ماكرون وماي يضعان حجر الأساس لنُصب تذكاري في احتفالات إنزال نورماندي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

ماكرون وماي يضعان حجر الأساس لنُصب تذكاري في احتفالات "إنزال نورماندي"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ماكرون وماي يضعان حجر الأساس لنُصب تذكاري في احتفالات "إنزال نورماندي"

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
لندن - العرب اليوم

شهدت منطقة النورماندي، يوماً احتفالياً بامتياز في استذكار أكبر إنزال بحري في التاريخ حصل صباح السادس من يونيو (حزيران) عام 1944 فغير وجه القارة الأوروبية وربما العالم. وكان نقطة البداية لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي وبداية العد العكسي لانهيار الرايخ الثالث الذي أراده زعيمه أدولف هتلر قائماً لألف عام.

وانطلق باكراً احتفال فرنسي - بريطاني في المحلة المعروفة باسم فير سور مير، المطلة على بحر المانش، بحضور الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي قامت بآخر نشاط رسمي قبل أن تستقيل اليوم من منصبها. وقد وضع المسؤولان، في المحلة المذكورة، حجر الأساس لنصب تذكاري يخلد مشاركة ذكرى الجنود البريطانيين وأولئك الذين جاءوا من بلدان الكومنولث وكثيرهم 83 ألف رجل وسقط منهم 22 ألف قتيل على شواطئ النورماندي فيما يسمى «اليوم الطويل»، وما تبعه من معارك. ويطل الموقع على «غولد بيتش»، وهو أحد الشواطئ الخمسة التي نزل فيها جنود الحلفاء التي شهدت معارك دامية بينهم وبين الجنود الألمان المحتمين بما سمي «حائط الأطلسي». 

وينتظر أن تنتهي أشغال إقامة النصب بعد عام تماماً. وقد حرص الرئيس ماكرون على الإشادة بمساهمة المملكة المتحدة وجنودها في معركة النورماندي، معتبراً أنه «مهما يحصل (في إشارة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، سنبقى دائماً جنباً إلى جنب لأن مصيرنا واحد».

ومن جانبها، عبرت ماي عن تأثرها البالغ لوجودها في هذا المكان، «متأملة مواقع أهم المعارك التي سجلتها كتب التاريخ». وأشادت رئيسة الوزراء البريطانية بشجاعة وتضحية الرجال الـ156 ألفا الذين أنزلوا في النورماندي وشاركوا في معاركها.

مقارنة بالاحتفالية التي جرت في المقبرة الأميركية «كولفيل سور مير» التي شارك فيها 12 ألف مدعو، كانت الاحتفالية الفرنسية - البريطانية بالغة التواضع، إذ لم يدع إليها أكثر من 200 شخص ولم تدم سوى وقت قصير توجه بعدها ماكرون إلى لقاء مضيفه الرئيس الأميركي وزوجته. ولم تقتصر الاحتفالات فقط على الكلمات والخطب التقليدية، فقد رافقتها مجموعة كبيرة من الأنشطة المواكبة في قرى ومدن هذه المنطقة التي انطلق منها الملك غيوم الفاتح ليغزو إنجلترا بداية الألفية الثانية.

 ومما شد أنظار المدعوين وسكان النورماندي وضيوفهم العروض الجوية التي قامت بها الطائرات الحديثة والفرقة الاستعراضية الجوية الفرنسية، ومشاركة طائرات «سبيتفاير» البريطانية التي كان لها دور كبير في تحطيم أسطورة الطيران الألماني فوق بحر المانش وخصوصاً فوق العاصمة لندن. كذلك حصل احتفال فرنسي - كندي بمشاركة رئيس حكومة البلدين إدوار فيليب وجاستن ترودو تكريما لذكرى الـ14 ألف كندي الذين شاركوا في الإنزال الشهير.

وفي المقبرة الأميركية، كان «الإخراج» استثنائيا: المدعون اصطفوا على جانبي ممر مظلل ووراءهم المقبرة التي تضم رفات 9387 جنديا مع شواهدهم من الرخام الأبيض، وقد زرع قرب كل قبر علمان فرنسي وأميركي. وعلى بعد رمية حجر، مياه بحر المانش اللامعة تحت أشعة الشمس. وكان مشهد قدامى المحاربين الأميركيين الذين حضروا الاحتفال وأجلسوا على المنصة الرسمية الأكثر تأثيراً. وفي الخطابين اللذين ألقاهما الرئيسان ماكرون وترمب، وأعقبا النشيد الوطني الفرنسية والأميركي، كان هؤلاء الذين سردت سير الكثير منهم في قلب الحدث. وقال ماكرون متوجهاً إليهم: «قدامى المحاربين، نحن نعي ما ندين به لكم: الحرية». وكعربون تقدير فرنسي رسمي لمن بقي من المقاتلين، فقد منحهم الرئيس ماكرون وسام جوقة الشرف من رتبة فارس.

وأكثر من مرة، عاد ماكرون لتناول العلاقات التي تجمع بلاده بالولايات المتحدة الأميركية وبما تدين لها، من غير أن ينسى التذكير بالمساعدة التي قدمتها فرنسا للثورة الأميركية ومساهمتها في تمكين الأميركيين من التخلص من النير الإنجليزي في حرب الاستقلال الأميركية. وذهب إلى التشديد على ما سماه «وعد النورماندي» الذي يعني ضرورة المحافظة على «تحالف الشعوب الحرة» في الدفاع عن الحرية والديمقراطية.

أما الرئيس ترمب، فقد توجه إليهم بالقول إنكم «فخر أمتنا». وكان لافتاً، أن ترمب كان يقطع خطابه ليستدير باتجاه قدامى المحاربين الذين يعرف عددا منهم على ما بدا، ليحييهم ويصافحهم أكثر من مرة. وبعد أن انتهى من خطابه، عاد الرئيسان ليصافحا قدامى المحاربين وبينهم من شارف على المائة العام والتقاط الصور معهم والتجول بين صفوفهم ومصافحة أقربائهم. وقال الرئيس الأميركي: «قبل 75 عاما، وعلى هذه الشواطئ وتلك المتحدرات، أهرق 10 رجل دماءهم وضحوا بأنفسهم من أجل إخوتهم وبلدهم ولكي تحيا الحرية». وكما ماكرون، فقد أشاد ترمب بالعلاقات الأميركية - الفرنسية التي وصفها بأنها «عصية على التدمير».

الغائب الأكبر عن الاحتفالات التي ضمت عشرات المسؤولين من البلدان التي ساهم جنودها في إنزال النورماندي وفي المعارك ضد الجحافل النازية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سبق له أن دعي إلى هذه الاحتفالات. لكن رد بوتين جاء سريعاً إذ أعرب أن لديه عملا يقوم به، وأن عدم دعوته «لا تشكل مشكلة» بالنسبة إليه.

قد يهمك ايضا:

الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا استيطانيًا واسعًا في مدينة القدس المحتلة

تعرف على المواقع العسكرية التي قصفتها القوات الأميركية في سورية

 
arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكرون وماي يضعان حجر الأساس لنُصب تذكاري في احتفالات إنزال نورماندي ماكرون وماي يضعان حجر الأساس لنُصب تذكاري في احتفالات إنزال نورماندي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%

GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 01:08 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

سمية الخشاب بإطلالة ساحرة على شاطئ البحر

GMT 18:08 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

فولكس فاغن تكشف عن Jetta الاقتصادية الجديدة كليّا

GMT 16:41 2013 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

تشافي يتعافى وينافس كاسياس أمام ميلان

GMT 09:13 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

إيرينا شايك تتألق بإطلالة جذابة وأنيقة في نيويورك
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia