تساؤلات بشأن تعاون الحريري مع عون وعلاقة المستقبل والقوات تحت المجهر
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

تساؤلات بشأن تعاون الحريري مع عون وعلاقة "المستقبل" و"القوات" تحت المجهر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تساؤلات بشأن تعاون الحريري مع عون وعلاقة "المستقبل" و"القوات" تحت المجهر

سعد الحريري مع ميشيل عون
بيروت - فادي سماحه

أطلق وزير الداخلية، نهاد المشنوق، بتوقيعه مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في 6 أيار/ مايو المقبل، صفارة السباق الانتخابي الذي ستغلب التحضيرات له على الحياة السياسية في الأشهر المقبلة، لإعادة تكوين السلطة، وسط ترقب محلي وخارجي لميزان القوى الذي سينتجه قانون الانتخاب الجديد الذي يعتمد للمرة الأولى في تاريخه النظام النسبي، نظرًا إلى اهتمام دول كثيرة بتموضع السلطة في لبنان في إطار الصراعات التي تشهدها المنطقة.

ولعل إشارة بيان «مجموعة الدعم الدولية للبنان» بعد اجتماعها قبل 10 أيام في باريس، والذي كرس الاحتضان الدولي لاستقرار لبنان، إلى «التحضير للانتخابات النيابية تماشيًا مع المعايير الدولية» دليل على رصد المجتمع الدولي هذا الاستحقاق، واهتمامه بأن تنتج منه سلطة تلتزم المبادئ التي نص عليها البيان، بدءً بأهمية احترام النأي بالنفس عن الصراعات الخارجية وعدم التدخل فيها مرورًا بتطبيق القرارات الدولية ولا سيما القرارين 1701 و1559 و2373 و«استئناف المناقشات في شأن خطة الدفاع الوطني» المتعلقة بسلاح «حزب الله».

كما أن قول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«حزب الله» لم يعطيا رئيس الحكومة سعد الحريري «هامشًا سياسيًا واستخدماه واجهة لتغيير قانون الانتخاب»، يعبّر عن القلق الخليجي من أن تستفيد إيران من القانون الجديد للهيمنة على المجلس النيابي المقبل للإفادة من لبنان في ترسيخ نفوذها عبر حلفائها في الإقليم.

التحالفات... و«المستقبل» و«القوات»

وترى مصادر سياسية مواكبة لتوجهات الحريري بعد أزمة استقالته، أن ما قصده حين قال أن الانتخابات «ستكون بين خطين: من يريد الاستقرار والأمن والاقتصاد ومن يريد فقط الصراخ والمزايدة على سعد الحريري»، هو إشارة إلى أن تنفيذ قرار مجلس الوزراء بالنأي بالنفس الذي اعتبره مدخلًا للاستقرار سيكون في صلب المرحلة المقبلة، مؤكدًا أنه سيكون «أول من ينتقد أي خروج عن الالتزام به»، فضلًا عن أنه سيواجه التعبئة الانتخابية ضد تياره لجهة السياسة التي يتبعها بالحفاظ على هذا الاستقرار، متحصنًا بالتأييد الذي حصل عليه لنهجه بعد عودته عن الاستقالة.

وفي وقت يردد معظم الأقطاب أن حديث التحالفات الانتخابية لم ينضج بعد وأن ملامحه لن تظهر قبل شهر شباط/ فبراير المقبل، فإن التحضيرات لرسمها بدأت منذ الآن، وتسمية بعض الفرقاء بعض مرشحيهم تمهد لكشف الأوراق. ويتطلع الوسط السياسي إلى ما ستؤول إليه العلاقة بين «تيار المستقبل» وبين حزب «القوات اللبنانية» في ضوء التوتر الذي شاب علاقة الحليفين بعد استقالة الحريري، وفي ضوء تشديد الأخير على تحالفه مع «التيار الوطني الحر»، ويقر الحليفان المختلفان وفق مصادرهما بأن المعالجة تتطلب توافقًا على التوجهات السياسية قبل أي شيء، إذ لا تقتصر على إيجاد الحلول لمواقف ظرفية ظهرت.

وقال مصدر في «تيار المستقبل»، إن هناك جهدًا شبه يومي من أجل ما سماه الحريري الحاجة إلى توضيحات في ضوء اختلاف الأداء أثناء استقالته، وأن التواصل شبه يومي بين وزيري الإعلام ملحم رياشي والثقافة غطاس خوري بهدف «إعادة هيكلة العلاقة في الملفات الداخلية».

وأضاف المصدر أن سوء التفاهم بين الجانبين بدأ يظهر قبل الاستقالة وزادت حساسيته بعدها، بفعل الالتباسات في شأن موقف «القوات» من الاستقالة وظروفها في ضوء ما اعتبره بعض محازبي «المستقبل» في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي تحريضًا من «القوات» على الحريري لدى المملكة العربية السعودية بمهادنة «حزب الله»، ما تسبب في ردود من محازبي «القوات» وسجال دفعت الحريري إلى القول إن هناك تضخيمًا في وسائل الإعلام للخلافات.
خلاف «التيار الحر» و«القوات»

وفي تقدير المصدر في «المستقبل»، إن الحريري ورئيس «حزب القوات» سمير جعجع التقيا قبل الاستقالة وناقشا في أجواء إيجابية العلاقة، مشيرًا إلى أن حيثيات العلاقة تنقسم إلى شق داخلي وآخر يتعلق بالسياسة الخارجية. وعلى الصعيد الداخلي، نشأت حساسية لدى «القوات» من تحالف الحريري مع الرئيس عون، فيما المشكلة ليست مع زعيم «المستقبل» في هذا المجال بل مع «التيار الوطني الحر» نتيجة الخلاف على التعيينات الذي عبر عنه وزراء «القوات» في الحكومة، وعلى التنافس في الساحة المسيحية انتخابيًا مع بدء الترشيحات.

وبعض التجاذب أخذ بعدًا يتعلق بالحسابات المبكرة جدًا في شأن معركة رئاسة الجمهورية، وفي هذا المجال، لا علاقة لـ «المستقبل» بحسن تطبيق ورقة التفاهم في معراب بين الفريقين حين قرر جعجع دعم العماد عون للرئاسة، وفي المقابل، لم يكن بإمكان الحريري أن يلعب دورًا في مسألة حصة «القوات» في التعيينات، لأن القاعدة هي أن تتولى قيادة كل طائفة تسمية من تراه مناسبًا لمناصب الفئة الأولى.

وذكر المصدر أن الحريري معني بأن تكون للمسيحيين حصتهم، لكنه ليس في وارد الاختلاف مع رئيس الجمهورية بسبب الحصص المخصصة للمسيحيين في الإدارة، بسبب تحالفه مع جعجع، لاقتناعه بأن الخلاف بين رئيسي الحكومة والجمهورية يجمد البلد والمؤسسات، والتجارب على مر الأعوام أثبتت ذلك، مردفًا قائلًا: "لكن الحريري يعتقد أيضًا أن رغبته في عدم الاختلاف مع عون لا تعني أن يختلف مع جعجع، مثلما أن حلفه مع الأخير لا يفترض أن ينسف علاقته مع عون».

الملفات الداخلية والسياسة الخارجية

إلا أن أوساطًا مراقبة لعلاقة الجانبين ترى أن من أسباب تفاقم الخلاف شعور حزب «القوات» بأن خلافه مع «التيار الوطني الحر» ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، الذي برزت مظاهره داخل الحكومة "ملف الكهرباء ورد التيار بعرقلة مشاريع لوزارة الصحة وغيرها" وفي مواقف باسيل ضدها في عدد من المناسبات، يعود إلى خضوع «التيار البرتقالي لضغوط «حزب الله» عليه لفك تحالفه مع «القوات». وفي رأي المراقبين أن شعورًا نشأ لدى حزب «القوات» بأن باسيل يستفيد من تحالف عون مع الحريري لإبعاد «القوات» نزولًا عند رغبة الحزب ربطًا بالانتخابات النيابية ولحسابات مبكرة تتعلق برئاسة الجمهورية التي يطمح إليها باسيل مستقبلًا.

ويعتبر المصدر في «المستقبل» أن التباين في إدارة الملفات الداخلية بين الفريقين المسيحيين مختلف تمامًا عن الموقف من إدارة الحكومة والرئيسين عون والحريري للسياسة الخارجية والموقف من سياسات «حزب الله» وتدخلاته في الدول العربية، حيث إن رئيس الحكومة تصدى قبل الأزمة الأخيرة لتصرفات الحزب مذكرًا بخطوات أخذها بدءً بزيارة الجنوب قبل أشهر ردًا على تنظيم «حزب الله» رحلة لصحافيين إلى المنطقة الحدودية حيث ظهر مسلحون تأكيدًا للالتزام لبنان القرار 1701، وهو من زار الجرود الشرقية للتشديد على دور الدولة في تحريرها من «داعش» ردًا على سعي الحزب إلى مصادرة الانتصار على التنظيم الإرهابي.

كما أنه كان يتولى الرد بعد ساعات قليلة على الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في كل مرة يهاجم المملكة العربية السعودية سواء في شأن اليمن أو غيره، وهو في اليوم ذاته، لمغادرته بيروت إلى الرياض قبل يوم من الاستقالة رد على أحد خطب نصر الله، مشيرًا إلى أن «محاولة تغيير هوية لبنان العربية قرصنة» أثناء رعايته مؤتمرًا عن قرصنة الإبداع الإعلامي.

وذكّر المصدر بزيارة الحريري الكويت لاستدراك الأزمة معها وإدانة تورط الحزب في خلية العبدلي، مشيرًا إلى أن الحريري "ووزير الداخلية نهاد المشنوق وكتلة المستقبل" تصدر رفض التطبيع مع النظام السوري وهو الذي نزع الشرعية عن زيارات وزراء حلفاء لسورية إليها، وقبوله تعيين سفير في سورية سببه تكريسه مطلب إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.

وأضاف المصدر، أن الخلاف مع «حزب الله» الذي أدى الى اعتماد ربط النزاع، له وجهان، الأول يتعلق بسلاحه في ظل احتضان أكثرية كبرى في الطائفة الشيعية للحزب والذي يوجب مقاربة الأمر بطريقة لا تؤدي إلى فتنة داخلية، ما استوجب إحالة الأمر إلى الحوار على الإستراتيجية الدفاعية ومواصلة بناء الدولة وتسليح الجيش الذي يوظف رئيس الحكومة كل اتصالاته مع الدول من أجله قبل أن يعود إلى الرئاسة الثالثة، باعتراف الدول الغربية. فالحريري يعتقد أن هذه هي الوسيلة الفضلى لتحقيق التوازن الداخلي مع حفظ مؤسسات الدولة الأخرى. وهو أمر لا خلاف عليه مع «القوات». والوجه الثاني المتعلق بتدخله في الخارج، الذي تصدى له الحريري وفق قدراته في الأشهر الأخيرة للتأكيد من أن وجود الحزب في المحور الإيراني لا يعني أن الدولة اللبنانية في هذا المحور وصولًا إلى العودة إلى سياسة النأي بالنفس بقرار مجلس الوزراء.

وأوضح المصدر أن «الحريري سيراقب بدقة تنفيذ النأي بالنفس مثلما أن الدول المعنية تراقب، كما قال الوزير الجبير. وهو كي يتابع عمل الحكومة في هذا المجال، لا بد من أن يتعاون مع رئيس الجمهورية. وقد يكون الوزير الجبير على حق حين وضع عون والحزب في خانة واحدة، والأمر سيخضع للاختبار في المرحلة المقبلة. وهو سبق أن ناقش الأمر مع الجانب السعودي"، وانتهى إلى تأكيد أن معالجة الملفات الداخلية مع «القوات» قبل الانتخابات، تتم مع التوافق على السياسة الخارجية وعلى قاعدة حرص الحريري على تبريد السجالات.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات بشأن تعاون الحريري مع عون وعلاقة المستقبل والقوات تحت المجهر تساؤلات بشأن تعاون الحريري مع عون وعلاقة المستقبل والقوات تحت المجهر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 15:12 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 13:52 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 29-10-2020

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:32 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 18:53 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:09 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 13:42 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحمل الخميس 29 -10-2020

GMT 18:43 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجدي الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 16:04 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تمتع بالهدوء وقوة التحمل لتخطي المصاعب

GMT 04:52 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

تقرير يكشف سبب ونسبة انكماش الناتج المحلي العالمي

GMT 16:44 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 07:48 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر وتونس دروس من الماضي

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia