دمشق ـ العرب اليوم
هاجم الرئيس السوري بشار الأسد ، الاثنين ، عملية جنيف السياسية بشدة، في موقف يتناسق مع النهج الذي اتبعته دمشق ، خلال الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، التي اختتمت الأسبوع الماضي بإعلان المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا فشلها، بسبب رفض وفد النظام خوض مفاوضات مباشرة مع وفد "هيئة التفاوض السورية".
كلام الأسد جاء خلال تصريحات صحافية، في أعقاب لقاء جمعه مع وفد روسي حكومي برئاسة نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين.
وقال الأسد "بكل تأكيد نعتقد بأن أي شيء أفضل من جنيف لأنه بعد ثلاثة أعوام لم يُحقق شيئًا ، الفارق الأساسي بين جنيف ومؤتمر سوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولًا إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، بالمقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم كما هو معروف، لا يعبّرون عن الشعب السوري ، ربما لا يعبرون حتى عن أنفسهم ببعض الحالات".
وأشار الرئيس السوري إلى أن بلاده ترحب بأي دور محتمل للأمم المتحدة، في مراقبلة الانتخابات المستقبلية في سورية، بعد التوصل إلى حل سياسي للأزمة، لكنه اعتبر ان قبول دمشق بدور للمنظمة الدولية سيكون مرتبطًا بمدى "احترام السيادة السورية".
وأوضح "سورية هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فعندما تأتي الأمم المتحدة لتلعب دورًا في هذه الانتخابات، أي دور، يجب أن يكون مبنيًا على ميثاق الأمم المتحدة المبني بدوره على سيادة سورية وعلى ما يقرره شعبها، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة ونستطيع القول أننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطًا بالسيادة السورية ، أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض ، هذا الكلام يجب أن يكون واضحًا اليوم ولاحقًا وفي أي وقت".
وبرغم إعلان موسكو هزيمة تنظيم "داعش" بفضل عمليتها العسكرية، إلا أن الأسد اعتبر أن هذا الأمر بمثابة تشتيت للأنظار عن "النصرة المدعومة غربيًا" ، والتي مازالت تنشط في البلاد.
وأضاف الأسد "القضاء على المراكز الرئيسية لداعش في سورية هو مرحلة مهمة وانتصار كبير، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الهدف من تركيز العالم على داعش فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن التطرف وفي مقدمته جبهة النصرة مازال موجودًا، وبدعم غربي ، داعش جزء من التطرف ولكنها ليست كل التطرف".
وهاجم الأسد التنظيمات الكردية التي تدير معظم المناطق في شرق سورية بشكل ذاتي، معتبرًا أن ذلك يحصل بمساعدة خارجية، وهذا يعد بالنسبة إلى دمشق "خيانة".
وتابع "كل من يعمل تحت قيادة أي بلد أجنبي في بلده وضد جيشه وضد شعبه هو خائن، بكل بساطة، بغض النظر عن التسمية. هذا هو تقييمنا لتلك المجموعات التي تعمل لصالح الأميركيين".
أرسل تعليقك