بغداد - نجلاء الطائي
انتهى المخرج السينمائي المغترب جودي الكناني من إنجاز فيلمه الروائي الجديد "السياب" استعداداً لعرضه ضمن فعاليات مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013.
وبشأن فكرة العمل، أكدّ الكناني أنّ "قصة الفيلم تدور حول حياة الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب وذلك لتسليط الضوء على الرموز الثقافية العراقية التي استطاعت أنّ تسهم بشكل جدي وفعال في إغناء الثقافة العربية وتعميق مستوى المساهمة العراقية في تأصيل الثقافة الإنسانية، حيث يعد السياب أحد الرموز الكبيرة التي صاغت الذهنية الشعرية العربية ونقل الشعر العربي من مرحلة إلى مرحلة جديدة ولإبداعه وعطائه ومنجزه الثقافي".
وأوضّح أنّه "في هذا الفيلم ركزت على مساهمة السياب في هذا التحول الكبير في بناء القصيدة العربية فالفيلم ليس فيلماً وثائقياً بل هو فيلم درامي ذو طابع وثائقي أيّ بمعنى أن الوثيقة ليست هي الهدف في الفيلم لأن الوثائق الآن متوفرة لمن يريد أن يتابع مسيرة السياب، ولذا فأنا أحاول "أفلمة" السياب عبر قصائده التي تحول الكلمات الشعرية إلى مشاهد سينمائية تحكي مسيرة حياته الإبداعية".
وبحسب الكناني، فإن اختيار السياب يعود لشخصيته الغنية وحياته المليئة بالتراجيديا، ذلك في حديث أدلى به الكناني لـ"الجزيرة نت" ، أكدّ فيه أنّ شخصية السياب يجب كشف ملامحها للأجيال الحالية، والاطلاع على مأساة الشاعر الذي استطاع خلال فترة حياته القصيرة أنّ يغير مجرى الشعر العربي.
ولفت إلى أنّه سيتناول الراحل في الكثير من مراحل حياته، ليس بشكل تسلسلي وإنما ضمن قراءاته للسياب من خلال نصوصه الشعرية، حيث هناك مراحل ستكون على شكل فلاشات سريعة، بينما سيتم التركيز على المراحل التي أثرت بشكل كبير على شعره وحياته. مشيرًا إلى أنّ طفولة السياب والحرمان الذي عاشه خلالها مسألة مهمة يجب تركيز الضوء عليها لأنها ماثلة في أغلب تفاصيل شعره ومراسلاته، وكذلك مرحلة المرض التي رسمت النهاية المبكرة للشاعر الكبير.
وأوضّح الكناني أن هناك مراحل أخرى في العمل تسلط الضوء على علاقته بالمرأة، وهذه علامة كانت فارقة في حياته إضافة إلى تسليط الضوء على قضية تعلقه بالعراق كوطن، مؤكداً أن الأعمال السابقة للشاعر جاءت في شكل “ريبورتاجات” سطحية وليست عملاً سينمائيًا متكاملاً.
أرسل تعليقك