جذبت العديد من الأفلام الروسية في عام 2014 شريحة كبيرة من عشاق الفن السابع لمشاهدة هذه الأعمال السينمائية في دور العرض، فيما تنوعت ألوان الأفلام فحازت على رضا ذواقي هذا الفن.
برزت مجموعة من الأعمال الروسية في العام الماضي منها الجزء الثالث من فيلم "حب في المدينة الكبيرة"، الذي تدور أحداثه حول المشاكل التي تواجه الآباء مع أبنائهم الصغار وما يعانيه هؤلاء بسبب هذه المشاكل.
يجتمع أبطال قصة الفيلم مع صديقهم القديم "القديس فالنتين" ويطلبوا منه أن تنتهي معاناتهم، ليكتشفوا في اليوم التالي أن أبناءهم قد كبروا في السن ولم يعودوا أطفالا. لكن ذلك لم يعن بالنسبة للآباء انتهاء المشاكل بل بداية نوع جديد منها، تتجسد فيه مقولة "أطفال كبار مشاكل أكبر".
كما حظي فيلم "بادوبني" بإعجاب الجمهور والنقاد، وهو عبارة عن سيرة ذاتية للمصارع وفنان السيرك إيفان بادوبني الذي اشتهر في الحقبة السوفيتية بتحقيقه إنجازات عظيمة، بفوزه أكثر من مرة ببطولة العالم في المصارعة الرومانية، علما أن البطل السوفيتي لم يخسر أي نزال خاضه خلال 40 سنة.
يسلط الفيلم الضوء على 30 عاما من عمر إيفان بادوبني، الذي نجح بتحقيق حلمه ليتحول من عتال في الموانئ إلى ظاهرة في عالم الرياضة والاستعراض في الاتحاد السوفيتي.
ومن الأفلام التي حازت على إعجاب الجمهور الروسي فيلم الآكشن "22 دقيقة"، وهو حول مجموعة من القراصنة التي تختطف فرقاطة في عرض البحر، على متنها عسكري شاب ينتظر الوقت المناسب للبدء بعملية إنقاذ زملائه ورفاقه.
بدأ القائمون على هذا الفيلم بتصويره في يونيو/حزيران 2012، بناء على أحداث حقيقية شهدها مايو/أيار عام 2010، حين اختطف قراصنة صوماليون ناقلة النفط "جامعة موسكو" واحتجزوها في خليج عدن.
هذا وقد تمكنت السفينة الحربية "مارشال شابوشنيكوف" من تحرير "جامعة موسكو" التي كانت تبحر تحت العلم الليبيري وعلى متنها 23 بحارا روسيا، وتمت العملية بنجاح دون تعرض أي من طاقم ناقلة النفط لأذى كما تم اعتقال القراصنة الصوماليين.
كما كان لأفلام الخيال نصيب في شباك التذكر الروسي، إذ أبدى الجمهور اهتماما كبيرا بفيلم "مصور الواقع"، الذي ربما يوحي باسمه أن يتناول أحداثا حقيقية، علما أن أحداث الفيلم تتمحور حول أحداث غير واقعية ولا يمكن أن تكون كذلك.
فكرة هذا العمل السينمائي هي حالة غريبة تصيب سكان العاصمة الروسية موسكو، وذلك حين يستيقظون ذات صباح وكل شخص واحد فيهم قد اكتسب قدرات غير عادية، دون أن يعرف سبب أو سر ذلك.
الملفت أن ميزانية هذا الفيلم لم تتجاوز 130 ألف روبل، علما أن عرضه الأول تم في أكتوبر/تشرين الأول. هذا وقد تم تصوير هذا الفيلم بأموال تم جمعها من متحمسين شباب للسينما تبرعوا بما يملكون لإنتاج هذا الفيلم، الذي يأمل القائمون عليه أن تبلغ أرباحه 3 ملايين روبل.
من بين الأفلام الروسية في عام 2014 تحتل كوميديا "وداعا للورق" مكانة خاصة، إذ أنها تطرح قضية حساسة وتلامس وجدان كل إنسان، وإن كان ذلك في قالب فكاهي.
يتحدث الفيلم عن المنتجات الورقية التي باتت تختفي تدريجيا من حياة الإنسان، لتحل مكانها الكتب الإلكترونية. لا يقتصر الأمر على الكتب فحسب بل يشمل كذلك الرسائل والمجلات والصحف وكل ما يتعلق بوسائل التواصل الورقية.
كما يسلط الفيلم الضوء على بعض الأمور التي اختفت تماما من حياة الإنسان العصري، وهو ما يتم تناوله بموازاة الورق الذي يختفي شيئا فشيئا.
أرسل تعليقك