بغداد – نجلاء الطائي
أكّد الزعيم الكردي مسعود بارزاني، الاثنين، أن إقليم كردستان يدعم الحوار مع بغداد بشأن القضايا كافة، إلا إذا وضعت الحكومة العراقية شروطًا تعجيزية ، مؤكداً أن شعب كردستان لم ينكسر بل تمت خيانته والوضع الذي برز نتيجة هذه الخيانة والفرض بالإكراه ، وضع مؤقت وستنتصر إرادة شعبنا .
وقال بارزاني خلال اجتماعه بقيادات وأعضاء من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه ، في حدود محافظات السليمانية وحلبجة ومنطقة رابرين ، أن " كردستان لطالما أبدت استعدادها للحوار وأثبتت رغبتها الجدية بحل كافة القضايا إلا إذا طالبتنا بغداد بشروط تعجيزية "، وتدهورت العلاقات بين أربيل وبغداد بعد إجراء إقليم كردستان لاستفتاء تاريخي في 25 سبتمبر/أيلول الماضي للاستقلال عن العراق حظي بتأييد الأغلبية الكاسحة إلا أن بغداد ردت على حق تقرير المصير الكردي بعنف واتخذت إجراءات عقاب جماعية ضد إقليم كردستان وصلت إلى الهجوم العسكري على كركوك والمناطق الكردستانية الخارجية عن إدارة إقليم كوردستان أو ما تسمى بـ (المتنازع عليها ) بالإضافة إلى حظر أجواء الإقليم على الطيران الدولي .
وجدد بارزاني تأكيده على أن الاستفتاء لم يكن سوى "ذريعة" وأن الرغبة لدى بغداد في الهجوم على كردستان وانتزاع كافة مكتسباتها موجودة منذ زمن بعيد ، مضيفًا " قلنا مرارا وحتى قبل إجراء الاستفتاء بأن بغداد تخطط لإعادة حدود كردستان إلى الخط الأزرق الذي كان خط التماس بين البيشمركة والنظام البعثي وانتزاع كافة مكتسبات شعب كردستان، بغداد كان تنوي الهجوم على كوردستان منذ زمن بعيد والاستفتاء لم يكن سوى ذريعة وحتى لو لم نجر الاستفتاء فإن الهجوم كان سيتم لكن لو لم تحدث خيانة 16 أكتوبر/تشرين الأول فأن المؤامرة التي جرت ضد كركوك وكوردستان لما كانت ستنجح ".
وأضاف بارزاني " ندعم الحوار بين حكومتي إقليم كردستان وبغداد ، واذا ما كانت بغداد تهدف فعلاً حل المشاكل القائمة مع الإقليم فإن حكومة الإقليم أبدت استعدادها لأقصى حد وعلى الحكومة العراقية عدم وضع شروط تعجيزية للحوار "، واعتبر إجراء الاستفتاء اهم مكسب لشعب كردستان، منوّهًا إلى أنّ "الاستفتاء كان قرارا صائبا وهو أهم وأقدس مكسب لشعب كردستان وكان يجب أن يجري في وقت أبكر".
وأصدرت المحكمة العليا الاتحادية قبل أيام قرارا يقضي بـ"عدم دستورية" الاستفتاء، فيما حثت على إلغائه وإزالة كافة النتائج التي ترتبت عليه، وجدد الزعيم الكردي تحميل "الخونة" مسؤولية ما حدث في كركوك في 16 تشرين الأول/أكتوبر لافتا إلى أن إرادة شعب كوردستان لم تنهزم وأن الأوضاع الحالية مؤقتة ولن تدوم ، واتّهم قادة كبار في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، في وقت سابق، أفرادا من عائلة زعيم الحزب الراحل جلال طالباني بينهم ابنه بافل بإبرام اتفاقيات سرية مع مليشيات الحشد الشعبي والثوري الإيراني وقاموا بتسليم كركوك وفقها.
وجدد بارزاني تأكيده على أن "الخيانة وفرض الأمر الواقع بالسلاح والقوة لن يغير هوية المناطق الكردستانية خارج الإقليم وقلناها ونقولها إننا نريد أن تكون كركوك نموذجا للتسامح والتعايش بين كافة المكونات الدينية والقومية ولن نقبل فرض الأمر الواقع باي شكل من الأشكال ".
أرسل تعليقك