بروكسيل - و.م.ع
يقوم الفيلم الوثائقي "هوية جبهة" على فكرة تتمثل في تسليط الضوء على أصل النزاع الدائر حول الصحراء المغربية ومحاولة فهم أسباب تفاقمه حيث تتولى الشهادات المستقاة وصور الأرشيف والتصريحات لتكشف مرة أخرى عن تورط الجزائر المفضوح في هذا النزاع.
ويبين الفيلم الوثائقي الذي تم عرضه مساء أمس الاثنين ببروكسيل بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال، كيف أن "البوليساريو"، الجبهة التي أسسها طلاب صحراويون في إطار مقاومة الاستعمار الإسباني للصحراء المغربية، سيتم احتواؤها من طرف الجزائر بهدف إضعاف المغرب ومحاولة خدمة مخططاتها الهيمنية في المنطقة.
ويقول حسن البوحروتي مخرج الفيلم الوثائقي يبدو أن "الكثيرين يجهلون أن تأسيس "البوليساريو" يندرج في إطار حركة التحرير الوطنية ومقاومة الاستعمار الإسباني لجنوب المغرب"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمؤشر على جهل كبير بحقيقة قضية الصحراء.
وعلى مدى 90 دقيقة، مدة الفيلم، يفسح البوحروتي المجال للتاريخ ليتحدث عن نفسه، من خلال عرض صور أصلية مستخرجة من أرشيف المعهد الوطني الفرنسي للسمعي البصري، وعبر تقديم شهادات معبرة لبعض مؤسسي جبهة "البوليساريو" والمفكرين ومعارضين مغاربة في تلك الفترة وشخصيات مرموقة ومعروفة.
وتناوب "شهود التاريخ"، هؤلاء ليعبروا عن اندهاشهم للمنعرج الذي اتخذته هذه الحركة تحت رعاية القيادة الجزائرية. وحللوا سوسيولوجية المجتمع الصحراوي وطبيعته القبلية لتفنيد فكرة وجود " شعب صحراوي" وبالتالي تفنيد ما تدعيه القيادة المزعومة ل"البوليساريو" من شرعية للدفاع أو لتمثيل الصحراويين.
وتعود الشهادات في كل مرة لتكشف المناورات المحبوكة للجزائر ضد الوحدة الترابية للمغرب عبر توضيح السياق الجيو-سياسي والجيو-استراتيجي لتلك الحقبة، وهي عودة للأصول تمكن من فهم أفضل لطبيعة وإديولوجية هذه الحركة الانفصالية والداعمين الذين يتخفون وراءها.
وسلط الفيلم الوثائقي بعد ذلك الضوء على الانحرافات والمعاناة التي يقاسيها المحتجزون في مخيمات تندوف في جنوب التراب الجزائري عبر صور لم تنشر من قبل تكشف حقيقية سجن مفتوح على السماء ينتمي لعالم آخر .
وبما أن الأمر يتعلق بمعاناة ، فقد استقى المخرج شهادات صادمة حول الجحيم الذي ينتظر الأطفال الصحراويين الذين يتم ترحيلهم إلى كوبا، حيث يتم إجبارهم منذ الصغر على العمل في ظروف لا إنسانية أو الخضوع لتدريب عسكري مخصص أصلا للبالغين . وقد كشف عميل كوبي سابق عن بعض من أشكال المعاناة التي يتعرض لها الأطفال الصحراويون الذين كانوا يتوهمون أنهم ذاهبون لقضاء عطلة في كوبا.
فمن خلال تصريحات الشهود من الجانبين، كشف الفيلم الوثائقي هذه "التركيبة الجزائرية" رديئة الجودة، كما عبر عن ذلك عدد من الشهود الذين أعربوا عن ذهولهم لتمسك النظام الجزائري بمواقف تجاوزها الزمن وعرقلة أي مبادرة تروم وضع حد لمعاناة الصحراويين بتندوف. وسيتم عرض هذا الفيلم، في طنجة وفي عدد من المدن الأوروبية ابتداء من شهر دجنبر المقبل.
أرسل تعليقك