انطلقت اليوم السبت، أعمال المؤتمر الأول للحوار العالمي حول الإرهاب، في بغداد، بمشاركة عشرات الباحثين والشخصيات الدولية ولوردات من بريطانيا. وقال مدير إعلام الحشد الشعبي مهند العقابي، فى بيان أن "هيئة الحشد الشعبي نظمت، المؤتمر الأول للحوار العالمي حول الإرهاب، والذى يستمر على مدى يومين في فندق الرشيد وسط بغداد بمشاركة عشرات الباحثين والشخصيات الدولية ولوردات من بريطانيا " .
وأضاف أن المؤتمر يهدف للإطلاع على تجربة الحشد الشعبي فى عمليات التحرير وإغاثة النازحين طيلة السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيتمخض عن رؤية واضحة عن دور الحشد الشعبى فى عمليات التحرير وإغاثة ومساعدة النازحين باعتبارها قوات نظامية ودستورية. وأوضح العقابي أن اليوم السبت الأول سيشهد مناقشة ثلاثة محاور، الأول بدايات الهجوم الداعشى على المدن العراقية في صيف 2014، والثاني الجرائم التي ارتكبها التنظيم ومنها مجزرة سبايكر، والثالث المعركة ضد "داعش" ودور الحشد الشعبي بالتصدي له، مبينا أن ثلاث شخصيات سيتحدثون في اليوم الأول وهم البروفيسور إيهاب بدوي، وروبرت تولست، واللورد جريمي برفس.
هذا وأكد الأمين العام لمنظمة بدر، هادي العامري، أن "إيران هي التي قامت بشكل فعلي بدعم العراق وليس التحالف الدولي، خلال الحرب ضد تنظيم داعش". وقال العامري، خلال المؤتمر: "نحن نعيش في المراحل الأخيرة من الانتصار العسكري على "داعش"، لكن تبقى أمامنا مسؤولية كبيرة من الخطأ الكبير أن نتصور أن الانتصار العسكري على "داعش" سوف يكون نهاية المطاف، ومثل هذه المؤتمرات تأتي من أجل تسليط الضوء على الأسباب التي يحملها "داعش" وكل الأفكار المتطرفة، وكيفية الوقوف بوجه هؤلاء المتطرفين".
وأضاف أن "جذور الإرهاب في المنطقة تعود إلى الفكر المتطرف، وأصبح هناك خلط بين أفكار الإخوان وبين الأفكار الوهابية، ثم بالمدرسة الجهادية التي أنتجت بن لادن والزرقاوي، وعودة ما يسمى بالعرب الأفغان الذين قاتلوا في أفغانستان". وتابع قائلاً: "نؤكد أن الأميركان ارتكبوا خطيئة تحت ما يسمى بمحاربة المد الشيوعي الأحمر من الوصول إلى المياه الدافئة في المحيط الهادئ".
وأشار إلى أن "الفتوى موجودة والمال موجود والدعم اللوجستي وتجنيد الشباب، لذلك يتم تجنيد الكثير من الشباب في أفغانستان ضد الغزو (السوفياتي الأفغاني)، ومن هناك بدأت الأفكار المتطرفة التي أهلتهم للقيام بعمليات كبيرة، ومن ضمنها 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة".
وأكد العامري على أن "الاحتلال الأميركي والحملة التي قادها النظام في التسعينات، ثم استغلالها من قبل المتطرفين ونشوء الأفكار المتطرفة، خصوصاً من قبل رجال النظام وأجهزته القمعية في المخابرات والأمن الخاص". وأوضح أن "القاعدة استطاعت أن تدرب عدداً كبيراً من الشباب لقتال الاحتلال الأميركي، وهؤلاء كان شعارهم فعلاً مقاتلة الإرهاب، أما عمق المشروع فهو إسقاط التجربة الأميركية".
وتابع العامري أن "التفسير الخاطئ لسقوط النظام برئاسة الحقبة الديكتاتورية والنظام المتسلط على رقاب الشعب العراقي الذي عانى منه كثيراً، للأسف استطاع حزب البعث أن يقنع السنة بأن سقوط النظام هو سقوط الحكم السني، وعليهم أن يجسدوا كل الطاقات والإمكانات للوقوف بوجه النظام". وأشار إلى أنه "لم يتم القضاء على القاعدة في 2009 و2010 و2011، وبقيت الخلايا موجودة واستطاعت الابتعاد واتخذت من الأرياف مقراً لها".
وأردف الأمين العام لمنظمة بدر، أن "الربيع العربي الذي تحول إلى خريف عربي وانطلقت منصات الاعتصامات التي كانت تعتقد أنه لابد من إسقاط النظام من خلال الاعتصامات، وعندما فضت الاعتصامات قام داعش بهجوم مسلح استطاع من خلاله أن يسيطر على أغلب مدينة الرمادي والموصل والفلوجة والصقلاوية، ودخل العراق".
وزادَ قائلاً: "مع شديد الأسف سقطت محافظة نينوى في 9/حزيران/2014، وسيطر داعش على أغلب مدينة الموصل في الساحل الأيسر والأيمن، ثم تمدد بشكل كبير ليسيطر على أغلب الأراضي في هذه المحافظات (نينوى، صلاح الدين، الأنبار، ديالى، كركوك، ومحيط بغداد)".
ولفت إلى أنه "في هذه الظروف جاءت الفتوى المقدسة للمرجعية الدينية، وانطلق الشباب العراقي بشكل ملفت للنظر لحمل السلاح والدفاع عن العراق".
وأكد العامري أنه "مع شديد الأسف الموقف الدولي والرواية التي روتها (داعش) والمطبلين لداعش والحملة الإعلامية المعادية التي زامنت داعش، صدق بها الغرب والرئيس الأمريكي، وكان الرئيس الأمريكي السابق أوباما يقول إننا (لا نتدخل في هذه الحرب لأنها عبارة عن انتفاضة شعبية للسنة نتيجة الظلم الذي لحق بهم)".
وأوضح العامري أن "الموقف الأميركي بقي على هذا الحال إلى أن طرق "داعش" أبواب أربيل، حيث تغير الموقف حينها وتشكل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وصدقوا وقتها أن هناك داعش، وقبل ذلك كانوا يسمونها الثورة العربية". مشيراً إلى أنه "لذلك نشيد بفتوى المرجعية الدينية ودعم الجمهورية الإسلامية، ففي البداية لم يدعم التحالف الدولي العراق، والذي وقف مع العراق في بداية الأمر فقط الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتابع أنه "لولا الفتوى، خصوصاً بعد انهيار المؤسسة العسكرية واستجابة الشعب العراقي لهذه الفتوى، ودعم الجمهورية الإسلامية في بداية الأمر، لكان العراق قد انتهى".وأضاف العامري: "استطعنا في بداية الأمر أن نوقف تقدم داعش ثم ننطلق لعمليات تحرير منطقة تلو الأخرى، ثم بفتح طريق سامراء ثم طريق العظيم باتجاه آمرلي وفك الحصار عنها".
واختتم الأمين العام لمنظمة بدر بالقول: "نحتاج اليوم إلى عمل ومؤسسات فكرية، والمرحلة الفكرية الجديدة تختلف عن المرحلة السابقة التي كانت مرحلة عسكرية صرفة، ونحتاج إلى الجامعات ومراكز الأبحاث وباحثين لدراسة الفكر المتطرف ، لوضع كل الحلول المناسبة لمعالجته".
أرسل تعليقك