد "سيناريوهات هزلية"، وأنهم يسعون لاستغلال حالته دون أي جدية في التعاطي مع مطالبه، فقال"أموالهم التي يرسلونها مع المحاسيب ترد لهم، وإن فكروا في قتلي للتخلص مني فليتفضلوا".

فادي رعد الذي تركته زوجته وانفصل عنه ولداه بسبب أوضاعه الصعبة، يعتبر نفسه "ضحية القهر والحرمان، وبالدرجة الأولى ضحية الظلم القضائي المُسيس الذي لا يتعامل باحترام وعدالة إلا مع أزلام السياسيين"، درس الكهرباء، وتعلم الإنجليزية بجد، وظن أنه سيصنع مستقبله بعرق جبينه، شارك في الحرب الأهلية اللبنانية حين كان شابًا صغيرًا وسرعان ما ندم، ترك لبنان وحاول العثور على فرصة في هولندا، ومن ثم في ألمانيا عام 1985 التي بقي فيها لاجئًا سياسيًا 4 سنوات، ثم عاد إلى لبنان، ومني بخيبات مرة أخرى، غادر من جديد إلى روسيا ولم يُوفّق، حاول العمل في ليبيا وتونس ومصر ولم يجد فرصة، "لأن أحدًا لم يعد يقبلنا"، بحسب قوله.

وفي عام 1997 كانت قد انتهت الحرب، وعاد للعمل في لبنان ويكسب ما يكفي لإعالة عائلته دون جدوى، فيروي "كانت آخر محاولاتي لترك لبنان عام 1998 وصلت إلى جزر الكاريبي في محاولة للذهاب إلى أميركا ولم أفلح، من حينها وأنا أحاول تدبر أمري"، كما يصف البلد بأنه "مليء باللصوص وبالحقد الطائفي"، ويلقي بالمسؤولية على "عصابة حاكمة عودّت الناس على الذل والخنوع، وجعلتهم يدمنون الكرتونة (التي توضع فيها المساعدات الغذائية)، والخمسين ألف ليرة (نحو 32 دولارًا) مقابل الصمت، وأنا لا أستطيع أن أصمت، آن الأوان أن أصرخ بأعلى صوتي: أعيدوا لنا كرامتنا المسلوبة، أعيدوا حقوقنا المنهوبة، نحن ننادي بالثورة".

لفادي ولدان أحدهما في الخامسة عشرة والآخر في السابعة عشرة، لا يراهما، وصار يسكن وحده في غرفة صغيرة، وما يزاوله من عمل لا يكفي لشيء، ويقول "بوجود المحسوبيات والشبيحة، لن يجد الأوادم عملًا لائقًا بكرامتهم"، كما يستغرب اللامبالاة "أنا أتحمل البرد والمطر والجوع ووجع الخيطان التي أقفلت بها فمي والشيء الوحيد الذي لا أزال أستطيعه هو الكلام، وإذا لم يهتز ضمير في المقابل، فمعناه أن لا أمل في هذا البلد، ولا أستغرب، فالإنسان حين يفقد كرامته، يفقد إحساسه أيضًا".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- جيش حفتر يقترب من تحرير مدينة درنة ومقاتلاته تقصف مواقع المسلحين التشاديين

- قوات حفتر تقصف مطارًا قرب حقل نفطي في ليبيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبناني يخيط فمه ويتوقف عن شرب الماء احتجاجًا على الظلم لبناني يخيط فمه ويتوقف عن شرب الماء احتجاجًا على الظلم



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اتيكيت التعامل مع الرجال الغاصبين

GMT 04:13 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مجلس أنماء شكا البناني نظم ندوة عن العنف الأسري

GMT 16:44 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يقرر الافراج عن نائب أمين سر حركة فتح بشروط

GMT 10:47 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

كومباس هاوس متعة السياحة العائلية في العطلات المدرسية

GMT 08:35 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

"رولز رويس جوست "" ألف ليلة وليلة " تصل إلى السعودية

GMT 06:30 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

فشل المشروعيْن الفارسي والعثماني!

GMT 13:50 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

"بيجو" تكشف عن الجيل الثالث الجديد من سيارات 308

GMT 22:03 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كوريا الجنوبية وأميركا تجريان تدريبات عسكرية واسعةً

GMT 12:13 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر Audi A1 2019 صغيرة سيارات اودي ينكشف بالتفصيل على الانترنت
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia