شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة

شبان من مدينة حلب
دمشق- العرب اليوم

بين حارات مدينة حلب القديمة المدمرة، وخاناتها المهجورة التي يخيم عليها الصمت المطبق، اختار مجموعة من الشبان الحلبيين تلك الأماكن ليمارسوا رياضة القفز "الباركور" على انقاض مدينتهم المدمرة، بهدف تفريغ الشحنات السلبية الموجودة بداخل كل شخص منهم وتحويلها إلى طاقة إيجابية.

هؤلاء الشبان الذين جمعهم حب رياضة القفز أرادوا إيصال رسالة للعالم بأن مدينة حلب المدمرة، ستخرج من تحت هذا الركام والاحجار المدمرة، وسيعود لهذه المدينة بريقها رغم وضعها الحالي.

ففي طريق يغطيه التراب وتتكدس على جانبيه الحجارة، يجري مجموعة من فريق باركور حلب، بخفة وهم ينادون بعضهم البعض بالقاب معينة، قبل أن البدء بالقفز والدوران في الهواء بحركات بهلوانية جميلة تمزق صمت المكان وتعطيه شيئا من الحيوية والضجيج.

وبعد تدريبات بسيطة وقفزات تجريبية على إحدى الأبنية المدمرة في حلب القديمة، وجدال بين اللاعبين، يقف اثنان من هؤلاء الشبان ليقفز كلا منهما بعكس الآخر دون ان يصدما بعضهما بين تلك الكتل الكبيرة من الأنقاض التي خلفتها الحرب، ليعلو بعدها التصفيق "لقد نجحنا".

ثم يتابع هؤلاء الشبان مسيرهم إلى مكان آخر يبدو خطيرا، ليقفوا على سوار احد الجدران القديمة الذي يطل على باب انطاكية بحلب القديمة، وهنا يبدو المشهد مرعبا منذ بدايته، إذ سيقوم هؤلاء الشبان بالقفز والدوران بالهواء والوقوف على حافة السور الذي لا يتجاوز عرضه الـ 50 سم ، ثم يتابعون الركض باتجاه حارة ضيقة وهم يقومون بحركات التشقلب في الهواء أثناء الركض.

وقال عمر كوشه البالغ من العمر 30 عاما، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق اليوم (السبت) إن الفريق تأسس منذ 4 سنوات في ظل ظروف الحرب الوحشية التي كانت تخوضها مدينة حلب" ، مبينا أن الفريق مؤلف من 7 إلى 10 لاعبين اغلبهم طلاب في الثانوية وطلبة الجامعة.

وأضاف كوشه يقول والذي وقف بين اطلال حارته التي عاش فيها فترة من الزمن، إن "رياضة الباركور مصنفة من الرياضات الخمس الأخطر في العالم"، مؤكدا " نحن كشبان نتعرض لضغوطات كبيرة خلال الحرب التي عصفت بمدينة حلب فشكلت بداخلنا طاقة سلبية فأردنا تفريغها وتحويلها إلى طاقة إيجابية عبر ممارسة رياضة القفز (الباركور)".

ولفت كوشه إلى أن هناك اقبالا من قبل أهالي حلب لمشاهدة هذه الرياضة الخطيرة.

ورياضة "الباركور" هي الانتقال من نقطة معينة إلى أخرى باستخدام القوة البدنية والقدرة على تطويع العقبات، كالحيطان والسلالم والأعمدة، لتصبح داعمة للحركة لا عائق لها.

وتعود جذور هذه الرياضة إلى فرنسا، حيث كانت في البداية أحد الفنون القتالية التي يتدرب عليها الجنود في الجيش، لكن ديفيد بيل، الأب الروحي لهذه اللعبة، طورها وانتقل بها إلى مستوى آخر أكثر شعبية.

أما "الركض الحر" فهو نوع أخر من الحركة قائم على التشقلب والدوران في الهواء والركض ولا يتضمن شرط الوصول من نقطة إلى أخرى كالباركور.

وتعني كلمة "باركور" بالفرنسية "الطريق أو الممر"، وهي بالنسبة لممارسيها تتجاوز كونها رياضة لترقى إلى مرتبة الفلسفة.

وتابع عمر يقول " نحن اردنا إيصال رسالة مفادها ان مدينة حلب التي دمرت كان لنا فيها ذكريات مختلفة ، ونحن عشنا وتربينا في هذه الحارات والازقة الضيقة .. وآن الآوان لهذه المدينة ان تنفض عنها غبار الحرب ويعود لها بريقها.

وأشار إلى أنه تم الاتفاق على اطلاق فيديو يحمل اسم "شباب من تحت الرماد"، مؤكدا أن هذا الفيديو لم ير النور ونتمنى ان نجد جهة ما تتبنى هذا العمل.

وأوضح كوشه أن هذه الرياضة خطيرة جدا وتتطلب لياقة عالية وتدريب مستمر، لافتا إلى أن الفريق يتدرب في الحدائق العامة وعلى الأنقاض في مدينة حلب المدمرة.

وعلى المستوى المحلي، أصبح هؤلاء الشبان مشهورين في حلب وفي مدن سورية أخرى حيث يمكن اعتبارهم الرواد في أداء الباركور، وهو أمر غير شائع على نطاق واسع في سوريا.

ويقولون إنهم يستطيعون التدرب على الباركور واللعب في كل مكان، لكنهم يحبون الأداء في حلب القديمة لإيصال رسالة.

وقال ياسر مارديني، وهو لاعب من الفريق، ل(شينخوا) بدمشق، "يمكننا أن نعمل بها وممارستها في كل مكان، ولكن في الغالب نمارس تلك الرياضة في حلب القديمة، من خلال القفزات والتنقل في الأماكن التي دمرت، لكي نرسل رسالة مفادها أن الحياة بدأت تعود إلى هذه المناطق".

وتجمع العشرات من أهالي مدينة حلب القديمة الذين عادوا للسكن في بيوتهم لرؤية ما سيقدمه هؤلاء الشبان الذي وصف أحدهم الفريق بأنهم "متهورين" لشدة الخطورة التي ترافق تلك الرياضة .

وعبر شادي (33 عاما ) عن دهشته لما شاهده من قفزات لهؤلاء الشبان وخاصة على سور باب انطاكية، وقال " لقد مسكت قلبي بيدي، وحبست انفاسي خشية أن يسقط احدهم بخطأ ما ويفارق الحياة"، لكنه لم يخف اعجابه بما قدمه هؤلاء الشبان.

وقال معتز وهو صاحب متجر في احد احياء حلب القديمة، واثناء مشاهدته لاحد اللاعبين وهو يقفز من أعلى قنطرة في سوق طويل ويتقلب بالهواء عدة مرات ثم يقف على قدميه، "احسنتم .. انتم شباب شجعان" في حركة منه لتشجيع الفريق على المضي قدما في تقديم الأفضل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة شبان من مدينة حلب يمارسون رياضة القفز على أنقاض مدينتهم المدمرة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 14:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 19:12 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 17:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:25 2021 الخميس ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل الزيادة في أجور ومنح عمال قطاع النسيج والملابس

GMT 04:00 2014 الخميس ,19 حزيران / يونيو

مهام عاجلة للحكومة الجديدة

GMT 05:29 2013 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

"مصدر" تسهم في رسم مستقبل جديد للطاقة النظيفة

GMT 01:19 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مدوّنة المكياج المحجبة نورا عافية سفيرة ماركة "CoverGirl"

GMT 06:22 2012 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

راندي أورتون يهزم ذا ميز في SmackDown
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia