الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
شيعت مدينة الفولة في ولاية جنوب كردفان عصر الاثنين ضحايا الاشتباكات القبلية التي تصاعدت، الأحد، وخفت الاثنين بعد أن سيطر الجيش وقوات الشرطة والعناصر الأمنية الأخرى على الأوضاع في المدينة، فيما قال مصدر مطلع فضل عدم الكشف عن اسمه لـ "العرب اليوم" "إن المدينة شيعت، عصر الاثنين، وسط إجراءات أمنية مشددة 34 ضحية، وأشار إلى أن أعداد القتلى قد تتجاوز الـ 70 قتيلاً بعد أن شيع بعض القتلى في وقت سابق.
و يأتي بالتزامن مع تلك الأحداث ترأس والي جنوب كردفان أحمد هارون اجتماعًا طارئا للجنة امن الولاية يضم الاجتماع بعض أعضاء حكومته وأجهزتها الأمنية والسياسية والعسكرية وقيادات الإدارات الأهلية في المنطقة والتي ألفحت مساعيها في تخفيف حدة التوتر والفصل بين المتقاتلين، وبحسب تسريبات من هناك فقد غادرت عشرات الأسر المدينة إلى مناطق تبعد ما يقرب من 15 كيلو متر عن مدينة الفولة خوفا من تجدد الاشتباكات، وقد اتجه أغلبهم إلى منطقة لقاوة رغم محاولات السلطات منعهم من مغادرة المدينة.
وقال المصدر "إن المدينة أخليت تمامًا من مظاهر التسلح وتنتشر فيها الآن قوات كبيرة من العناصر الأمنية والشرطة".
وأشار المصدر إلى أن السلطات لم تتخذ حتى الآن إجراءات توقيف أو توجيه اتهامات للمتسببين في الصراع حيث يصعب بحسب المصدر إجراء هذا حاليًا.
هذا وقد شهدت الخرطوم سلسلة اجتماعات بين قيادات حكومية واعيان وقيادات قبيلة المسيرية لبحث التطورات في المنطقة، وتحدثت الاجتماعات عن إصدار قرارات عاجلة تضمن عدم تجدد الاشتباكات في المدينة، ويتوقع أن تعلن الحكومة السودانية الساعات المقبلة عن تشكيل لجنة لمعالجة الوضع وتقصي الحقائق ومعرفة أسباب الصراع وجذوره.
وكشف مصدر مطلع أن السلاح الذي استخدمته أطراف الصراع أغلبه سلاح حكومي تم توزيعه في فترات سابقة بهدف حماية رحلات السكة الحديد العابرة للمنطقة في طريقها إلى جنوب البلاد خلال سنوات القتال مع الجنوب، وكان بيان صادر عن لجنة امن الولاية أعلن مصرع 14 شخصاً في مواجهات قبلية في ولاية جنوب كردفان بين أولاد سرور وأولاد هيبان يتبعان لقبيلة المسيرية العربية.
ودعا البيان جميع الأطراف للتحلي بأعلى درجات الحيطة والحذر والتحلي بالصبر والحكمة لتجاوز الأحداث وتعهدت "باتخاذ كل ما هو ضروري وحازم لاحتواء الموقف وبحسب البيان فإن المنطقة شهدت أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي أربعة أحداث فردية في مناطق متفرقة نتج عنها وفاة ستة أشخاص من أطراف النزاع في مدينة الفولة، نتجت عنها الاشتباكات العنيفة التي شهدتها المدينة الأحد.
تجدر الإشارة إلى أن المنطقة التي شهدت القتال ستتبع لولاية جديدة باسم ولاية غرب كردفان .
أرسل تعليقك