أسباب تخلي الدولة الروسية عن مشروعاتها داخل القارة الأفريقية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أسباب تخلي الدولة الروسية عن مشروعاتها داخل القارة الأفريقية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أسباب تخلي الدولة الروسية عن مشروعاتها داخل القارة الأفريقية

الأمم المتحدة
موسكو - العرب اليوم

حافظ الاتحاد السوفيتي على تواجده بشكل قوي في أفريقيا، جزءًا من حربه الفكرية ضد الغرب، حيث دعم حركات تحررية أفريقية وأرسل عشرات آلاف المستشارين إلى الدول التي انتهى الحكم الاستعماري فيها، لكن انهيار الاتحاد السوفيتي والمشكلات الاقتصادية والنزاعات الداخلية، التي شهدتها روسيا خلال التسعينات دفعت موسكو إلى التخلي عن مشروعاتها الأفريقية.

إغلاق الكثير من السفارات والقنصليات

وأدى نقص التمويل إغلاق الكثير من السفارات والقنصليات، في حين توقفت برامج المساعدات وانخفض مستوى العلاقات بشكل كبير، وقبل نحو عقد، بدأ الكرملين في إعادة بناء شبكاته القديمة والعودة بشكل تدريجي إلى القارة باحثًا عن شركاء جدد في وقت أفسحت المخاوف الآيديولوجية المجال أمام إبرام عقود وصفقات سلاح،

أفريقيا لا تزال في أسفل القائمة

وأكد ديمتري بوندارينكو من الأكاديمية الروسية للعلوم، أن أفريقيا لا تزال في أسفل القائمة، عندما يتعلق الأمر بأولويات السياسة الخارجية الروسية، إلا أنها بدأت تكسب مزيدًا من الأهمية، وقال "منذ عام 2014 وضم شبه جزيرة القرم، تنخرط روسيا في مواجهة مع الغرب وتظهر بوضوح رغبتها في أن تستعيد مكانتها كقوة عالمية، ولذلك لا يمكنها تجاهل هذا الجزء من العالم، لكنه أشار في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن موسكو مهتمة بتحقيق تقدم سياسي أكثر من اهتمامها بالمكاسب الاقتصادية.

جمهورية أفريقيا الوسطى

وتعد جهودها أكثر وضوحًا في جمهورية أفريقيا الوسطى، البلد شديد الفقر وغير المستقر الذي لطالما سعى للحصول على مساعدة فرنسا، القوة المستعمرة له سابقًا، ومنذ مطلع العام، قدمت روسيا أسلحة للجيش في جمهورية أفريقيا الوسطى بعدما حصلت على تخويل من الأمم المتحدة للقيام بذلك في حين توفر الحماية الأمنية للرئيس "فوستان أرشانج تواديرا"، الذي يعتمد على مستشار أمني روسي، وأرسلت كذلك خمسة ضباط عسكريين و170 مدنيًا بصفتهم "مدربين للقوات المسلحة في أفريقيا الوسطى رغم أن هذه القوات تتلقى تدريبًا من قبل الاتحاد الأوروبي.

الخبراء

ويعتقد الخبراء أن المدربين، كما جاء في تحقيق الصحافة الفرنسية من موسكو، قد يكونون من مجموعة غير معروفة من المرتزقة يطلق عليها "فاغنر" التي تتحدث تقارير عن دورهم القتالي في سوريا، ويذكر أن ثلاثة صحافيين روس قتلوا في أفريقيا الوسطى الشهر الماضي أثناء إجرائهم تحقيقات عن أنشطة المجموعة، وفي مناطق أخرى، ترسل روسيا أسلحة إلى الكاميرون لدعمها في حربها ضد جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، في حين عقدت شراكات عسكرية مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوركينا فاسو، وأوغندا، وأنغولا، وتعاونت مع السودان في مجال الطاقة النووية.

صناعات التعدين

 وتعمل كذلك مع زيمبابوي وغينيا في صناعات التعدين، وهي قطاعات تبرز الصين عبرها قوةً صاعدة في أفريقيا، وبهذا تعود روسيا إلى أفريقيا بعد سنوات من الغياب، عبر بوابة التعاون العسكري و"التدريب" وصفقات السلاح والاستثمارات، حيث تسعى إلى منافسة الدول الأوروبية وحتى الصين، بحسب محللين، ويشير المحللون في هذا السياق إلى أن موسكو عملت جاهدة خلال السنوات الثلاث الماضية لتعزيز موقعها في أفريقيا بوتيرة يبدو أنها تسارعت خلال الأشهر الأخيرة.

بداية العملية

وبدأ الرئيس فلاديمير بوتين العملية عبر زيارة الجزائر، وجنوب أفريقيا، والمغرب، وهي دول أقامت إلى جانب مصر علاقات جيدة تقليديًا مع روسيا، وزار ديمتري ميدفيديف، الذي خلفه لولاية واحدة كلًا من أنغولا، وناميبيا، ونيجيريا، عارضًا مشروعات تجارية برفقة وفد من 400 شخص، وهذا العام، أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف جولة شملت خمس دول أفريقية، في حين زار بوتين جوهانسبرغ لحضور قمة دول "بريكس" التي حضرتها كذلك أنغولا، ورواندا، والسنغال، وأوغندا، واستعرضت روسيا كذلك مشروعات تجارية أفريقية، خلال منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.

تحسين العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية

بالنسبة لبعض الدول الأفريقية، يعد تحسين العلاقات مع روسيا أمرًا جذابًا، حيث يساعدها في استغلال ورقة المنافسة مع أوروبا والصين، وفق ما يشير بعض المعلقين، وبالنسبة للخبير السياسي يفغيني كوريندياسوف، الذي شغل منصب سفير الاتحاد السوفيتي وروسيا في دول أفريقية عدة، فإن ذلك يعني "الحصول على شريك آخر، أي قناة استثمار وتنمية أخرى ودعم بلد قوي في الساحة السياسية"، وإضافة إلى ذلك، لا تمثل روسيا العبء الذي شكله الاستعمار الأوروبي في أفريقيا، وهو أمر قد يعد عامل جذب بالنسبة للدول الأفريقية التي تلقى الكثير من كبار مسؤوليها تعليمهم في الاتحاد السوفيتي.

وتبدو جمهورية أفريقيا الوسطى المثال الأبرز للفوائد النابعة عن التحول الذي قاده بوتين، فخلال الحرب الباردة، لم يكن البلد مقربًا من الكرملين على الإطلاق، لكنه الآن يضع عينيه على روسيا لمساعدة قواته في مواجهة الميليشيات التي تسيطر على معظم أراضيه، وقال بوندارينكو، إنه لم يكن أمام الدول التي لم يرغب الاتحاد الأوروبي في التعاون معها على غرار السودان وزيمبابوي خيارات سوى الالتفات إلى الصين"، لكن روسيا تقدم نفسها الآن بديلًا واضحًا، وبالتالي، بإمكان هذا الوضع الجديد أن يغير المنظومة الجيوسياسية في القارة بشكل ملموس.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسباب تخلي الدولة الروسية عن مشروعاتها داخل القارة الأفريقية أسباب تخلي الدولة الروسية عن مشروعاتها داخل القارة الأفريقية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia