حملة تخويف تقودها الحكومة  الجزائرية من التفكير في تغيير الأوضاع السياسية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

حملة تخويف تقودها الحكومة الجزائرية من التفكير في تغيير الأوضاع السياسية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حملة تخويف تقودها الحكومة  الجزائرية من التفكير في تغيير الأوضاع السياسية

مشاهد عن ضحايا الإرهاب في الجزائر
الجزائر – العرب اليوم

عاشت الجزائر أمس الأحد، سخطاً شعبياً ضد برنامج في التلفزيون الحكومي لبثه مشاهد عن ضحايا الإرهاب في الجزائر. وسرى الغضب الشعبي في الأوساط الإعلامية والسياسية، ولدى عامة المواطنين، بعد أن أحالتهم المَشاهد إلى سنوات الدم والدموع في مناسبة ترمز إلى التصالح بين الجزائريين، وإلى طي صفحة حرب أهلية مدمرة خلفت جرحاً نفسياً غائراً. ورأى مراقبون أن نشر صور القتل والدمار بمثابة حملة تخويف تقودها الحكومة لتحذير الجزائريين من مجرد التفكير في تغيير الأوضاع السياسية، لأن ذلك يعني العودة إلى سنين الإرهاب.

وأطلق التلفزيون الرسمي على الشريط الوثائقي "ذكرى وعرفان"، وهو يركز على الذكرى بعد مرور 12 سنة على استفتاء السلم والمصالحة الوطنية في 29 سبتمبر/أيلول 2005، أما العرفان فيقصد به أن الفضل يعود إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في المبادرة بسياسة المصالحة التي أصدرها في 2006 في شكل قانون يقترح على المتطرفين المسلحين تسليم أنفسهم، مقابل الاستفادة من إبطال المتابعة القضائية بحقهم.

وعاد الشريط إلى بداية تسعينات القرن الماضي ببث مشاهد كانت ممنوعة طيلة 12 سنة، تخص أشلاء متناثرة لأطفال انفجرت فيهم قنبلة بمنطقة تقع غرب البلاد. وتبنى العملية وقتها تنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة"، الذي خرجت من عباءته "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وامتزجت هذه الصور المرعبة، التي أظهرت وجوه الأطفال القتلى من دون غطاء، مع بكاء نساء ورجال من مكان الانفجار ومن مناطق أخرى عاشت مجازر مرعبة، ورزحت تحت سيطرة الجماعات المتطرفة لسنوات. كل هذه الصور تخللتها موسيقى حزينة، بهدف التأثير على المشاهد، وإثارة الخوف فيه وعدم نسيان الفترة الحالكة التي مرت بها الجزائر.

إلا أن اللافت في البرنامج التلفزيوني، الذي يعاد بثه كل مساء منذ أسبوع، أن معدَه الصحافي القديم لطفي شريَط، هو في الوقت نفسه عضو في سلطة ضبط الإعلام السمعي البصري، ومكلف بمهمة مراقبة محتويات برامج 40 قناة تلفزيونية خاصة زيادة على التلفزيون الحكومي.

وكتب الصحافي البارز علاوة حاجي، معلقاً على البرنامج: برهن التلفزيون، الذي يغرف من الخزينة العمومية وأموال دافعي الضرائب، على عجزه عن إنتاج عمل توثيقي مهني يليق بحجم المأساة التي عاشها الجزائريون خلال العشرية السوداء. وفي مقابل هذا العجز الفادح، في الأفكار كما في التقنية، جرى الاتكاء على الدعاية، ووضع الإعلام وأخلاقياته جانباً. خلال الشريط يبدو للمشاهِد أنه أمام حملة انتخابية مبكرة. ولعله يتساءل عن مناسبة بثه، وعما إذا كان قد أعد للبث في 2019 موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، ثمّ حدث خطأ ما. وأضاف الصحافي: بعد سنوات الوفرة المالية، ليس في مخزون السلطة أي إنجازات تتباهى بها. وعودُ بوتفليقة عن المواطن الذي لا يهان في الجزائر أو خارجها تحققت، إنما بشكل عكسي. الورقة الوحيدة المتبقية هي المصالحة الوطنية التي طبقت على طريقة إخفاء الغبار تحت السجّادة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حملة تخويف تقودها الحكومة  الجزائرية من التفكير في تغيير الأوضاع السياسية حملة تخويف تقودها الحكومة  الجزائرية من التفكير في تغيير الأوضاع السياسية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 10:28 2017 الأحد ,02 إبريل / نيسان

مؤشر سوق مسقط يغلق الأحد على انخفاض

GMT 04:22 2014 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

تدمير 11 نفقًا قرب حدود غزة ومقتل أحد المتطرفين في سيناء

GMT 16:28 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

الأرجنتين تواصل التطعيم بالجرعة الثانية من لقاح "سبوتنيك V"

GMT 16:20 2021 السبت ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نسيب نجيم بإطلالة رسمية تضج أنوثة

GMT 10:43 2021 السبت ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أجمل إطلالات نجوى كرم الأنيقة لتنسيق إطلالاتك اليومية

GMT 13:20 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

أفكار مبتكرة لزينة المنزل في شهر رمضان

GMT 20:42 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

العراقي سيف سلمان يحصل على قرار ضد إدارة نادي الاتحاد

GMT 20:38 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

البحرين تشيد بالقرارات الفورية للملك سلمان بشأن خاشقجي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia