القاهرة ـ العرب اليوم
بدأت "رندا. أ" إحدى شهود العيان على الحادث الشهير بـ"مذبحة أسرة الرحاب"، سرد حل لغز تفريغ إطارات سيارة المجني عليه -الابن الأكبر – "عماد. س"، بصوت حزين، قائلة: اعتدت السهر الدائم، ويوم الجريمة سمعت صرخات عديدة مصدرها الفيلا المقابلة، فهرولت لأرى ما يحدث عن قرب ولكني لم أكتشف شيئًا، بعد استنشاق نفسا عميقا استكملت "رندا" حديثها: شاهدت والدة المجني عليها زوجة رجل الأعمال عندما حضرت يوم اكتشاف الواقعة، تسب زوج نجلتها وتصفه بـ"النصاب العالمي"، وأنه أغرق ابنتها وأحفادها معه، وانهارت من البكاء أمام الفيلا قائلة "كان انتحر هو ذنب عياله وبنتي إيه.. إحنا عارفين من زمان إنك كده كده ميت".
لغز السيارة
وحلت "راندا. أ" لغز تفريغ إطارات سيارة الابن الأكبر، بتأكيدها أن من فرّغ الهواء من الإطارات هو أمن جهاز مدينة الرحاب، بهدف عدم تحركها من مسرح الجريمة حتى انتهاء التحقيقات حتى لا تنقلها شركة السياحة التابعة لها السيارة من مكان الجريمة، مشيرة إلى أن الشركة أرسلت مندوبها بعد الواقعة لاستلام السيارة وتحصيل مستحقاتها من المستأجر، لكن المندوب فوجئ بوفاة المستأجر وأسرته في ظروف غامضة.
اختفاء الكلب
وبتأثر شديد ارتسم على قسمات وجهها قالت "عبير. م" إحدى شهود العيان ومقربه من أبناء المجني عليهم: إن أصدقاء محمد عماد الابن الأكبر اتصلوا به عدة مرات متتالية، ولكن بدون رد، لمدة 5 أيام، وبوصول قوات المباحث عُثر على هاتف محمد عماد موصل بالشاحن الكهربائي، لذلك فهو الهاتف الوحيد الذي كان مفتوحا دائمًا ويستقبل المكالمات، وأضافت: أصدقاء عماد سألوا فرد أمن بجهاز مدينة الرحاب عن صديقهم فأخبرهم أن الأسرة هواتفهم مغلقة، ربما لسفرهم وتركهم المنزل لأخذ قسط من الراحة قبل الامتحانات، فسأله صديق عماد عن سبب تركهم سيارتهم وسفرهم بدونها، فأجاب فرد الأمن أنهم سافروا مع أشخاص آخرين بسيارتهم، وهاجمت عبير، فرد الأمن قائلة "لولا كسله كان زمان الجثث مدفونة ولكنه الإهمال".
وانتقلت عبير بالحديث إلى حرص أصدقاء عماد على إطعام كلب صديقهم الذي سافر فجأة بدون توديعهم، ونفت الشاهدة اختفاء الكلب كما زعم البعض، مؤكدة أن قلة نباح الكلب أثارت الشكوك حول اختفائه.
وكانت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد سلامة، أمرت بتسليم وسادة بها بقع من الدماء، إلى مصلحة الطب الشرعي بواقعة، انتحار مقاول بعد قتله زوجته وأبنائه الثلاثة، في مدينة الرحاب، بسبب تراكم الديون؛ لرفع البصمات من على الوسادة التي كانت بجانب جثة الأب، ولمعرفة إلى من تنتمي بقع الدماء التي توجد أعلى الوسادة وبجانبها.
وكشفت التحريات أن الأب كان يعمل رئيس مجلس إدارة إحدى المؤسسات التعليمية وبعد إحالته للمعاش، عمل في مجال المقاولات من خلال مشروع خاص به استثماري، كما أكدت التحريات مرور الأب بحالة سيئة لكثرة الضغوط النفسية التي كان يعاني منها.
تجدر الإشارة إلى أن شهود عيان على واقعة، أكدوا انتحار مقاول بعد قتله زوجته وأبنائه الثلاثة، في مدينة الرحاب، مؤكدين أن الحادث بدأ بانبعاث رائحة كريهة من داخل الفيلا التي كان يقطنها المقاول، وأضافوا أن أسرة المقاول كانت تعيش كأي أسرة عادية في سعادة إلا أن رب الأسرة قبل أسبوع من الحادث ظهر وعليه علامات الحزن، مشيرين إلى أنهم أبلغوا عن الحادث، وبعد انتقال الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث كشفت التحريات الأولية أن الجثث الخمس لمقاول وزوجته وأبنائه الثلاث، وأنه قتلهم لمروره بضائقة مالية وتجاوز ديونه مليوني جنيه.
وكشفت معاينة النيابة أن الأعيرة النارية المستخدمة في قتل الثلاثة أطفال والسيدة وزوجها، هي ذاتها الأعيرة المنطلقة من أداة الجريمة بجانب جثة المجني عليه "مسدس غير مرخص"، ووجود 6 طلقات نارية مستخدمة في الحادث، وتبين أن المقاول مُحرر ضده محاضر بسبب تأخره عن دفع الديون.
أرسل تعليقك