القوى العراقية تؤدي لـمحاصصة جديدة وترجيحات باتبّاع عبد المهدي مناورة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

القوى العراقية تؤدي لـ"محاصصة جديدة" وترجيحات باتبّاع عبد المهدي "مناورة"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - القوى العراقية تؤدي لـ"محاصصة جديدة" وترجيحات باتبّاع عبد المهدي "مناورة"

رئيس الوزراء المكلف عادل عبدالمهدي
بغداد – نجلاء الطائي

تشترك غالبية القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية في رفع شعارات التغيير وتجاوز عامل المحاصصة"المعيار الطاغي في العمل السياسي" في توزيع المناصب ومراكز السلطة في البلد مسايرة لرغبة الشارع، لكنّها تواصل في واقع الحال جهودها للفوز بحصصها في حكومة رئيس الوزراء المكلّف عادل عبدالمهدي، وتحاول تسويق ذلك تحت جملة من المفاهيم الفضفاضة من قبل ترك الحرية للرئيس المكلّف في اختيار من يشاء، لكن من مرشّحي الأحزاب ذاتها.

وأثمرت اتفاقات سياسية فجائية عن انتخاب محمد الحلبوسي رئيسًا للبرلمان، وبعدها انتخاب برهم صالح رئيسا للجمهورية، وتكليف عادل عبد المهدي في زمن قياسي بتشكيل الحكومة،وذلك بعد عثرات كبيرة في تشكيل تحالفات ما بعد الانتخابات التشريعية التي شهدها العراق في مايو/أيار الماضي. 

وبدأ عبد المهدي مسار تأليف الحكومة بإطلاق موقع إلكتروني مكّن العراقيين لمدة يومين من تقديم طلبات ترشيح لمنصب وزير، في خطوة غير مسبوقة وغير مألوفة في العراق.

وكان على الرغم من أنّ إطلاق الموقع بدا أقرب إلى الخطوة الرمزية المعبّرة عن انفتاح الرئيس المكلّف على الجمهور العريض، فإنّها لم تسلم من نقد كتل سياسية ساعية إلى تأمين حصّتها في السلطة.

وواصلت الكتل السياسية الكبيرة في البرلمان مساعيها لتسمية مرشحين تابعين لها، لكنها تقدمهم على أنهم مستقلون.

ويقول المتحدث باسم ائتلاف "الفتح" الذي يضم قياديين من فصائل الحشد الشعبي، النائب أحمد الأسدي، لوكالة فرانس برس "كل الأحزاب تتعامل بالعقلية نفسها.. هذا الحزب أو ذاك لديه سبعة مقاعد أو ثمانية، ولديه نواب، وعنده وزارة سيفعل ما بوسعه للإبقاء عليها، لأنه يعتبرها استحقاقا انتخابيا".

و يرى الأسدي أن "توزيع الحقائب الوزارية سيكون مختلفا هذه المرة"، لافتًا إلى أن "المحاصصة ستكون وفق التحالفات السياسية وليس على أساس حصص المكونات، من الشيعة والسنة والكرد".

و يعتبر المحلل السياسي العراقي هشام العقابي أن عبدالمهدي "أمام معوقات كبيرة، ومهمّة صعبة"، إذ أن الكتل السياسية "تبدو في الظاهر متفقة، لكن في الحوارات الداخلية الجميع يريد الحصول على ما يعتبره استحقاقات له".

وأشار رئيس الوزراء المكلّف في مناسبات عدة إلى أن التجارب السابقة تؤكّد أن لا أحد يبقى مستقلًا إذا رشّحه حزب ما، وعليه فإنه ماض في خطة التوزير خارج الإطار الحزبي.

ويتماشى هذا الخطاب تقريبًا مع ما يدعو إليه الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي حل ائتلافه الأول في الانتخابات التشريعية.

ويصرّ الصدر على حكومة تكنوقراط بعيدة عن المحاصصة الحزبية التي تعتبر عرفا في العراق. وقال في تغريدة الأسبوع الماضي "إننا إذ منعنا الترشيح للوزارات إنما لأجل أن تكون بيد رئيس الوزراء، وليس هبة للكتل والأحزاب أو أن تكون عرضة للمحاصصة، بل لا بد أن تكون بيد التكنوقراط المستقل، وإلاّ كان لنا موقف".

ودعا الصدر نفسه إلى فتح باب الترشيح العام لذوي الاختصاص والكفاءات، لكن رغم هذه المعارضة والنبرة التحذيرية من الصدر، يشير مسؤول كبير مطلع على حراك تشكيل الحكومة، طالبًا عدم كشف هويته، إلى أنه "من المستحيل أن تطرح الكتل السياسية مرشحين من خارجها لمناصب وزارية".

ويرجّح أنّ "النسبة الأعلى من أسماء الوزراء المطروحين في الحكومة الجديدة ستكون بطريقة مفاجئة، كما حصل في الرئاسات الثلاث".

ويؤكد المسؤول نفسه أن الكتل الفائزة في الانتخابات ستقدم أربعة مرشحين لكل وزارة، ينتخب منهم رئيس الوزراء المكلف الشخص الذي يراه مناسبًا.

ويقول المسؤول نفسه إن قرار تسمية عبد المهدي جاء بعد موافقة المرجعية الشيعية العليا عليه، رغم أنه لا يوافي الشروط المطروحة التي أكدت عليها المرجعية نفسها، وخصوصا في ما يتعلق بعدم إشراك مسؤولين سبق أن شاركوا في السلطة خلال السنوات السابقة.

و يرى مراقبون للمشهد السياسي أن ذلك يجعل من عبدالمهدي "في دائرة المراقبة، إذ أنه كان الأنسب من بين المطروحين ولكن ليس المنشود".

و يلفت المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي إلى أن عبدالمهدي "سيسعى إلى اتباع خطوات المناورة والصمت السياسي".

ويكون نظام المحاصصة في العراق ليس من دون نتائج على عملية الحكم وطريقة تسيير شؤون الدولة، والتي من نتائجها اشتراك أوسع طيف من الفرقاء في الحكومة وانعدام المعارضة، وبالتالي غض النظر عن أخطاء الشركاء الأقوياء في السلطة، حتى وإن كان ذلك ينعكس سلبًا على صورة رئيس الحكومة، حفاظا على الاستمرارية وعدم الانقضاض عليه وإقصائه من المنصب.

ويؤكد الهاشمي أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي مثلا كانت لديه "استراتيجية عدم إغضاب الشركاء الأقوياء في السلطة."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوى العراقية تؤدي لـمحاصصة جديدة وترجيحات باتبّاع عبد المهدي مناورة القوى العراقية تؤدي لـمحاصصة جديدة وترجيحات باتبّاع عبد المهدي مناورة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 08:26 2021 الثلاثاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الغنوشي يدعو الرئيس التونسي للالتزام بالدستور الذي أقسم عليه

GMT 18:53 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز موديلات الـ"جمبسوت" موضة خريف 2020 تعرّفي عليها

GMT 15:12 2014 الإثنين ,24 شباط / فبراير

أميركي في الـ 101 من العمر يترشح إلى الكونغرس

GMT 14:05 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب يدّعي فوزه مُجددًا وأوباما يحذره بدعم "الرئيس المنتخب"

GMT 10:12 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الأشقر الخوخي يزيّن شعرك في صيف 2019

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر و مواصفات Huawei Y9 2019

GMT 03:46 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

أجمل موديلات فساتين سهرة بالترتر موضة خريف 2021

GMT 08:38 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

نبيلة عبيد تكشف عن أصعب شخصية جسدتها في السينما

GMT 10:28 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

درة زروق تخطف الأنظار في افتتاح القاهرة السينمائي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia