دعا "مجلس سورية الديمقراطية" طرفي الاشتباك في مدينة القامشلي، الجيش السوري وقوات "الأسايش" الكردية، إلى ضبط النفس، معتبرًا أن من يقف وراء الحادث يسعى إلى إفشال الحوار بين الأكراد ودمشق.
توقيت أحداث القامشلي
وقال المجلس، وهو الجناح السياسي لتحالف "قوات سورية الديمقراطية" العسكري الذي يشكل المقاتلون الأكراد نحو 80 % من وحداته، في بيان إلى "الرأي العام" صدر اليوم الأحد، "حدث اشتباك يوم أمس 8 سبتمبر/أيلول ما بين قوات تابعة للأمن السوري وقوات الأسايش في مدينة القامشلي لدى عبور دورية للأمن العسكري لحاجز الأسايش، نتج عنه وقوع خسائر من الطرفين".
وأضاف البيان "إن تزامن هذا الافتعال مع توقيت انعقاد القمة الثلاثية في طهران مدعى للتساؤل في الوقت الذي فتح فيه باب اللقاءات والتحدث عن مفاوضات بين السلطة السورية ومجلس سورية الديمقراطية، وكانت مثيرة للاهتمام التصريحات التي أدلى بها مسؤولون من "النظام السوري"، ونعتبرها تحريضية ومتضمنة لغة التهديد والابتعاد عن لغة الحوار".
الثأر قادم من الخونة
وكانت وسائل إعلام محلية نقلت عن محافظ مدينة الحسكة التابع للحكومة السورية "جايز الموسى" قوله "إن الثأر قادم من الخونة ولا تفاوض على الدم".
واضاف "الموسى" أن الحكومة السورية رفضت التبريرات التي قدمتها "قسد" على إن الاعتداء الغادر كان تصرفا فرديا من قبل عناصر الحاجز.
وأكد الموسى أن الحكومة السورية تنظر إلى كل المتعاونين مع الولايات المتحدة الأميركية على إنهم "خونة" ومحاولات التبرير بأن التصرف كان فردياً من قبل مجموعة الحاجز غير مقبول ولن يكون الرد إلا بالمثل من قبل الجيش العربي السوري في حال بقيت الآسايش وسواها من الميليشيات المتعاملة مع الأمريكيين على موقفها، ومحاسبة الخونة تتم من خلال العمل العسكري.
ونفى الموسى الأنباء التي تواردت عن عقد اجتماع تفاوض مع قيادات "قسد" في مقر مركز المصالحة في مطار القامشلي على إثر الحادثة، مشيرًا إلى أن "قسد" حاولت الاعتذار ولم يقبل اعتذارها ولا تفاوض على دم الشهداء، والثأر قادم.
دعوات لضبط النفس
وجاء في بيان مجلس قوات سورية الديمقراطية اليوم "إننا في مجلس سورية الديمقراطية نأسف لما حدث بالأمس في مدينة القامشلي، وندعو الأطراف لضبط النفس والابتعاد عن كل ما يثير الاستفزاز، ونرى أي تصعيد في هذا الوقت بالذات لن يخدم أي طرف وطني سوري يؤمن بلغة الحوار في إيجاد حل للأزمة السورية على أساس مساره السياسي".
وأردف "مجلس سورية الديمقراطية"، في تطرقه إلى مفاوضاته الأخيرة مع الحكومة في دمشق "لقد لبينا دعوة السلطة السورية إلى الحوار انطلاقا من مسؤوليتنا التاريخية وإيمانا بدورنا المؤثر وتعاملنا مع الدعوة وفق مشروعنا الديمقراطي وانتمائنا السوري، ونؤكد مرة أخرى بأننا دعاة حوار وطلاب سلام ومؤسسين حقيقيين للأمن والاستقرار في شمال وشرقي سورية".
إحباط أهداف المتربصين
ودعا المجلس إلى "بذل كل ما هو ممكن في إنجاح اللقاءات ما بين السلطة السورية ومجلس سورية الديمقراطية".
وختم المجلس بالقول "نؤكد لشعبنا السوري أن ما حدث في مدينة القامشلي يقف وراءه من يبغي إفشال محادثاتنا ولقاءاتنا ممن يتربصون بها إقليميا ودوليا".
ويذكر أن الاشتباك الذي حدث صباح السبت تسبب في مقتل 14 عنصرا من قوات الأمن العسكري التابع للجيش و 7 عناصر من قوات " الاشايس " الكردية و اصابة عدد آخر من الطرفين بالإضافة لمقتل مدني واصابة 4 آخرين
ويُشار أن مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة أقصى شمال شرق سورية على الحدود مع تركيا تخضع لسيطرة مشتركة بين قوات الجيش السوري والقوات الكردية كما توجد قربها قاعدة للقوات الأميركية.
أرسل تعليقك