التعليق على الصورة
لندن ـ ماريا طبراني
أقر مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن التوقعات التي أصدرها بشأن توقف ظاهرة الاحتباس الحراري التي هددت العالم على مدار الأعوام السابقة كانت "غير دقيقة"، حيث أكدت نشرة صحافية نشرت الثلاثاء، أنه على مدى السنوات الخمس المقبلة ستكون درجات الحرارة أعلى من متوسط الأعوام 1971/2000 بمقدار 0,43 درجة
بدلاً عن التوقعات السابقة التي قالت بأن الزيادة سوف تكون 0,54درجة، أي بانخفاض يقدر بـ 20 %. و بهذا يكون هذا الارتفاع أعلى قليلاً من الارتفاع الذي سجل عام 1998، والذي قدر بـ 0,4 درجة، وهو ما يمكن اعتباره ارتفاع بطيء لدرجة حرارة الأرض.
ومع كل الزيادة التي حدثت في عام 1998، يعني ذلك أنه ليس من المنتظر أن تحدث زيادات أخرى كبيرة في درجات الحرارة على كوكب الأرض على مدى السنوات القليلة المقبلة، و يقول المستشار العلمي لمؤسسة "الاحتباس الحراري العالمي" الدكتور ديفيد وايتهاوس "هذا الجمود في درجات الحرارة العالمية يمكن أن يستمر إلى العام 2017، مما يعني 20 عامًا من دون تغييرات ذات دلالة إحصائية في درجات الحرارة في العالم.
وأضاف وايتهاوس "مثل هذه الفترة من توقف زيادة الحرارة لا تثير مشاكل أساسية للمناخ. إذا كانت أحدث توقعات الأرصاد صحيحة، سيعد ذلك درس لا ينسى في التواضع".
ومن جانبه، يقول الدكتور ريتشارد ألان من جامعة "ريدينغ": "ظاهرة الاحتباس الحراري ليست في حالة جمود، ولكنها تباطأت منذ عام 2000، بالمقارنة مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم منذ العام 1970. ففي الواقع، مع ارتفاع غازات الاحتباس الحراري، تواصل الحرارة الارتفاع تحت سطح المحيط".
وقد أيد هذا الرأي بوب وارد، من "كلية لندن للاقتصاد"، والذي قال "سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن ظاهرة الاحتباس قد توقفت"، كما أدان وارد مكتب الأرصاد الجوية، لإصداره البيانات من دون شرح لمعناها الكامل.
وأضاف وارد "لقد أصبح مكتب الأرصاد الجوية في موقف لايحسد عليه. لقد استغل المتشككين ببساطة هذه الحقيقة. أعتقد أنه في هذه الواقعة لم يرق مكتب الأرصاد الجوية إلى مستوى المعايير التي يتوقعها منه الجمهور".
كما علق النائب العمالي غراهام سترينغر قائلاً "إن توقعات مكتب الأرصاد الجوية قد تحسنت على المدى القصير، ولكن تحليلهم لتغير المناخ كان غير واف، و يفتقر للكثير من المعلومات". وأضاف "من خلال إعلانهم بعض المعلومات عشية عيد الميلاد، لم يقوموا بدفن الأخبار السيئة فقط، ولكنهم قدموا توقعات مناخية خاطئة للجماهير. وبالنسبة لمنظمة قائمة على العلم، ينبغي أن يعترفوا سواء بنجاحاتهم أوإخفاقاتهم".
أما الأستاذ من جامعة "أوكسفورد" مايلز ألن فيقول "إدعى الكثير من الأشخاص في مؤتمر العام 2009 في كوبنهاغن أن الاحتباس الحراري أسوأ مما كنا نعتقد. وكل ما حدث منذ ذلك الحين أثبت أنه من الحماقة استقراء الاتجاهات المناخية قصيرة الأجل، في حين أن كل عام جديد يجلب بيانات جديدة لمساعدتنا على استبعاد سيناريوهات أكثر تطرفًا في المستقبل، لذلك سيكون من السخيف تفسير ما حدث في العام 2000 كدليل على أن ظاهرة الاحتباس قد توقفت".
وكان مكتب الأرصاد الجوية البريطاني قد قال "إن التباطؤ في ارتفاع درجات الحرارة جاء بعد زيادة حادة في العام 1990، نظرًا للتقلبات الطبيعية والتغيرات في النشاط الشمسي وحركات المحيطات. وقالت التوقعات أن ظاهرة الاحتباس الحراري ستستمر، في ضوء زيادة مستويات الغازات الدفيئة".
كما أوضح المكتب أنه خلال الخمس سنوات الأخيرة كانت التنبؤات نتيجة لنظام جديد، والذي أخذ في الاعتبار التغيرات في درجات الحرارة على سطح المحيطات، وتم إصداره في أقرب وقت ممكن بعد انتهاءه.
كذلك حذر الخبراء من أنه إذا لم تتوافر الجهود للحد من انبعاثات هذه الغازات، فإن العالم سيكون في طريقه لمشاهدة ارتفاع خطير في درجات الحرارة، خلال القرن المقبل.
أرسل تعليقك