الجزائر - وكالات
ترددت أنباء عن وفاة المناضلة الجزائرية "جميلة بوحريد"، أحد رموز حركات التحرر الوطنى والتي قادت نضالاً تاريخيًا ضد الاحتلال الفرنسى للجزائر؛ عن عمر يناهز 79 عامًا.
ولدت جميلة من أب جزائرى مثقف وأم تونسية من مدينة الصفاقس والغريب أنها كانت الابنة الوحيدة بين أفراد أسرتها، فقد أنجبت والدتها 7 شبان، والأغرب ما كان لوالدتها من التأثير الأكبر في حبها للوطن، فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية رغم سنها الصغيرة آنذاك، واصلت جميلة تعليمها المدرسى ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء.
وعندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954، انضمت إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسى، وهى في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي.
تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دمًا بعد إصابتها برصاصة في الكتف، وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب ورددت جملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك: "أعرف أنكم سوف تحكمون على بالإعدام، لكن لا تنسوا أنكم بقتلى تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة".
بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء عام 1962.
وتعرضت "بوحريد" للتعذيب ولكن فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، وتقررت محاكمتها صوريًا وصدر بحقها حكم بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس 1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم.
تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي.
أرسل تعليقك