دمشق - جورج الشامي
رأى رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي "أن الائتلاف السوري المعارض لم يقدم شيئاً للثورة وللشعب السوري لأنه قائم على تركيبة خاطئة منذ الأساس".
وأضاف ريحاوي في مقابلة مع وكالة أنباء آسيا "الكتلة المعارضة غير متجانسة ولا تمتلك خبرة سياسية على الإطلاق، وهناك قادة في هذا الائتلاف تورطوا في قضايا تتعلق بفساد مالي، ولم يكونوا على مستوى تضحيات الشعب السوري"، كاشفا "عن حملات في الداخل السوري لإسقاط هذا الائتلاف".
وأشار إلى أن "الناشطين السوريين أعربوا عن استيائهم من تنظيمات المعارضة بعدما فقدوا الأمل من قدرتها على تمثيل الشارع وهم اليوم في طور تأسيس تجمع معارض يمثلهم من الداخل"، مضيفاً "المعارضة السياسية المتمثلة بالائتلاف والمجلس الوطني في واد والشارع الثوري في واد آخر، حقيقة أصبح الائتلاف بعيد جدا عن الواقع فهو يكتفي بإصدار البيانات والنداءات مثله مثل أي صفحة (فيس بوك) لناشط سوري".
وتابع قائلاً "لم يرتق الائتلاف إلى مستوى الحدث وسنشهد سريعا سقوطه، وهو بالمعني الأخلاقي سقط من ضمير السوريين لأنه خذلهم على مدار الأيام الماضية، والمعارضة السورية هي مفتتة وهشة، وتشكل ابرز أسباب تأخر انتصار الثورة".
وأكد أنه "لو كان لدينا معارضة على مستوى الثورة لكان الوضع مختلفا، فهواجس المجتمع الدولي تدور حول من هو البديل للنظام الحالي، وقد تريث في دعم أي قرار لإسقاط النظام بسبب فشل المعارضة".
وأرجع المعارض السوري أسباب فشل المعارضة "إلى ضعف الخبرة السياسية لمن يقودها، وهم لم يدكوا الواقع بشكل صحيح وحاولوا استنساخ التجربة الليبية وإسقاطها على الواقع السوري وهذا كان أكبر خطأ ارتكبه المجلس الوطني"، لافتا إلى أن البعض منهم رهن نفسه لأجندات خارجية ما أدى إلى وقوع تناحر داخل الصفوف، كما تورطوا بقضايا فساد مالية كبيرة، وهناك أعضاء في الائتلاف أصبحوا أثرياء على حساب الدم السوري".
وأعلن أن "جملة هذه الأسباب أدت إلى عدم خروج جسم قوي للمعارضة، فالثورة عادة يقودها قائد وملهم، وحتى إذا لم يوجد هذا القائد يتم اختيار شخص يحظى بإجماع، ولكن المعارضة لم تسمح بخروج هذا القائد، بل ورأينا سياسة إقصائية لتغييب أي شخصية وطنية تحظى بإجماع من الداخل وهناك العشرات من الشخصيات مغيبة بهدف تقاسم كعكة سياسية لم تنضج بعد"، متابعاً من المعيب أن الثورة أصبحت في عامها الثالث وما زلنا نتحدث في توحيد المعارضة، هذا أمر مخزي ومحبط".
وعن موضوع الهجوم الذي يشنه ميشيل كيلو على قطر قال ريحاوي "ميشال كيلو لديه موقف ليس بعيدا عن موقف الائتلاف وقد أدرك أن الانخراط بالائتلاف هو السبيل الوحيد للوصول إلى أي مكسب سياسي في المستقبل، وكان الأجدى به ومن خلال تاريخه تشكيل تنظيم مستقل ، وأنا أتصور أن الأيام المقبلة ستشهد سقوط مدوي للائتلاف لأن الشارع اصبح محتقنا جدا منه، ويحمله جميع الإخفاقات العسكرية من سقوط القصير وما يجري في حمص حاليا".
وعما إذا كان النظام قد استفاد من تشتت المعارضة قال "بالتأكيد والجميع سمع المعارض عبد الرزاق عيد الذي أكد أن المعارضة مخترقة من قبل الاستخبارات السورية، وهناك اتهامات لشخصيات من الائتلاف بالتنسيق مع النظام".
وأضاف المعارض السوري "أنا أمثل ضمير الناس في سورية وأرى أن هناك أمورا كثيرة يجب إعادة النظر فيها، فأعضاء الائتلاف والمجلس الوطني لم ينتخبوا بل فرضوا أنفسهم على الشعب السوري الذي كان بأمس الحاجة إلى من يمثله في الخارج لأن الأمن كان يضرب بيد من حديد في الداخل، وهناك شخصيات في المعارضة لم يسمع باسمها الشعب السوري على الإطلاق وليس لهم أي تاريخ سياسي ولا إنجاز أو مبادرة تجاه الشعب".
وتابع "نحن أمام معضلة، كل يوم نسمع عن مبادرة وتوحيد ما يؤثر العمل والجهد ويضعف شعور الشعب ويحبطهم، ولكن الأمر الجيد يكمن في أن الشارع لن يعتمد على هذه المعارضة فهو يقاتل بكل ما يملك، وحاليا الناشطون في الداخل يسعون لفرز قيادات داخلية تمثل الشارع وممكن أن يشكلوا كتلة حقيقة تعطي ضمانات للدول المتريثة في دعم الثورة".
وأعلن "أن الائتلاف لن يمثل إلا نفسه في جنيف ٢ والوعود التي سيعطيها قادته هناك لن تسري في الداخل فهم لا يملكون السيطرة على كتيبة عسكرية واحدة".
أرسل تعليقك