طنجة - و.م.ع
منذ فجر السينما المغربية وحتى اليوم، راكم الفيلم الوطني محطات انفتاحه على المكونات الثقافية والاجتماعية واللغوية التي تصنع فسيفساء الكيان المغربي، ليتوجها أخيرا بعمل ناطق باللهجة الحسانية، يشكل سابقة فنية تفتح المجال أمام الأقاليم الجنوبية لإنتاج صورتها الخاصة في الشاشة الكبرى الوطنية.
ويتعلق الأمر بفيلم "أراي الظلمة" للمخرج المغربي أحمد بيدو، الذي بادر الى تجسيد مشروع سينمائي جريء في فضاء غير فضائه المجتمعي واللغوي المعتاد(الأمازيغية)، منتقلا بكاميراه الى حاضرة العيون، ليروي حكاية اجتماعية بسيطة جديرة بأجواء ارتشاف الشاي الصحراوي.
يقترح أحمد بيدو، الذي يشارك للمرة الثانية على التوالي في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بعد فيلمه الأول "أغرابو" قصة ذات طابع اجتماعي تضع إشكالية الهجرة السرية للشباب اليائس في قلب الخصوصيات المحلية الصحراوية، وأنماط علاقاتها وطقوسها وعاداتها.
هي سيرة علي، الشاب الذي يعجز عن تحقيق ذاته مهنيا وماديا بما يسمح له بأن يفوز بالفتاة زهرة زوجة، فيقع تحت ضغط يقوده الى ركوب مغامرة البحر، التي كادت تودي بحياته، فيكون عليه أن يعيد ترتيب أوراقه، ويجدد إيمانه بقدرته على تحقيق أهدافه، داخل محيطه الطبيعي والاجتماعي.
وبغض النظر عن الأبعاد التقنية والجمالية، وعناصر المقاربة الفنية المعتمدة، فإن المخرج أحمد بيدو وطاقمه، يعتبران أن فيلم "أراي الظلمة" يؤسس للحظة سينمائية تاريخية، تضع الفضاء الصحراوي ومكوناته الثقافية والاجتماعية في قلب المشهد السينمائي الوطني، الذي يتغذى على تعددية خصبة تعكسها قائمة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 15 لمهرجان طنجة.
والفيلم الذي يقع في 90 دقيقة، عن سيناريو لمحمد فاضل الجماني، وهو من تشخيص ثوريا الشويعر ومحمد بوالشايت وسكينة ادحادح ومصطفى خوخا وجميعة بوشعاب وهشام بوزيدي ونورالدين الحسناوي.
أرسل تعليقك