الثورة السورية الوطنية كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"الثورة السورية الوطنية" كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الثورة السورية الوطنية" كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار

دمشق ـ وكالات

"أيها السوريون تذكروا آباءكم وتاريخكم.. أبطالكم وشهداءكم وشرفكم القومي.. تذكروا أن يد الله معنا وأن إرادة الشعب هي إرادة الله وتذكروا أنه لا يمكن تدمير الأمم المتحضرة والمتحدة فلقد صادر الإمبرياليون ماهو لكم وقسموا وطنكم غير القابل للتجزئة ففرقوا الشعب إلى طوائف دينية وولايات وخنقوا حرية المعتقد والضمير والكلام والعمل فلم يعد يسمح لنا حتى بحرية التحرك في بلادنا.. دعونا نحقق طموحاتنا الوطنية وآمالنا الخائفة.. عززوا سيادة الشعب وحرية الأمة".. هكذا يبدأ كتاب الثورة السورية الوطنية وتنامي القومية العربية صفحاته للكاتب الأمريكي مايكل برفنس مقتطفاً مقطعاً من وثيقة الثورة السورية الكبرى الموقعة من قائدها المجاهد العربي سلطان باشا الأطرش في 23 آب من عام 1925 موعزاً ببداية أكبر الثورات العربية وأطولها والتي كانت مصدراً لإلهام العديد من الثورات العربية التي جاءت بعدها مثل ثورة 1936 في فلسطين ضد سلطة الانتداب البريطاني حيث يستفيد الكتاب من نحو خمسة آلاف وثيقة أفرجت عنها وزارة الخارجية الفرنسية مؤخراً وفيها يطل الكاتب على أبرز التطورات التي طرأت على المجتمع السوري بعد الثورة من بروز لنخب قومية جديدة وعت وجودها التاريخي كوطنٍ عربي سوري. ويبرز الكتاب أهمية الثورة السورية الكبرى كونها كانت مثالاً ناجحاً للمقاومة كحافز لتشكيل المفاهيم الشعبية للهوية العربية السورية فعندما حمل الثوار من جبل العرب إلى جبل الزاوية مروراً بجبال الساحل السوري والجزيرة مفهومهم للمجتمع الواحد كان هذا المفهوم حصيلة إرثهم الوطني العروبي حيث لم يستوردوه من مجتمع آخر ولم يقلدوا ثورات غيرهم ولم يتأثروا بقراءة الكتب الثورية بل تصوروه بأنفسهم بعد صراع دام مع المستعمر الفرنسي. يقول الكاتب الأمريكي المأخوذ بخصوصية الثورة السورية الكبرى على المحتل.. "إن مخيلة الثوار السوريين عن فكرة الثورة انطلقت من دأبهم المستمر لتقرير مصير بلادهم بأنفسهم مدفوعين بانتمائهم الصلب للأرض السورية التي لم تكن بالنسبة لهم مجرد انتماء إلى قرية أو طائفة أو عرق أو مذهب بل كان ما وحدهم هو وقوفهم في وجه مستعمر ظالم هدد وجودهم التاريخي وحقيقتهم الحضارية التي عاشوها منذ آلاف السنين". ويطل الكتاب الصادر حديثاً عن دار قدمس للنشر والتوزيع على محفوظات الانتداب الفرنسي على سورية بين عامي 1924 و1927 توثق جميعها حجم المقاومة الشعبية التي لقيها المحتل على أيدي رجالات سورية حيث يستفيد الباحث مما سجلته وثائق وزارة الخارجية الفرنسية عن وقوف الصحافة السورية بكل مطبوعاتها وجرائدها ومجلاتها في وجه المحتل والتي كانت وقتذاك تحت رقابة صارمة من دولة تعتبر نفسها صاحبة بيان الثورة الفرنسية ولائحة حقوق الإنسان فيبين الكتاب ما تعرض له أحرار الصحافة السورية الوطنية من ملاحقات قانونية وجزائية وأحكام بالسجن واعتقالات وتضييق وإقفال للصحف. ويكشف الكتاب عن تاريخ تشكل الفئات القومية الجديدة في سورية جراء الثورة الكبرى على المستعمر إذ يقول برفنس عن هذه الظاهرة الاستثنائية في تاريخ الأمم.. "لقد وحدت الثورة فئات قومية جديدة تتخاطب فيما بينها بلغتها الأصلية وتقود توسعاً سياسياً في الدفاع عن حقوق الوطن وآماله في التحرر من نير المستعمر حيث صارت هذه الفئات هي النخب الجديدة ذات الأصول الريفية التي وقفت بشجاعة وبأسلحتها المتواضعة في وجه دبابات المفوض السامي ليحل وجهاء المحافظات والمناطق الريفية محل وجهاء المدن الذين كانوا يشغلون مناصب السلطة في زمن الاحتلال العثماني". ويعرض الكتاب الذي يقع في 340 صفحة من الحجم المتوسط وثائق عن انتقاد الرأي العام الأوروبي للقصف الوحشي الذي تعرضت له دمشق كمحاولة من سلطات الانتداب لإخماد ثورة الجلاء حيث استدعى مجلس الشيوخ الفرنسي ما يسمى المفوض السامي العام الجنرال موريس سارل لمساءلته في جلسة علنية عن أنباء المجازر التي ارتكبتها قواته بعد ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية عن الجرائم الوحشية التي ارتكبتها سلطات الانتداب الفرنسي في المدن السورية كان أبرزها إعدامات جماعية في ساحة المرجة لأبرز ثوار دمشق وحمص وبيروت بعد محاكمات صورية أمام المحاكم العسكرية الفرنسية. ويختم الكتاب صفحاته بمجموعة من الصور النادرة لأبرز مؤتمرات الثوار إضافةً لصور تعرض الدمار الهائل الذي لحق بالمدن السورية جراء قصف قوات المستعمر لها فضلاً عن صور تكشف وحشية المستعمر ولاسيما في عرضه لجثامين الشهداء في ساحة المرجة وتدمير سوق الحميدية. يذكر أن كتاب الثورة السورية الوطنية وتنامي القومية العربية ترجمة وسام دودار ومراجعة زياد منى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة السورية الوطنية كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار الثورة السورية الوطنية كتاب لذاكرة وطن رفض الاستعمار



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia