سيلفيو برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

سيلفيو برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - سيلفيو برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي

الاتحاد الأوروبي
روما ـ ريتا مهنا

أعلن «الفارس» الإيطالي الثمانيني سيلفيو برلسكوني عودته إلى الميدان السياسي، رغم أنه لم يغب عنه منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، عندما أوقع هزيمة تاريخية باليسار، وتولّى رئاسة الحكومة ثلاث مرات متتالية.

وفي بلد ليس مألوفاً فيه أن يموت السياسيّون بشكل كامل، وبعد شهر واحد من انقضاء عقوبة حرمانه من الحقوق السياسية لأربع سنوات، إثر إدانته بالتزوير المالي عبر شركته الإعلامية الضخمة «ميدياست»، أعلن مؤسس حزب «فورزا إيطاليا» عزمه على الترشّح لانتخابات البرلمان الأوروبي التي ستُجرى أواخر شهر مايو (أيار) المقبل، مؤكداً أنه الوحيد القادر على وقف صعود الشعبويين في إيطاليا، وإسقاط الائتلاف الحكومي بين حركة «النجوم الخمس» و«رابطة الشمال».

وقد اختار برلسكوني جزيرة سردينيا، التي كانت له فيها جولات وصولات في مساره السياسي، ليعلن أنه سيرأس لائحة اليمين في الانتخابات الأوروبية التي يُنتظر أن تغيّر المشهد السياسي في الاتحاد الأوروبي، ولكي «أضع حدّاً لهذه الحكومة التي تدفع بالبلاد نحو المجهول كما فعلت في عام 1994، عندما وضعت حدّاً للشيوعيين وحلفائهم». وأضاف: «ستشهد الأيام المقبلة كيف ستعود القوى اليمينية المعتدلة إلى الالتحام، لأن هذا التحالف بين (النجوم الخمس) و(الرابطة) مناقض لطبيعة السياسة الإيطالية، وأصبحت أيامه معدودةً. وحدها السلطة هي التي دفعت هاتين القوّتين المتناقضتين إلى التحالف».

وكان برلسكوني قد «شارك» في الانتخابات العامة الأخيرة مطلع مارس (آذار) الماضي، حيث تمكّن من نشر صوره واسمه على قسائم الاقتراع، رغم الحظر القضائي الذي كان خاضعاً له. وخاض حزبه الانتخابات متحالفاً مع رابطة الشمال اليمينية المتطرفة وحزب «إخوان إيطاليا» الذي يُعتبر وريث الفاشيين، لكنه فشل في تحقيق النتائج التي توقّعتها استطلاعات الرأي، مما دفع بزعيم الرابطة ماتيو سالفيني إلى كسر التحالف الانتخابي معه وتوقيع اتفاق مع حركة «النجوم الخمس»، أثمر الحكومة الراهنة، التي سرعان ما حوّلها التحالف إلى واجهة انتخابية بامتياز استعداداً لانتخابات البرلمان الأوروبي، التي يعتزم برلسكوني خوضها متحالفاً مع مجموعة واسعة من الأحزاب والقوى اليمينية المتطرفة في أوروبا.

ويشكّك المراقبون في إمكانية عودة زعيم الرابطة ووزير الداخلية الحالي سالفيني إلى التحالف الانتخابي السابق مع برلسكوني، خصوصاً أن كل الاستطلاعات تتوقع فوزه في حال إجراء انتخابات مسبقة بنسبة تضاعف النسبة التي حصل عليها في الانتخابات العامة الأخيرة حيث نال 17 في المائة من الأصوات، أي نصف النسبة التي حصلت عليها حركة «النجوم الخمس».

وكان برلسكوني، وهو صاحب أكبر ثروة في إيطاليا، ومتهم بأن المافيا قد ساعدته على تحصيلها، قد بدأ نشاطه السياسي منذ خمسة وعشرين عاماً عندما أسّس حزب «فورزا إيطاليا» وفاز في الانتخابات العامة على منافسه اليساري رومانو برودي، الذي كان يتمتّع بشعبية واسعة وتولّى رئاسة المفوضية الأوروبية بعد هزيمته أمام برلسكوني.

وقد شهدت الفترات الثلاث التي رأس خلالها برلسكوني الحكومة الإيطالية توتراً سياسيّاً شديداً بسبب الملاحقات القضائية الكثيرة التي تعرّض لها، ولهشاشة الكتلة البرلمانية التي كانت ترتكز عليها حكوماته.

وحاول برلسكوني، الذي يلقّبه الإيطاليون بـ«الفارس»، أكثر من مرّة، أن يدفع بزعيم جديد لقيادة القوى اليمينية المعتدلة، لكنه فشل، كما اعترف أخيراً، عندما قال إن كل الذين دعمهم لخلافته كانوا دون المستوى.
 
وكانت محاولته الأخيرة مع الرئيس الحالي للبرلمان الإيطالي أنطونيو تادجاني، الذي قضت الانتخابات الأخيرة على حظوظه في خلافة «الفارس».

وقد تعرّض برلسكوني لذبحة قلبيّة في عام 2016، خضع إثرها لعملية جراحية معقّدة، بينما كانت شعبيته تتراجع بشكل ملحوظ على وقع الفضائح والملاحقات القضائية، والسقوط المدّوي لحكومته الأخيرة في عام 2011 تاركاً الاقتصاد الإيطالي في غرفة العناية الفائقة.

وكانت إيطاليا خلال السنوات العشر التي قادها برلسكوني قد تراجع دخل الفرد فيها بنسبة 3.1 في المائة، وفقاً لصندوق النقد الدولي، بينما تراجع معدّل الاستهلاك بنسبة 8 في المائة، والإنفاق الغذائي بنسبة 36 في المائة. وفيما ارتفع الضغط الضريبي بنسبة 1.6 في المائة، انخفض الإنفاق الرسمي على التعليم بنسبة 11 في المائة، وارتفع الإنفاق العسكري بنسبة 35 في المائة.

ويرى مراقبون أن المشهد السياسي الإيطالي حالياً يناسب أسلوب برلسكوني الذي اعتاد تركيز حملاته الانتخابية على خصم واحد يمعن في انتقاده ومهاجمته، وعلى تسويق سيرته الشخصية كرجل أعمال وإداري ناجح، معتمداً على قنواته التلفزيونية الثلاث ومجموعة من الصحف والمجلات الوطنية والإقليمية.

ويؤكد برلسكوني، الذي ينتمي حزبه إلى الحزب الشعبي الأوروبي الذي يسيطر على أغلبية المقاعد في البرلمان الأوروبي حالياً، أنه يمثّل اليوم «المثل الليبرالية التي ينبغي الدفاع عنها في السياسة الإيطالية والأوروبية والدولية، خصوصاً بعد صعود القوى الجديدة وفي مقدمتها الصين». ويضيف: «قررت الترشّح في الانتخابات الأوروبية دفاعاً عن التغيير الذي يحتاج إليه الاتحاد الأوروبي ليكون كتلةً متراصّةً لها منظومتها الدفاعية الموّحدة وقادرة على محاكاة القوى العسكرية الأخرى وإسماع صوتها على الساحة الدولية».

وقد يهمك أيضًا:

الاتحاد الأوروبي رفض البرلمان البريطاني للاتفاق يعزز فرص الخروج دون اتفاق

جيرمي هانت يُعلن أن البرلمان البريطاني قد يوافق على اتفاق "بريكست"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيلفيو برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي سيلفيو برلسكوني يعود إلى المشهد السياسي الإيطالي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia