أكثر من نصف جسم الإنسان ليس بشريًا
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

أكثر من نصف جسم الإنسان ليس بشريًا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أكثر من نصف جسم الإنسان ليس بشريًا

الخلايا البشرية
لندن - العرب اليوم

كشف علماء أن أكثر من نصف الجسم البشري ليس بشريًا، وكشفوا أن الخلايا البشرية تكون 43 في المئة من إجمالي الجسم البشري. وأضافوا أن باقي الجسم يتكون من مستعمرات من الكائنات الميكروسكوبية متناهية الصغر.

ويثير المجال البحثي الجديد، الذي أطلق عليه اسم "الميكروبايوم"، الكثير من التساؤلات عما يعنيه أن تكون "بشرا"، كما أنه يمهد المجال لاكتشاف علاجات جديدة، وقالت البروفسور روث لاي، مديرة قسم الميكروبايوم في معهد "ماكس بلانك": "إنها ضرورية لصحتنا. جسدك ليس أنت فقط، ومهما أجاد الإنسان الاغتسال، فإن كل جزء من أجزاء جسم الإنسان مُغطى بالكائنات الدقيقة".

وتشمل الكائنات الدقيقة البكتيريا والفيروسات والفطريات وكائنات دقيقة أخرى كان يعتقد سابقا أنها من البكتيريا. ويوجد أكبر تركيز من الكائنات الميكروسكوبية في الأعماق التي لا يصلها الأكسجين في أمعائنا، وقال البروفسور روب نايت، من جامعة سان دييغو في كاليفورنيا، لبي بي سي إن "الميكروبات في أجسامنا تفوق الخلايا البشرية".

وفي السابق كان يُعتقد أن الكائنات الدقيقة تفوق الخلايا البشرية بعشرة مرات، وقال نايت "تم تدقيق العدد ليصل إلى واحد إلى واحد، وبالتالي فإن التقدير الحالي يصل إلى 43 في المئة من الخلايا البشرية، إذا أحصيت الخلايا جميعا"، ولكن من الناحية الوراثية، يُعتقد أن عدد خلايا الكائنات الدقيقة يفوق الخلايا البشرية بكثير، وكان ذلك سبب إنقاذ حياة أعداد كبيرة من البشر.

ويتكون الجينوم البشري، وهو عبارة عن البنية التحتية الجينية للجنس البشري، من نحو 20 مليون جين وراثي، ولكن بجمع كل الجينات الموجودة في الميكروبايوم البشري، يبلغ العدد مليوني وعشرين مليون جيني ميكروبي، وقال البروفسور سركيس مازمنيان، أستاذ الميكروبيلوجي في جامعة كالتيك "لا يوجد لدينا جينوم واحد فقط، لأن جينات الميكروبايوم تمثل ما يقارب جينوما آخر"، وأضاف "ما يجعلنا بشرا، في رأيي، هو مجموع حمضنا النووي إضافة إلى الحمض النووي لميكروبوات أمعائنا".

ويٌعتقد أن هذا الكم الكبير من الميكروبات التي نحملها تتفاعل مع أجسادنا وتأثر عليها، بينما يكشف العلم بصورة متسارعة الدور الذي يلعبه المايكروبايوم في الهضم وتنظيم الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض وبناء الفيتامينات الضرورية للجسم، وقال البروفيسور نايت "نكتشف التغيير الكبير الذي تحدثه هذه الكائنات الدقيقة في صحتنا بصورة لم نكن نتخيلها إلى وقت قريب".

ويمثل ذلك أسلوبا جديدا للتفكير في عالم الميكروبات، حيث كانت علاقتنا مع الميكروبات حتى قريبا تتمثل في مكافحتها، وقد استخدمت المضادات الحيوية واللقاحات كأسلحة ضد أمراض مثل الجدري والسل وغيرهما من الأمراض، ولكن بعض الباحثين قلقون إزاء تسبب هجومنا على الميكروبات والجسميات الضارة قد تسبب في أضرار جسيمة للـ "بكتيريا الجيدة".

وقال البروفسور لاي "قمنا خلال الأعوام الخمسين الماضية قمنا بمجهود عظيم للقضاء على الأمراض المعدية"، وأضاف "ولكننا شهدنا زيادة مرعبة في أمراض الجهاز المناعي والحساسية"، وتابع "يفيدنا البحث في الميكروبايوم في معرفة أن التغييرات التي نتجت في التكوين الميكروبي نتيجة لمكافحة مسببات الأمراض أدى ساهم في ظهور مجموعة جديدة من الأمراض".

كما يرتبط الميكروبايوم بأمراض من بينها التهاب الأمعاء والشلل الرعاش، وبمدى كفاءة عقاقير السرطان والاكتئاب والتوحد، كما أن الميكروبايوم يلعب دورا في البدانة، فعلى سبيل المثال سيؤثر نوع الطعام الذي تناوله الإنسان في نوع البكتيريا الموجودة في جهازه الهضمي، ولكن كيف نعرف إذا كان نوع خليط البكتريا في جهازنا الهضمي سيئا ويضر بعملية تمثيل الطعام مما يتسبب في البدانة.

ويختلف نوع البكيريا في الجهاز الهضمي وفقا لنوع الطعام، وأجرى البروفسور نايت تجارب على الفئران في بيئة طبية صحية للغاية تخلو تماما من الميكروبات، وقال نايت "تمكنا من إثبات أننا زرعنا البكتيريا المستخرجة من براز شخص بدين وشخص غير بدين في فأرين، فإن وزنهما سيعتمد على الميكوربايوم الخاص لكل منهما"، وأضاف "هذا أمر مذهل، ولكن هل سيمكننا تطبيقه على البشر؟"،ويمثل ذلك أملا كبيرا في مجال السمنة والنحافة، بحيث تمثل الميكروبات نوعا جديدا من العقاقير

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكثر من نصف جسم الإنسان ليس بشريًا أكثر من نصف جسم الإنسان ليس بشريًا



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:38 2021 الإثنين ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تونسية تخطف الأضواء من عمرو دياب في دبي

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 17:00 2018 الثلاثاء ,10 إبريل / نيسان

أكثر من نصف جسم الإنسان ليس بشريًا

GMT 03:35 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

بدر عبد العاطي يدعو ألمانيا إلى مساعدة مصر اقتصاديًا

GMT 21:36 2016 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد السعودي ينعي وفاة كابتن الأخضر ابراهيم تحسين

GMT 02:00 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

أعراض تُحذر من أمراض الكبد الخطيرة وحدوث المضاعفات

GMT 07:05 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الناقد السينمائي أحمد رأفت بهجت

GMT 22:29 2013 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

عرض حلقات برنامج "هيك منغني" الجمعة على تلفزيون "النهار"

GMT 03:38 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

حيل سهلة لتغيير إطلالة الشّعر من دون قصه
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia