برلين - العرب اليوم
قال يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني الأسبق في مقارنة فريدة من نوعها، إنه يرى أوجه تشابه بين حرب الثلاثين عام والنزاعات المستمرة في سورية، مقارنًا خراب حلب مع مدينة خراب ماغدبورغ التي دمرت في تلك الحرب.
وصرح وزير الخارجية الألماني الأسبق يوشكا فيشر من حزب الخضر بأنه يرى أوجه تشابه قوية بين حرب الثلاثين عامًا، والنزاعات المستمرة في سورية حاليًا، موضحًا أنه يمكن مقارنة الخراب الذي حل على مدينة ماغدبورغ بشرق المانيا في عام 1631 خلال حرب الثلاثين عام بدمار حلب حاليًا.
وقال فيشر "70 عامًا" في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" ردًا على سؤال عما إذا كان يرى أيضًا أوجه تشابه لافتة للنظر بين حرب الثلاثين عام والحرب في سورية مثل كثير من المؤرخين "إذا كنت تقارن بين تاريخ حرب الثلاثين عاما والحرب في سورية، متشابهة تمامًا"، وفقًا لتعبيره.
وأوضح وزير الخارجية في حكومة المستشار السابق غيرهارد شرودر أوجه التشابه قائلًا "أولًا، هي ليست حربًا واحدة، وإنما هناك في الأساس حروب عدة حاليًا يمكن التفرقة بينها، بدأ الأمر كانتفاضة لتحقيق الديمقراطية وتحول إلى حرب في مواجهة الدولة الإسلامية، لدينا حاليًا حرب تركية-كردية، وهناك خطر قيام حرب إسرائيلية-إيرانية، كنا على وشك حدوثها مؤخرًا".
وتابع الوزير الألماني الأسبق المنتمي إلى حزب الخضر "لدينا أيضًا مواجهة بين القوى العالمية، لا يمكن استبعاد ذلك، السبب الأساسي عاد حالياً إلى الخلف والمذبحة تستمر، فيما اعتقد، إلى أن يتم استنزاف جميع الأطراف المعنية".
وردًا على سؤال عما إذا كانت الحرب في سوريا تتعلق أيضاً بالدين مثل حرب الثلاثين عام، قال فيشر "أوجه التشابه في إساءة استخدام الدين لأغراض سياسية سلطوية موجودة أيضاً. يتم استخدام النزاع الإسلامي الداخلي بين الشيعة والسنة من جانب إيران، وكذلك أيضاً من جانب قوى سنية مثل المملكة السعودية وغيرها، أي أن هناك الكثير والكثير للغاية من أوجه التشابه، لدرجة أنه يمكن مقارنة ماغدبورغ بحلب، إنه لأمر فظيع".
وتابع فيشر المنتمي إلى حزب الخضر "لا أرى أن القيام بتدخل عسكري غربي يعد أمراً ممكناً أو يمكنه ان يحقق نتيجة إيجابية"، مضيفًا "وأرى أيضًا أن روسيا دخلت هناك بسهولة، ولكنني اعتقد أنه من الصعب أن تخرج مجددًا".
وأضاف الوزير الألماني الأسبق قائلًا "إنه لأمر مروع حجم معاناة المدنيين هناك.
يجب ألا ننسى ذلك"، مؤكدًا ضرورة التوصل لتسوية بين جميع القوى من أجل إنهاء النزاع في سورية، ولكنه أشار إلى أن التوصل ليس منظوراً في الوقت الراهن.
وتجدر الإشارة إلى أن فيشر لم يتول مطلقًا منصب رئيس حزب الخضر الألماني، إلا أنه كان السياسي المهيمن للحزب لقرابة عشرين عامًا، وكان قد تولى منصب وزير الخارجية الاتحادي في الفترة بين عامي 1998 و2005 في الحقيبة الوزارية للمستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر، وأصبح منتقداً بارزاً على مستوى العالم لحرب العراق.
أرسل تعليقك