" برّر محمود. ا ارتكابه جريمة قتل زوجته بطة من دون قصد في اعترافاته أمام ضباط مباحث قسم شرطة المقطم في مصر قائلًا"قلت لها متخرجيش باللبس ده، فرفضت تجيب السحور".
ولم تتخيل الزوجة القتيل أن ملابسها، ورفض إحضار وجبة سحور لزوجها سينهيان حياتها، وأنها ستقف تستغيث بالمارة أمام منزلها لإسعافها من الإصابة، وستلفظ أنفاسها في الطريق إلى المستشفى.
وحدثت الواقعة في العقار رقم 33 بمساكن الياسمين في حي الأسمرات، في الشقة رقم 24 بالطابق الثالث، حيث مسرح الجريمة، هنا كان يقيم المتهم وزوجته وأطفالهما الستة، المسكن خالٍ من الأثاث، بخلاف سرير صغير وبعض المقاعد.. في الشرفة المطلة على الشارع الخلفي بالمساكن ما زالت آثار الجريمة، حيث دماء الضحية متناثرة في كافة أرجاء الشرفة.
وكانت البداية قبل 15 سنة، عندما تزوج المتهم من المجني عليها، وأقاما بشقة سكنية بمنزل أسرته في منطقة دار السلام، يوضح أحد المقربين من الزوج، رفض ذكر اسمه: "كانت حياتهما هادئة، حتى حدثت مشاجرة بين شقيقه وآخرين سقط فيها أحد القتلى، وتم القبض على شقيقه، ما اضطره إلى مغادرة المنطقة".
وقالت أم مروان "قبل شهر رمضان الماضي، غادر المتهم وزوجته وأطفالهما منطقة دار السلام، وانتقلوا للعيش في شقة سكنية- بمساكن الأسمرات، المتهم وأسرته كانوا منغلقين على أنفسهم، لا يتعاملون مع الأهالي إلا في أضيق الحدود.
يوم الواقعة
وتابعت "عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف مساء الأربعاء قبل الماضي.. الهدوء يسود المنطقة.. والزوجة "المجني عليها" تجلس رفقة أطفالها الستة، في شرفة المنزل، حتى حضر المتهم، ونشبت بينهما مشادة كلامية، تقول إحدى سكان العقار المواجه: بدأت أصواتهم تتعالى، وأمسك المتهم برأس زوجته وظل يضربها في الحائط قبل أن يجلب "مقصا" ويطعنها.
"ورددت المجني عليها عبارات الحقوني جوزي بيقتلني".. كلمات محاولة الاستغاثة بالجيران، سارعت بعدها شقيقة المتهم "عزيزة"، والمقيمة في الشقة المجاورة لهما، إلى مسكنهما لنجدتها.
توضح علياء. ن إحدى السكان، فوجئت بشقيقة المتهم والمجني عليها أثناء وقوفهما أمام العقار يستنجدان بالمارة لنقلهما إلى المستشفى "كانت غرقانة في دمها ومحدش من السواقين وقف لها".
"وأضافت أن شقيقة المتهم ردتعلى استفسارات المارة بشأن إصابتها قائلة"لوح زجاج وقع عليها، قبل أن يقف أحدهم لنقلها إلى مستشفى اليوم الواحد، بعد مرور قرابة نصف الساعة، وقف أحد الأهالي، وبعدما اطمأن أن إصابة الضحية نتيجة سقوط لوح زجاج، قام بنقلهما إلى المستشفى، لكنها فارقت الحياة أثناء إسعافها.
كان قسم شرطة المقطم تلقى إشارة من مستشفى جراحات اليوم الواحد، يفيد باستقباله حالة تدعى "بطة. ع. س" (ربة منزل) مصابة بجروح نافذة متفرقة بالجسم، وتوفيت أثناء إسعافها.
وتم استجواب شقيقة زوج المجني عليها "عزيزة. ف. ا" (ربة منزل)، وبسؤالها قررت قيام شقيقها "محمود. ف. ا" (سائق- زوج المجني عليها) بالتعدي على المجني عليها بالضرب بسلاح أبيض (مقص) محدثًا إصابتها المشار إليها التي أدت لوفاتها، إثر خلافات عائلية فيما بينهما، ولاذ بالفرار.
و تقنين الإجراءات، وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم، أسفرت إحداها عن ضبطه.
وبمواجهته أمام اللواء محمد منصور، مدير مباحث العاصمة، بالتحريات، وما جاء بأقوال شقيقته، اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بوجود خلافات زوجية سابقة بينه وبين المجني عليها، وأنه بتاريخ الواقعة وحال وجوده بشقته طلب منها التوجه لشراء "وجبة سحور"، فرفضت بسبب اعتراضه على ملابسها.
وأضاف أنه حدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، تعدى خلالها على المجني عليها بسلاح أبيض "مقص" محدثًا إصابتها التي أودت بحياتها وفر هاربًا، وتخلص من الأداء المستخدمة في الواقعة بإلقائها بالطريق العام.
وتم العثور على السلاح الأبيض "مقص" المستخدم في ارتكاب الواقعة، أسفل العقار الذي يسكنان فيه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.
أرسل تعليقك